إيقاع

أنغام الجاز تسطع في سماء دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يغيب عن ذهن المقيمين في إمارتنا الحيّة دائماً، أن النسخة العاشرة من مهرجان (سكاي ووردز دبي) لموسيقى الجاز، والذي بدأ في الثالث من شهر فبراير الجاري، وسينتهي في التاسع عشر منه، ستمنح الفرصة لهم للاستمتاع بأداء أهم الفرق التي تعزف الجاز في العالم.

إلى دبي «دانة الدني»، يتوافد عشّاق المعزوفات التي ولدت في قلب حواري الزنوج في الولايات المتّحدة، وأضحت رمزاً لنضالهم، تلك الموسيقى التي أبدع فيها فرانك سيناترا وديانا واشنطن، والتي تهديها دبي إلى العالم كلّه. «أعشق الجاز لأنّه المفهوم الواسع والمفتوح للموسيقى، إنّه أشبه ببوتقة تجمع داخلها كل الأنواع الأخرى، تُميّزه القدرة على الارتجال، والتناغم الحقيقيّ بين مختلف المعدّات الموسيقيّة». هذه كانت أوّل جملة ينطق بها نيلز وولكر، عازف الجاز الألماني الشاب القادم للمشاركة في مهرجان (سكاي ووردز دبي)، قبل البدء بحديثه إلى (الحواس الخمس) عن رحلته مع آلة (الترومبيت)، التي ساقته إلى مدينة دبي.

العلاقة بين العازف وآلته الموسيقيّة معقّدة بشكل جذّاب، حسب رأي نيلز، لأنّها أسلوبه في التعبير عن موهبته، وعندما تخلق الحاجة بينهما، لا يمكن لأيٍ منهما أن يفارق الآخر، وعبر الآلة الموسيقيّة يمكن للموسيقيّ مخاطبة أكبر عددٍ ممكن من الأشخاص، والآلة بذاتها لا يمكنها التعبير عن ذاتهما من دون وجود الموسيقيّ. لم يكن نيلز في بداية نشأته من عاشقي موسيقى الجاز، بالأحرى كان يحبّ الأغاني الدارجة كبقيّة أبناء جيله، وعلى الرغم من إتقانه العزف على البيانو، إلا أنّه لم يشعر يوماً أن ذلك النوع من الموسيقى سيكون رسالته في يومٍ من الأيام.

بدأت علاقة وولكر مع الجاز عندما دخل المدرسة الموسيقيّة، وحالفه الحظ ليعزف مع أهم الفرق الألمانية والأوروبيّة في تلك الفترة، إلا أنّه يعتبر العام 2002، أسعد سنيّ حياته، لأنّه شهد إطلاق ألبومه الأول تحت رعاية شركة (سوني) العالميّة.يعتبر وولكر نفسه محظوظاً لأنّه نشأ في ألمانيا، التي تعد واحدة من أكثر الدول احتراماً للموسيقى والموسيقيّين، حسب رأيه. فالمشهد الموسيقيّ في ألمانيا حاضرٌ بشكل قوي، فكلّ أنواع الموسيقى متوافّرة، الهيب هوب والروك والراب، وأماكن الاستماع لها متاحة للجميع.

وفي الحديث عن الصورة العالميّة الدارجة لموسيقيّي الجاز، يؤكّد نيلز رفضه ربط الجاز بكبار السنّ، لأن تحديد المرحلة العمريّة لذلك النوع من الموسيقى، حسب رأيه، لا يتناسب وطبيعتها، فهي كمختلف أنواع الموسيقى الأخرى، حرّة من مختلف القيود الزمانيّة والمكانيّة، والعمريّة أو العرقيّة، فكلٌّ منّا، أيّاً كان عمره وموطنه يقرأها بأسلوبه الخاص، ويربطها بحواراته اليوميّة، سعيدة كانت أم تعيسة.

كان لقاؤنا مع وولكر في اليوم التالي لوصوله إلى دبي، ولم يكن بعد قد قدّم مشاركته في المهرجان، إلا أنّه اطّلع بشكلٍ مفصّل على نسخة العام 2009، وأكّد تطلّعه للعزف أمام جمهور الإمارة ليختبر أسلوب تفاعلهم مع موسيقاه.

على هامش المهرجان، التقت (الحواس الخمس) غيدو نيومان، مدير العلاقات العامة لتسويق مدينة هامبورغ، الذي تحدّث عن النهج الإبداعي الجديد الذي تتبعه هامبورغ لخلق تخاطبٍ اجتماعيٍّ مع سكّان منطقة الخليج العربي، وقال إن مدينته تتطلّع لمدّ جسر تواصل حضاريّ مع منطقة الخليج بشكلٍ عام، ودبي بشكلٍ خاص.

وفي حين تحتلّ برلين واجهة ألمانيا الأولى عالميّاً ضمن الأُطر الفنيّة، يؤكّد غيدو أنّ المشهد الموسيقيّ في هامبورغ مختلفٌ تماماً، لأن طابع المدينة الهادئ يغلب على المهرجانات المقامة فيها، وعلى أساليب العازفين المنطلقين منها أيضاً.

فضلاً عن كون المدينة عاصمة الموسيقى الحيّة في القارة الأوروبيّة، لأنّها تذخر بأكثر من 50 ناديا تُعزف فيه الموسيقى الحيّة يوميّاً، ولأنّها شهدت أوّل أداءٍ لفرقة (بيتلز) ضمن الساحة التي تحمل اسمهم في الوقت الحاليّ.

كما أنّ المدينة تشجّع الموسيقيّين الشباب وتدعمهم بالتمويل اللازم وتزوّدهم باستوديوهات التسجيل، بغية خلق تركيزٍ إيجابيٍ للموسيقى يؤدي بدوره إلى أثرٍ إيجابيّ عند سكّان المدينة بمختلف اهتماماتهم.

كيرستن ستاب، مديرة مكتب تمثيل مدينة هامبورغ في الإمارات العربيّة المتّحدة، أكّدت تعاون مختلف الهيئات في مدينة هامبورغ، منها هيئة التسويق والسياحة والمطار وغيرها لتقديم الدعم الروحي والمادي، للوصول بهذا المهرجان إلى مستوى عالميّ تفخر به دبي وهامبورغ.

رسالة

يقول: غيدو نيومان إن اختيار موسيقى الجاز للتسويق لمدينة هامبورغ جاء وفقاً للفئة التي تريد المدينة أن توصل رسالتها إليها، فالأسلوب الإبداعي الراقي يصل فقط للجمهور المبدع، وتاريخ هامبورغ الموسيقيّ مطعّمٌ بأسماء كبيرة معروفةٌ عالميّاً، انطلقوا من المدينة ووصلوا إلى شتّى أصقاع الأرض.

تشابه

تقول كيرستن ستاب إن دبي وهامبورغ متشابهتان بحدٍّ كبير، فكليهما تمتلكان قوّى اقتصاديّة وتجاريّة، وتتّصفان بالعالميّة، لذا من الضروريّ أن تتصلا ببعضهما البعض حضاريّاً، وتقدّما للعالم أعمالاً مشتركة شأن هذا المهرجان.

مشاركة

يشارك العازف اللبناني شربل روحانا في مهرجان الجاز، حيث يؤدّي فقرته على مسرح (سكاي ووردز) في السابع عشر من الشهر الجاري في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً.

دبي - علي محيي الدين

Email