المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، حسن يوسف يقدم موافقة الشعراوي بالصوت والصورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 بدأ العد التنازلي لأيام وليالي شهر رمضان على شاشة التليفزيون بمحطاته الفضائية والأرضية حيث يدخل سباق هذا العام لإرضاء أذواق المشاهدين في العالم العربي عشرات المسلسلات الدرامية التي أنتجت خصيصا لهذه المناسبة. ومن أهم المسلسلات التي يتم عرضها في القاهرة ودولة الامارات العربية المتحدة وبقية دول الخليج طوال شهر رمضان حلقات «إمام الدعاة» بطولة الفنان حسن يوسف. وأحداث العمل الذي كتبه لواء د. بهاء الدين ابراهيم تدور عن قضية حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي منذ مولده في قرية «دقادوس» بمحافظة الدقهلية وحفظه للقرآن الكريم في كتاب القرية ونبوغه والتحاقه بالمعهد الديني وتفوقه فيه ثم دراسته بالأزهر الشريف وسفره الى المملكة العربية السعودية ثم عودته بعد عدة سنوات أمضاها هناك أستاذا في جامعة الملك عبدالعزيز آل سعود حيث عين مديرا لمكتب شيخ الأزهر وذاع صيته في العالم كداعية اسلامي من خلال خواطره في تفسير القرآن الكريم ثم توليه وزارة الأوقاف في مصر بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتتوالى الأحداث المثيرة في حياته حتى تنتهي الحلقات بوفاة العالم الجليل في شهر يوليو عام 1997. ويجسد شخصية الشيخ الشعراوي في أربع مراحل الأولى في طفولته الطفل أحمد سمير حيث تلقى علوم القرآن في كتاب القرية وحفظ القرآن وعلاقته بزملائه وأصحابه في القرية.. أما مرحلة الشباب ودخوله المعهد الأزهري فيجسدها الفنان الشاب أحمد الشافعي.. ويجسد المرحلتين الثالثة والرابعة الفنان حسن يوسف. وتمثل دور زوجته في مرحلة الشباب الممثلة هبة أبوالخير.. بينما تجسد عفاف شعيب دور الزوجة في مرحلة الكبر.. ويمثل دور أولاده في العمل كل من د. محمد أبوالخير ومحمد عبدالجواد ومنال سلامة ومروة عبدالمنعم. وبعد غياب استمر عدة سنوات يعود الفنان حمدي أحمد ليمثل شخصية «زغلول القبيصي» صديق الشيخ الشعراوي وبلدياته من قرية «دقادوس» وتلك الشخصية جاءت من خيال المؤلف د. بهاء الدين ابراهيم وليس لها مطابقة في قصة حياة الشعراوي الحقيقية ولكن تم نسجها لخدمة البناء الدرامي للمسلسل لتكون جزءا من الظروف التي أحاطت بالشعراوي حيث تخدم الشخصية في إبراز عبقرية الإمام الشعراوي من خلال المقارنة الدائمة بينه وبين «زغلول» في ظل التنافس العلمي بينهما. وتقدم سوسن بدر في المسلسل دور «بدرية» صاحبة «المقهى» التي تسعى الى الشيخ وتتلمذ على يديه بعد أن تعرضت لظروف عائلية قاسية!! وكانت الفنانة دلال عبدالعزيز قد اعتذرت عن اداء هذا الدور دون ابداء أية أسباب!!ويقدم زكريا يوسف شقيق الفنان حسن يوسف شخصية المعلم الذي تتلمذ على يديه الشيخ الشعراوي. ويقوم بتجسيد دور والد الشيخ الشعراوي الفنان محمد الدفراوي.ويشارك أيضا في بطولة المسلسل مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم حسن مصطفى وجمال اسماعيل ونادية عزت وسميرة عبدالعزيز وعبدالمحسن سليم وعبدالغفار عودة ورشوان سعيد.ويتخلل أحداث المسلسل ظهور شخصيات سياسية مهمة في حياة الشيخ الشعراوي من بينهم الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء المصري ممدوح سالم الذي شغل الشيخ في وزارته حقيبة وزارة الأوقاف والرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين وغيرهم من الشخصيات الأخرى. أزمات ساخنة وشهدت حلقات الشيخ الشعراوي قبل عرضها العديد من الأزمات الساخنة كان من بينها إعلان أسرته عن رفضها التام لتنفيذ هذا العمل بحجة أنهم لم يوافقوا على سيناريو المسلسل وأكدوا في نفس الوقت أن 80 من أحداث الحلقات مختلفة عن الواقع وغير حقيقية ولا تتفق مع شخصية الشيخ الشعراوي وبعض هذه الأحداث أيضا تسئ على حد قولهم الى شخصيات كان لهم دور مشكور في حياة الشيخ الراحل.