لوكيميا.. مسرحية عراقية تعكس معاناة شعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 9 شعبان 1423 هـ الموافق 15 أكتوبر 2002 ام تبيع ارغفة الخبز تصرخ ألما وهي تشير الى ابنها الذي يموت من داء السرطان. واب ينفجر غيظا وهو يرى ابنه يقضي بسرطان الدم (لوكيميا) بسبب قنابل اليورانيوم المنضب التي ألقتها الولايات المتدة ابان حرب الخليج سنة 1991. تلك هي فصول مسرحية اعدها ممثلون محترفون بدعم من وزارة الاعلام العراقية التي تريدها ان تكون رجع صدى للدعاية الرسمية، في مواجهة تهديدات الحرب التي تلوح بها الولايات المتحدة. وتعرض مسرحية «لوكيميا» في احد اقدم واعرق مقاهي بغداد «الشهبندر» الذي غص بالمتفرجين الجمعة.وحتى وان كانت المسرحية اقرب الى الدعاية فانه يكفي ان يتجول المرء في الشارع حتى تنكشف لناظريه حقيقة معاناة المواطنين العراقيين الذين يصارعون من اجل العيش طوال 12 سنة من العقوبات الدولية. والعراق الذي هو نظريا دولة غنية منتجة للنفط، يعيش في وضع يرثى له. كما ان مقهى الشهبندر الذي صفت فيه مقاعد خشبية ويجلس فيه شيوخ يسبحون تحت صور بهتت ألوانها و«ركوات» القهوة المركزة على الحيطان، بدا اقرب الى التداعي. ويؤكد كمال لطيف سالم في نهاية العرض الذي نال اعجابا كبيرا «انها ليست مجرد صور مسرحية انه الواقع». ويضيف «ان المسرحية تظهر الى اي حد بلغت معاناتنا والى اي حد بلغ المرض بأطفالنا واى اي حد بلغ عجزنا ازاء ذلك». وبدا علي سالم وهو كاتب جاء لمشاهدة العرض، الاستسلام مثل كافة الاجيال التي عايشت حمام الدم الرهيب زمن الحرب العراقية الايرانية بين 1980 و1988 وحرب الخليج الثانية والحظر الذي تلاها والحرمان والعزلة. وقال تحت صوت المراوح وصور الرئيس العراقي مبتسما «لقد عشت في اوروبا وادرك معنى الحياة واملي الوحيد هو عودة السلام». ويتابع «ان المسرحية تظهر انه لا يمكن ان يكون هناك ما يبرر ايذاء البشر لبشر آخرين». وكما هو حال معظم العراقيين فان سالم لا يخوض في السياسة غير انه يدرك كغيره انه في حال اندلاع حرب فان المواطنين العاديين هم الذين سيعانون ويلاتها. اما حيدر عدي (نحات 26 سنة) فقال «ان هذا مؤلم خاصة مع الوضع الحالي وكافة المعلومات حول حرب جديدة». ابراهيم مجيد (50 سنة) وهو كاتب ومنتج «لوكيميا» ويمثل في هذه المسرحية المؤثرة التي تتحدث عن الثمن العبثي لاستراتيجيات القوى الكبرى قال «هذا ما يراه العراقيون الحقيقيون». وقال «ان الاميركيين يقومون بكل ما يستطيعون حتى يصاب العراقيون بالرعب. وعلي القيام بكل ما في وسعي في هذا الوضع كعراقي. وسأدافع عن وطني وشعبي». واضاف «كممثل علي القيام بدوري انها طريقتي الوحيدة لمحاربة العدوان على شعبي».

Email