كواليس

اختراعات «الماجد» تبعث الروح في ذاكرة الأمم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لم أكن أحلم أن المركز سيكون بهذا المستوى الذي وصل إليه اليوم، ليس لجمع الكتب والمخطوطات، بل لإنقاذ الكتاب، والكتاب ينبغي ان ينقذ من أي هلاك، وأنا اعتبر نفسي مسؤولاً عن إنقاذ الكتاب، بأي لغة، وأي دين، وأي توجه»، هذه مقولة جمعة الماجد، مؤسس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث. ولأن المقولة كانت تحدياً لجمعة الماجد، وأثبت بمرور الوقت انه قدر هذا التحدي في الحفاظ على المخطوطات والمطبوعات وإعادة ترميمها، فكان أن قام بإنشاء قسم متكامل يعنى بهذا الأمر، وأثمر عن اختراع خمسة أجهزة غير تقليدية أسهمت في تحقيق هذا الحلم والتحدي ومنها:

جهاز الماجد للترميم الآلي...استحدث هذا الجهاز عام 1995، وهو بحالة تطور مستمر، ويجري العمل الآن على الجيل الرابع منه. يستخدم هذا الجهاز بشكل واسع في عمليات ترميم جميع أنواع المطبوعات، وفي مجال أضيق في ترميم المخطوطات ذات الاهتراء الشديد، وخصوصاً الاهتراء الناتج بفعل الحشرات التي لا يمكن ترميمها باليد من خلال أسلوب يضمن سلامة المخطوط التامة.

جهاز الماجد للمعالجات الأولية... استحدث هذا الجهاز عام 1999، وله عملان مهمان؛ أولهما: التنظيف الجاف، وثانيهما: إعادة الرطوبة النسبية للأوراق والرقوق المتيبسة. يعتمد الجهاز في عملية التنظيف على ضخ تيار من الهواء عن طريق توربين مزدوج عبر أنبوبين من المطاط، وذلك لتوجيه هذا التيار من الهواء على كعب الكتاب ضمن الحاوية المخصصة بالجهاز، حيث تستوعب كل حاوية كتابين في آن واحد، وبالتالي تستمر العملية لمدة تتراوح من 3 إلى 5 دقائق، وهذا يعتمد على مدى إصابة الكتاب بالأوساخ والأتربة الصلبة.

جهاز التدعيم الحراري... استحدث هذا الجهاز عام 2000، وهو بحالة تطور مستمر، ويجري العمل الآن على الجيل الثالث منه. يختص هذا الجهاز بمعالجة الأوراق المطبوعة ذات النسيج التالف، أي الأوراق المتكسرة والمتفتتة. يعتمد الجهاز في عمله على دمج شرائح ليفية شفافة على وجهي الورقة من خلال حرارة محددة، وضغط محدد، وزمن محدد، مما يؤدي بالتالي إلى تماسكها، وإعادة مرونتها، ومتانتها مع إعطائها عمراً افتراضياً يتجاوز 200 سنة. المدة الزمنية لعملية التدعيم من بدايتها إلى نهايتها تستغرق 3 دقائق يجري خلالها تدعيم 50 ورقة من حجم A4.

جهاز الماجد للتعقيم

استحدث جهاز التعقيم في عام 2001، وهو بحالة تطور مستمر، ويجري العمل الآن على الجيل الثالث منه.

يعمل هذا الجهاز بمبدأ التبخير، وهو ما يسمى ب«ئٍِّيهفُّيَُ»، وذلك باستخدام مواد معقمة قاتلة لكل أنواع الحشرات والفطريات والبكتيريا.

المعالجات الكيميائية

استحدث هذا الجهاز عام 2007، وطريقة المعالجة تبدأ بتوزيع الكتاب المراد معالجته ضمن حقائب معدنية توزع بها الأوراق على شرائح من قماش خاص نفاذ يسمح بمرور السوائل، ثم تغطس هذه الحقائب في الحوض الخاص بالمعالجة لمدة ربع ساعة على ثلاث مراحل، أي 45 دقيقة، تتم خلالها عملية المعالجة المطلوبة.

