«HARDBALL» .. الخلاص يأتي في أشكال شتى!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 يجد الجمهور نفسه في فيلم «موعد مع كرة صعبة» في لقاء مع رجل يمضي في حياته دون هدف محدد، لكن الظروف جعلته يكتشف ان في اعماقه قوة ما يحلم دائماً ان يصل اليها ذات يوم ليتعرف على قواه وقدراته. هذا الرجل هو «كونور اونيل» الذي يلعب دوره «كيانوريفيز» الذي يلتقي بأغرب مجموعة يمكن تصورها من الناس. والمعروف عن كونور انه شغوف بالانغماس في متابعة الرياضات وهي هواية دفع ضريبتها كثيراً، حيث غرق بسببها في الديون، لكن احد اصدقائه الذي لجأ اليه كونور لمساعدته، رفض انتشاله من هذه الضائقة، الا اذا عمل مدرباً لفريق من المراهقين اليافعين الذين يحاولون اكتساب مهارات عالية في لعبة البيسبول، ليجد كونور نفسه مطالباً بصهر مجموعة تفتقد لمواهب اللعبة وتحويلهم الى وحدة متناسقة بمقدورها تحقيق انجازات كبيرة وتقديم افضل العروض في عالم شيكاغو الرياضي. الطريف ان كونور كان يعتبر ان هذا التحدي اسوأ عقاب يمكن ان يتعرض له للمسئوليات الجسام التي تحملها تجاه هذا الفريق، لكنه يفاجأ انه امام تجربة حياتية تعليمية فريدة، فهو للمرة الأولى في حياته يصبح مسئولاً عن اشخاص آخرين غير نفسه ووجوده المليء بالانانية والهامشية، بيد ان ظهوره على حقيقته الجوفاء، جعل عينيه تتفتحان من خلال حياة الشباب الذين يتعاملون معه على آفاق مختلفة غير التي ألفها. ويبدأ كونور الذي ادهش الجميع بمن في ذلك نفسه في تكوين صلات وثيقة مع هؤلاء الفتية، وكذلك مع مدرستهم الشابة التي تقوم بدورها «ديان لان». ويتمكن هؤلاء المراهقين الفقراء من ان يظهروا لكونور جوانب مختلفة تتعلق بالثقة والمحبة، فهم اشخاص يتصفون بالصلابة والخشونة من الخارج، لكنهم في اعماقهم عاطفيون وطيبون، وهم يعولون على كونور وعلى لعبة البيسبول ليرتقوا بشأن انفسهم، ولو لساعات يتدربون فيها وينتزعونها من حياتهم القاسية والمأساوية احياناً. ويبدأ الفتية في ادراك ان بمقدورهم التغلب على ظروفهم الصعبة، ويتعلم مدربهم ما هو اكثر من ذلك حيث يكتشف ان الخلاص يأتي في اشكال شتى، ومن ابعد المصادر عن توقعات المرء. وهذا الفيلم مقتبس من كتاب «دانييل كويل» الذي يحمل العنوان ذاته، والذي يقدم صورة لتجربة «كويل» نفسه في تدريب فريق من الشباب على البيسبول في اطار المشروع المعروف باسم «كابريني جرين» في شيكاغو. والفيلم يحلق بالجمهور الى رحلة خلاص تترجم قصة «الفوز» في مواجهة الظروف الصعبة. ويقوم كونور اونيل باعطاء الكثير من الوقت والتشجيع والمثابرة لهؤلاء الفتية، لكن ما يحصده من هذه العملية يفوق كل التوقعات. فكلما امضى هذا المدرب المتردد المزيد من الوقت مع هؤلاء المراهقين، كلما تعلم فهم قوة الروح الانسانية، حيث يحظى اعضاء الفريق بقدرات القيادة والصمود والتحدي ومد الجسور نحو بعضهم البعض، كما تعلم كونور ان اللقاء مع الآخرين والتوادد معهم بامكانه اكسابنا الكثير من حب الحياة ومعانقتها. ويتألق الممثل الشاب «مايكل جوردان» في دور «جمال» الذي اختصر روح الفيلم بقوله: ب«انه فيلم عن عمل الفريق». وفي الفيلم يتابع كونور وصديقه المفضل «تيكي توبن» الذي يلعب دوره «جون هوكر» المباريات، وعندما يتورط بعمق في الديون لا يجد امامه إلا صديق طفولته «جيمي فليمنج» الذي يجسد دوره «مايك ماك ماكلون»، وهو مصرفي ناجح سبق ان ساعد كونور من قبل، لكنه هذه المرة يصر على قيادة هذا الفريق الى الامام بنجاح. وبعد بداية صعبة ومتعثرة، يتواصل كونور مع اللاعبين العشرة، الذين لا يتجاوز عمر الواحد 10 سنوات.. وهكذا تتغير حياة كونور ويتعرف ان للحياة طعماً آخر اكثر مذاقا لو أراد الانسان. مجدي ابوزيد

Email