صدى صورتها في وسائل الإعلام

بنت العم سام تثير إعجاب الفتيات وريبة الأمهات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«الأميركية عملية سريعة رشيقة»، «أريد أن أكون كالمرأة الأميركية التي لا وقت لديها»، «العربية ثقافتي وأعتز بها»، أقوال كثيرة تخرج على لسان فتيات ونساء إماراتيات، لدى كل واحدة منهن نظرتها الخاصة في بنت العم السام.

البعض يعجبه نظام حياة وطريقة لبس المرأة الأميركية ورشاقتها، وكونها المرأة التي تخوض مصاعب ميدان العمل بشتى مجالاته، حيث لا تستطيع غيرها من النساء في ثقافات مختلفة تحمله، والبعض الآخر كان له نظرة مغايرة تماما في حيث كون الإماراتية امرأة عاملة ومربية للأبناء، ولديها شخصيتها وكيانها المنفرد، وهي لا يعجبها أن تتشبه بالغرب.و«الحواس الخمس» استطلع آراء عدد من نساء وفتيات الإماراتيات، وسألهن عن موقع صورة المرأة الأميركية أو، ءٍمْيكفَ ٌٍُّمَ وهل هي فعلا تمثل كما يقال «الحلم» أم «الوهم»؟***الجدية في العمل***تقول الطالبة الجامعية أحلام الخالدي: تعجبني كثيرا المرأة الأميركية؛ فهي مثال للمرأة الدارسة والعاملة. كثير من الطالبات في الإمارات خصوصا، والخليج عموما يدرسن في الجامعات أو الكليات ويتكلن بشكل تام على أهلهن وذويهن في مصروفهن اليومي، مضيفة أن الطالبة الإماراتية ليس لديها دخلها الخاص، والذي تتعب في أجل الحصول إليه؛ فهي تنتظر فترة تخرجها، ومن بعدها تقوم بالبحث عن الوظيفة.تقول مبتسمة: إلا من رحم الله، على عكس المرأة الأميركية؛ فهي تدرس في الصباح، وعند انتهائها من دراستها تقوم بالعمل إما في المطاعم أو المقاهي حتى وقت متأخر، وعلى الرغم من ذلك فهي متفوقة، ولا تتذمر من أي عمل تقوم به، وكل ذلك من أجل تحصيل المال لاستكمال دراستها، تضيف: تعجبني أيضا شخصيتها القوية والتي تفرضها على الجميع فهي فعلا امرأة يجب الاقتداء بها من هذه الناحية.

التقليد الأعمى

وعلى النقيض في كل الأمور التي تطرقت إليها الخالدي ترفض أم عبدالله، ربة منزل، فكرة تقليد المرأة الأميركية من قبل الفتاة أو المرأة الإماراتية لها وتقول: أنا سيدة أبلغ من العمر 40 عاما وأم لست بنات.

أرفض تماما فكرة تقليد المرأة الأميركية من قبل الفتيات والنساء. لقد ربيت بناتي على ثقافتنا ورسخت في نفوسهن القيم والعادات والتقاليد. وتضيف قائلة: ربما يعتبرني البعض متطرفة بآرائي وأعترف أنه يجب أن نواكب العصر ولكن بحدود. وتضيف أنا على علم أن الفتاة الأميركية عندما تبلغ 18 من العمر تكون ملك نفسها. وتنهي كلامها وهي متعجبة: كيف ألقي بناتي في الشارع وهم في العمر هذا.

الأناقة والذكاء

وتقول ميرة المازم، طالبة: لست ضد المرأة الأميركية؛ فهي مثال العمل الجاد، إضافة إلى تمتعها بالأناقة والذكاء. لا أنكر دور الفتاة الإماراتية، فهي تعمل اليوم في الكثير من القطاعات الحكومية وغير الحكومية وبدأت تعمل في قطاع النفط والغار أيضا. لكن أتعجب أحيانا من بعض الفتيات اللواتي ترفضن فكرة الأميركية وهن على تقليد تام بالملبس والتعامل.

تأثير سلبي

لعبت وسائل الإعلام دورا مهما في رسم صورة للمرأة الأميركية في ذهن المرأة الإماراتية، وذلك عن طريق القنوات الفضائية المختلفة، التي أظهرت المرأة الأميركية بصورة مغايرة ما أثر سلبا في بعض العناصر النسائية.

وفي ذلك تقول ميثا جمعة: هناك الكثير من القنوات الفضائية التي تظهر المرأة الأميركية بشكل غير لائق ولباس غير محتشم. بهدف الجذب والدعاية، فهي تستخدم المرأة سلعة لا أكثر ولا أقل ويكون المتضرر الوحيد فئة الشباب، فيعجبهم ما يرونه ويحاولون قدر المستطاع تقليده، ويكون ذلك بقصة شعر معينة أو ستايل لبس جديد، ولعل هذه القنوات تركز على هذه الفئة لأنها مستهدفة ما يسبب خطورة إن لم يتم مراقبتهم أسريا وهم يشاهدون هذه القنوات.

قنوات هادفة

وتشير ميعاد حسن، موظفة، إلى أنه لا يمكن القول إن مختلف القنوات غير هادفة، لكن إذا حصرنا القنوات نجد أن الهادفة منها أقل بكثير من الهابطة، التي تسيطر على الفضائيات بطريقة لافتة، والغريب في الأمر أننا نعلم أنها قنوات غير نافعة، وعلى الرغم من ذلك فهي تحتل المرتبة الأولى في المتابعة.

الترويج لجمال المرأة

ويقول الإعلامي والمستشار الصحافي د. إبراهيم الحوسني: تعد قضية الإعلام من أهم القضايا المثيرة للجدل في المجتمعات العربية والعالمية في ضوء ازدياد الدور السلبي لوسائل الإعلام في صور لا تتناسب مع كرامة المرأة الإماراتية>

ونرى ذلك من خلال البرامج الترفيهية والإعلانات التي تظهر الصورة السلبية للمرأة، مضيفا: للأسف أصبح الإعلام ينظر للمرأة على أنها سلعة يروج لجمالها فقط، تاركا النقاط الأساسية التي من المفترض أن يتحدث عنها كوصولها لأعلى المناصب وحصولها على أفضل الشهادات.

بقي أن نتساءل: هل تستحق فعلا المرأة الأميركية الاقتداء بها، هل هي المرأة الأفضل شخصية من بين نساء العالم، وحقا هي الأقوى في مجال العمل؟.. تساؤلات وأكثر تدور في أذهان العديد من الناس وتنتظر الإجابة.

دبي ـ مريم إسحاق

Email