البعض يعتبرها هوساً وآخرون تعبيراً اجتماعياً

شباب إماراتي يروي حكاياته عن «الماركة»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«قبل فترة ذهبت إلى مركز تجاري، ورأيت (تي شيرت) عادي جدا، لونه أصفر فقط، لا يحوي أي نوع من الزينة، ولكني فوجئت بالسعر المكتوب عليه، إذ بلغ 425 درهما! وهذا في الأيام العادية فما بالكم في الأعياد والمناسبات؟»؛ هكذا بدأ أحد الشباب استغرابه الشديد من قبل الفتيات والشباب الذين يقبلون على شراء السلع بهذه الأسعار الباهظة.

في الحقيقة توجد أناقة من دون ماركة، وهذا أمر لا خلاف عليه؛ لكنّ هناك أشخاصا لديهم هوس غير طبيعي بموديلات الماركات التي تكون عادية، وربما في بعض الأحيان لا تستحق أن تنفق عليها مبالغ هائلة حتى يقولون فقط «ماركة» وتصلح للتباهي. «الحواس الخمس» التقى مجموعة من الشباب والفتيات في المراكز التجارية وكان له مجموعة من الردود المختلفة حول الماركات التجارية المعروفة.

حمى شراء الحقائب... نورة سهيل، واحدة من نساء مجتمعنا المصابات بحمى شراء الحقائب التي تنتمي لماركة معروفة، تقول: أنا شخصيا لا أتقبل حمل حقيبة لا تحمل اسم ماركة معروفة، في يوم من الأيام دفعت شيكا بمبلغ 20 ألف درهم لشراء حقيبة من أحد المحال في المراكز التجارية بدبي. وتضيف: حين انتهائي من استخدام أي من الحقائب لا يمكنني أن أحملها مجددا، فأعطيها لمن تحتاج إليها.

الأناقة في البساطة... أما بخيتة سالم، خريجة جامعية، فتقول: لفت انتباهي هوس الفتيات بالماركات العالمية، وانسياقهن وراء الأزياء التي تحمل أسماء أشهر الشركات العاملة في مجال إنتاج وتصنيع الملابس، فمدى الأناقة مرتبط بأعلى الماركات سعرا، والمظهر غدا سمة تضاهي الجوهر فلم يعد المفهوم البسيط «الأناقة في البساطة»، قائما بل الأناقة في الماركة. تضيف: أنا لا أنكر أن المظهر مهم جدا؛ لأنه ينعكس على شخصية الفرد، وتفكيره، لكن رأيي الشخصي هو أن السلعة تلك هي عبارة عن قماش، ليس ذهبا أو فضة؛ فلماذا ننفق الكثير في أشياء لن نكرر لبسها.

الحساب قبل الحساب

من ناحيته يقول خليفة محمد، موظف : فعلا هناك هوس كبير على الماركات، عن نفسي أبتاع ما يعجبني سواء أكان ماركة أو لم يكن كذلك، وإذا شعرت أن المبلغ كبير، والقطعة لا تستحق أتركها لأني على علم بأنني سوف أحاسب على كل فلس صرفته بغير حاجة.

فيجب علينا عدم السماح للمظاهر بالتحكم فينا، لكي لا نكلف أنفسنا الكثير في سبيل محاولة مجاراة الآخرين واللحاق بركب الموضة والماركة، على حد قوله: «لا يوجد شخص أفضل من الآخر»، أي أن الأمر في بعض الأحيان يكون تقليدا وليس هوسا فقط، وعدم الإحساس بالغير ليس فقط في عدم مد يد العون لهم، بينما نصرف الكثير على ملابسنا بل أيضا عدم مراعاة مشاعر الغير ممن هم غير قادرين على اقتناء ملابسهم حتى بأبخس الأسعار.

وهذا الأمر نجده شائعا كثيرا بين الفتيات ممن تتكلم لساعات متواصلة عما اقتنته في اليوم السابق من أهم الماركات، متجاهلة وجود أشخاص غير قادرين على الفرح بملابس العيد.

أدوات التجميل

تشير هند عبدالله إلى أنها تهتم كثيرا بموضوع الماكياج؛ فهي حريصة كل الحرص على أن يكون «ماركة»، حيث أدوات التجميل غير المعروفة التي تباع في بعض المحال لا تكون على مستوى، وهي مضرة بالبشرة، وتسبب أحيانا الكثير من الأمراض، وعلى حسب قولها: أنصح الفتيات باقتناء ماكياج الماركة للحفاظ على سلامتها وسلامة بشرتها.

الأدوات المنزلية

تطرقت آمنة محمد، ربة منزل، لموضوع الماركات من ناحية أخرى، فتقول: لم تقتصر الماركة فقط على الحقائب والعطورات، إضافة إلى الأحذية، بل وصلت إلى المفارش والأطقم المنزلية، فأصبح الستار في المنزل مزينا بإحدى الماركات المعروفة، وطقم السرير كذلك، في الحقيقة قناعتي الشخصية لا تسمح لي بالتصرف بهذه الطريقة، صحيح أنني ربة منزل وأحب أن يكون منزلي بأبهى حلة.

ولكن كل شيء بالعقل، وتنهي حديثها قائلة: الذي يشقى ويعاني من أجل الحصول على المال لا يمكن له أن يصرف بهذه الطريقة.

الملاذ الوحيد

من جهته يقول سعيد سالم، موظف: أغلب الناس في مجتمعنا يميلون إلى المظاهر، وأنا شخصيا لا أؤيد هذا الأمر، والأشخاص الذين يريدون الماركات سوف يجدون منها طبق الأصل.

لكن باختلاف بسيط، بالكاد أن يلاحظ في القرية الصينية؛ فهو ملاذي أنا وعائلتي، حيث أجد عندهم جميع الكماليات من ملبس ومفرش، وجميع احتياجات المنزل والأطفال، فلا أعلم لم هذا البذخ وهدر الأموال، ويعبر سعيد عن الأشخاص «أصحاب الماركات»، كما أطلق عليهم، بأنهم لا يؤثرون عليه أبدا.

دبي ـ مريم إسحاق

Email