حياة

ألعاب تفتح الأبواب على عالم الجريمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما لا يمكن أن ننكره أن عشرات الأشكال من الألعاب المخيفة تدخل عوالمنا يحركها خيال مغرق في العنف وفي القدرة على تصور أبشع الاشكال وتنفيذها على شكل ألعاب إلكترونية أو شخصيات كارتونية أو دمى تدخل غرف نوم الأطفال وتشكل تحدياً لقدراتهم على مواجهة المخاوف التي تقدمها تلك الألعاب التي ربما كانت محرضا لخيالهم لإنتاج مخاوف أخرى، حيث يتخيل بعض الصغار أن تلك الألعاب يمكن أن تتحول إلى شخصيات حقيقية تتحرك وتقوم بأعمالها المخيفة التي رسمت لها في الخيال.

وهذه الألعاب تستهوي الصغار والكبار على السواء، حتى إنها تشكل للصبيان تحدياً في مشاهدتها، فمراد صالح 11 سنة يرى أن الألعاب المخيفة أكثر متعة من الألعاب العادية لأنها تشعره بأنه بطل يمكن أن يقاتل تلك الشخصيات ويمكن أن يواجه الشخصيات المرعبة والمواقف المخيفة، وحتى مشاهدة أفلام الرعب تجذبه اليها، على العكس من أخته التي تفضل الألعاب الجميلة ودمى البنات وتتجنب أفلام الرعب والأشياء البشعة. ويصر الأولاد دائماً على تأكيد عدم خوفهم من الألعاب المرعبة والبشعة، فيقول ذو الفقار صلاح (10 سنوات): أنا لا أخاف من تلك الألعاب، ومن الطبيعي أن ألعب بها مع أصدقائي، لكنني في الحقيقة أفضل لعب البولينغ وكرة السلة.

أما أخوه يعرب صلاح (9 سنوات) فيقول: تعجبني هذه الألعاب، وخاصة الإلكترونية منها، فأختار »سبايدر مان« و»بات مان« وألعب بها لأن الولد الذي يخاف من الألعاب سيكون جبانا في الحياة أيضا، وسوف لا يحترمه أصدقاؤه، لذا أنا لا أخاف منها أبدا. ويقسم علم النفس الشخصيات التي تهتم بالألعاب المخيفة والمرعبة منها إلى عدة أقسام، يذكرها الدكتور علي الحرجان اختصاصي الطب النفسي قائلاً: هناك شخصيات يدفعها الفضول إلى اكتشاف المشاهد المخيفة وعالم الرعب، وهو الأمر الذي يجعلها تقبل على هذا النوع من الألعاب وتشجعها.

بينما توجد فئة أخرى تهتم بكل ما يقدم من أشكال للرعب للتعلم منه وتطبيقه على أرض الواقع، في محاولة لنقل أشكال العنف في الخيال إلى الواقع، فتنشأ عن ذلك الاهتمام مجموعة من الجرائم وحتى سطوة العنف والخوف على أرض الواقع. بينما تشكل الفئة الثالثة من الناس مجموعة الأشخاص الذين يحاولون التغلب على مخاوفهم بمواجهتها وتحديها عن طريق مشاهدة الخيال العنيف ليستطيعوا التغلب على مخاوف الواقع، وجميع تلك الفئات تستقبل خيالا متطرفا يقدم متعا مؤذية، ضررها الحقيقي أكبر بكثير من منافعها، فهي وان كانت تحقق أرباحا اقتصادية لصانعيها، فإنها تقدم في الوقت ذاته أمراضا اجتماعية ونفسية كبيرة، وتسهم في نشر العنف بين الناس، والترويج لعالم من الخوف يمكن أن ينتقل من الخيال إلى الواقع.

ألعاب مخيفة

يشير صانعو الألعاب المخيفة إلى أنها تحظى باهتمام الناس وطلبهم، فتقول هيلين إد مديرة التسويق في إحدى شركات الألعاب: إن هناك طلباً كبيراً على الألعاب ذات الأشكال المخيفة أكثر من العادية، وهو أمر يشجع صناعة هذا النوع من الألعاب، ويوفر سوقاً مناسبة لها، ويساعد كذلك على انتشارها، كونها مرغوبة من المستهلك.

مخاطر نفسية

تشكل الألعاب المخيفة خطراً على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال، حيث تؤكد الباحثة الاجتماعية سحر الهاشمي أن تلك الألعاب يمكن أن تسبب العديد من المشاكل واضطرابات النوم للأطفال، وعلى الأهل أن ينتبهوا إلى أن الأطفال الذين يتجهون بشدة إلى هذا النوع من الألعاب يعانون من مشاكل نفسية في الاندماج مع أصدقائهم ومحيطهم، لذا يعوضون عنه هذا الأمر بتفريغ طاقتهم بالتوجه نحو الألعاب المخيفة والعنيفة.