ترميم المخطوطات

من أقسام الترميم في مركز جمعة الماجد، قسم ترميم المطبوعات، وتم تأسيسه في عام 1992، ويختص بتعقيم المخطوطات المصابة بيولوجياً ومعالجتها كيمائياً لتخليصها من تلك الإصابات، وترميم جميع التلفيات، والاهتراءات داخل المخطوطات بأساليب فنية علمية.

ترميم المطبوعات

أسست هذه الشعبة في أكتوبر من العام 1999، وتختص بتعقيم جميع أنواع المطبوعات من الإصابات البيولوجية، ومعالجتها كيميائياً؛ لتخليصها من الآثار المدمرة لها، مثل: الأحماض الزائدة، والتكسر والتقصف، والألوان القاتمة بسبب الأكسدة الضوئية.

استخراج الألياف السيللوزية النقية

أسست هذه الشعبة في أكتوبر من العام 1999، وتختص باستخراج الألياف السيللوزية النقية من خامات طبيعية، بما يتناسب مع المواصفات العالمية، من حيث الطول والنقاء والوسط الكيميائي المعتدل، وذلك لاستخدامها بكل أعمال الترميم اليدوية والآلية، إذ تعدّ هذه المادة العمود الفقري لكل تلك الأعمال.

الطاقة الإنتاجية الحالية من 800 إلى 1000 كلغ سنوياً، وقد تقل أو تزيد حسب الحاجة المطلوبة.

أسست هذه الشعبة عام 1992، وهي تقسم إلى وحدتين، وحدة تجليد المخطوطات، ووحدة تجليد المطبوعات.

وتختص هذه الشعبة بتجليد المخطوطات تجليداً إسلامياً يتناسب مع تاريخ صناعتها ونسخها، وتجليد جميع أنواع الكتب المطبوعة تجليداً فنياً حديثاً على تعدد أنواعه: الجلد الطبيعي والصناعي والكرتون، وإصلاح الأغلفة للكتب القديمة، وإعادة تركيبها. وتصنيع جميع أنواع العلب الخاصة بحفظ الوثائق، والكتب، والمخطوطات، وجميع أنواع العلب الخاصة بالكتب الإفرادية والمجموعات.

الطاقة الإنتاجية الحالية: من 4500 إلى 5000 كتاب شهرياً.

التعقيم فن

في قسم التعقيم يتم القضاء على كل أشكال الآفات البيولوجية المتمثلة في (الحشرات، والفطريات، والبكتريا) الموجودة داخل الأوعية الورقية المصابة، وذلك من خلال وضع هذه الأوعية ضمن جهاز الماجد للتعقيم الذي يستخدم مواد تعقيم خاصة بالقضاء على هذه الآفات، وتستغرق عملية التعقيم 72 ساعة تكون بعدها الأوعية الورقية خالية تماماً من أي نشاط بيولوجي، وهذا يجعلها سليمة في ذاتها، وآمنة لباقي محتويات المستودعات حين تخزينها.

التنظيف الجاف

وفيه يتم التخلص من كل العوالق الصلبة الموجودة على سطح صفحات المخطوطات والكتب مثل الغبار، والأتربة، وفضلات الحشرات، إذ يتم التخلص منها باستخدام جهاز الماجد للمعالجات الأولية، بينما تزال فضلات الحشرات بكشطها باستخدام مشرط الترميم.

العلاج الكيميائي

تعالج جميع الإصابات الكيميائية في الأوعية الورقية من خلال جهاز الماجد للمعالجة ضمن المعايير المعمول بها عالمياً، ويمكن تخليص هذه المعالجات بالعبارات الآتية:

ـ تعديل نسبة الحموضة المرتفعة.

ـ معالجة الأكسدة الضوئية.

ـ تنظيف البقع والتشربات اللونية.

ـ معالجة الكتب المحترقة.

دبي ـ عماد الدين إبراهيم

Email