وأمام هذا الموقف فجر الفنان حسن يوسف هو الآخر مفاجأة كبرى حيث أعلن أنه كان قد حصل على موافقة من الشيخ الشعراوي قبل وفاته على أن يقدم شخصيته في مسلسل تليفزيوني في حالة تصوير عمل فني يؤرخ لحياته وقد سجل هذه الموافقة بالصوت والصورة في لقاء جمع بينهما قبل رحيل الداعية الكبير بعدة شهور، وشريط الفيديو موجود وأحتفظ به في مكتبتي لمن يريد مشاهدته على حد تعبير حسن يوسف. وعلى الطرف الآخر يؤكد مؤلف المسلسل د. بهاء الدين ابراهيم أنه استقى معلوماته من خلال مذكرات الشيخ الشعراوي نفسه والكتب التي صدرت عنه علاوة على أنه جلس في جلسات عمل مع نجل الشيخ الشعراوي «عبدالرحيم» على مدى 20 ساعة لمعرفة كافة الجوانب الخاصة بوالده على المستوى الشخصي ثم انه قام بارسال 25 حلقة من العمل الى الشيخ «عبدالرحمن» ولكنه لم يرسل رده عليه فقرر الاستمرار في كتابة الحلقات التي تقدم في 22 ساعة من خلال 30 حلقة يوميا في شهر رمضان. ـ وأسأل الفنان حسن يوسف: ماذا تفعل في حالة ما اذا قررت أسرة الشيخ الشعراوي وقف عرض الحلقات بعد بدء عرضها؟ ـ السيرة الذاتية للشخص العام هي ملك للتاريخ ولا تملك أسرة هذا الشخص أو غيرها الوقوف في سبيل تقديم رؤية فنية ابداعية تحفظ لهذا الشخص مكانته وتأخذ من سلوكه نموذجا يحتذى به بعيدا عن الشطط والمغالاة ما دام العمل لا يمثل خروجا على النظام العام والآداب المرعية ولا يمس الحياة الشخصية أو يتعرض لها.. ثم ان العمل قد تم الموافقة عليه رقابيا طبقا للقوانين المعمول بها في مصر. وأشير هنا أيضا الى أن أحد الورثة قد وافق عليه وتولي مراجعته نيابة عن الآخرين وأتصور أنه لن يكون هناك خلاف بيننا فأولاد الشيخ الشعراوي أصدقائي وأنا أحترمهم جدا وما بيننا من صداقة ومودة مستمرة بإذن الله من قبل وبعد المسلسل وهم سيشاهدون عملا تتوافر له كل عناصر الابداع الفني ويقدم والدهم الداعية الكبير في صورة تتناسب مع قدره ومكانته كواحد من أعظم رموز الدعاة للدين الاسلامي على مستوى العالم كله ومن هنا كان حرصي أن أطلق على الحلقات اسم «إمام الدعاة». ـ وما هي تفاصيل الأزمة الأخرى التي نشبت بين المطربين محمد ثروت ومحمد فؤاد حول غناء تترات بداية ونهاية الحلقات؟ ـ ليست هناك أزمة وكل ما تم تسجيله من أشعار وألحان سيستخدم في العمل ولكننا الآن في المرحلة الأخيرة الخاصة بمونتاج المسلسل وقد قررنا حسم موضوع التترات بأن يغنيها محمد فؤاد وهي من أشعار أيمن بهجت قمر وألحان محمود طلعت الذي وضع الموسيقى التصويرية للعمل بالكامل.. وبالنسبة لمحمد ثروت الذي سجل من أشعار إمام الصفطاوي وألحان عبدالعظيم حليم أشعارا رائعة فسيتم توزيعها بين أحداث المسلسل الدرامية لأننا نقدم لأول مرة شكلا جديدا في عمل اجتماعي وهو غير مسبوق بالمرة حيث نقدم أشعارا ملحنة على الموسيقى التصويرية لأن الشيخ الشعراوي كان شاعرا وسوف نقدم أشعارا أخرى بصوت الفنان محمد وفيق والاذاعي أمين بسيوني الى جانب استخدام مجموعة أخرى من الأشعار في مشهدي الوفاة والجنازة للشاعرة علية الجعار.. إذن هناك شكل جديد ننفرد به في إخراج هذه الحلقات وبالتالي أؤكد عدم حدوث أية أزمات بين محمد ثروت ومحمد فؤاد أو بين الشاعرة علية الجعار وبين المخرج مصطفى الشال صاحب الرؤية الفنية في تقديم حلقات «إمام الدعاة» التي أعتبرها واحدة من أهم محطاتي كممثل اختار لنفسه طريق الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف.

Email