ألعاب

رعب «الترفيه» حكايات وأساطير انتهت بالألعاب الإلكترونية

كانت مشاهدتي الأولى لفيلم »اللعبة« مرعبة جداً لي، فقد كنت في الخامسة عشرة من عمري وتملكني الخوف الشديد من اللعبة »تشاكي«، وصارت تأتيني كوابيس تثير خوفي وتجعلني أبكي في الليل، وحتى اليوم بعد أن صرت أماً وكبر أطفالي لا أزال أخاف من مشاهد الرعب ومن الألعاب المخيفة التي نجدها في أماكن الألعاب.

هذا كان حديث نوال القاضي التي أصبحت معلمة رياضة ولم تستطع تجاوز خوفها من تجارب الألعاب المخيفة، وهي تحاول جهدها التخلص من هذا الخوف، وتجنيب أطفالها تلك التجربة؛ لكن الزمن تغير كما تشير، وأصبح الأولاد مولعين بالألعاب المخيفة والأشكال المشوهة التي يشاهدونها في الأفلام وفي أماكن اللعب.

والألعاب المخيفة متعددة الأشكال ومتنوعة، منها ما يختص بالدمى المخيفة ذات الأشكال البشعة، وحتى الأزياء التي تصنع على أشكال الوحوش والحيوانات، ولعل أبسطها الأقنعة الورقية والصور الصغيرة، وحتى الملصقات التي تأتي مع أنواع الحلويات التي تشكل متعاً بسيطة للأطفال في ألعابهم اليومية، حيث يختار الأولاد المخيف منها، ويتباهون بلصقها كوشم يميزهم عن غيرهم ولو لساعات قليلة.

المتع المخيفة

وموضوع المتع المخيفة ليس جديداً، فمنذ مئات السنين تداول الناس الحكايات والأساطير التي تحتوي مقاطع مخيفة تشكل عنصر التشويق وشد الانتباه في مفاصل الحكاية، فقبل اختراع التلفزيون والراديو كانت تلك الحكايات شكلاً من أشكال الترفيه، وقد بقي الكثير منها متداولاً حتى يومنا هذا.

وقد عرفت مختلف الثقافات تلك الأساطير والحكايات التي تضمنت شخصيات مرعبة من العفاريت والسحرة والوحوش، تجسدت فيما بعد على شكل ألعاب إلكترونية أو أفلام رعب، وتنقلت بين أشكال أدبية كالروايات المرعبة، أو فنية كاللوحات والمنحوتات، وكذلك الأعمال السينمائية.

حيث خصصت ميزانيات ضخمة لتجسيد غرائبيات الخيال الفني الذي قدمته البشرية على مر عصورها.

مشاهد عنيفة

أظهرت الدراسات أن الأطفال يعانون من مشاكل المشاهد العنيفة والألعاب المخيفة، ما يسبب اضطرابات النوم والكوابيس المستمرة، وقد تصل إلى مرحلة الخوف من التنقل في غرف المنزل، وهي ترتفع عند الفتيات إلى 50 % ، بينما تشكل نسبة 25% للفتيان.

«تشاكي» هوليوود

تعد شخصية اللعبة »تشاكي« التي قدمتها هوليوود في فيلم »اللعبة« من أكثر أنواع الألعاب رعباً للأطفال وللكبار كذلك، إذ ربطت بين السحر الأسود والجريمة والمشاهد الدموية، لكن نجاح الفيلم دفع الشركة المنتجة إلى تقديم سلسلة من الفيلم وصلت إلى خمسة أجزاء حققت مبيعات كبيرة في شباك التذاكر.

سليكون متطور

تعد دمى السليكون من الصناعات المتطورة في عالم الدمى التي دخلت في صناعة السينما وتجاوزتها لتنتج دمى أقرب إلى الأشكال الآدمية منها، ما أثار حفيظة النساء، ومنها بالتأكيد ما قدم أشكالاً مرعبة لشخصيات مخيفة قدمتها السينما، وصار بالإمكان رؤيتها على أرض الواقع.

تقنيات ثلاثية الأبعاد

أصبحت شركات الترفيه تهتم بتقديم المتع العنيفة للكبار، حيث تقدم التقنيات ثلاثية الأبعاد عالماً من الخيال تدخل اللاعبين فيه وتشعرهم أنهم يعيشون في وسط هذا العالم الذي يمكن أن يحولهم إلى رواد فضاء أو إلى أبطال يقاتلون وحوشاً طائرة، وهي تقدم لهم متعة قد لا يتحملهما ضعاف القلوب.

صلة وثيقة

بين أفلام الخيال المرعب وعالم الألعاب صلة وثيقة جداً؛ إذ إن هذا التشابه في الرؤية استطاع أن يحول أفلام رعب أو عنف لاقت رواجا إلى ألعاب إلكترونية توزع في مراكز الألعاب الكبيرة، أو يمكن أن يحصل عليها المستخدمون على شكل أقراص مدمجة ليستمتعوا بها في بيوتهم.

دبي ـ دلال جويد

Email