حوار

عمرو عبد الجليل: خالد يوسف أعاد صياغتي فنياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدايته القوية مع المخرج يوسف شاهين لم تساعده على بلوغ البطولة المطلقة كما الحال مع ممثلين آخرين؛ كهاني سلامة وخالد النبوي وغيرهما، حتى جاء خالد يوسف ليعيد اكتشاف قدراته من جديد من خلال منحه البطولة المطلقة في فيلم (كلمني شكراً)، ليبدأ أولى خطواته الحقيقية للحاق بالصف الأول من نجوم السينما، لكن لماذا تأخرت نجوميته، وسر الهجوم الذي تعرض له أخيراً من قبل الجمهور والنقاد؟ تساؤلات يجيب عنها عمرو عبدالجليل في حوار (الحواس الخمس) معه؛ فإلى التفاصيل.

* فيلم (كلمني شكراً) ماذا يعني لك في حياتك الفنية؟ ـ على مدى 25 عاماً وأنا أعمل في مجال التمثيل، وخلال تلك الفترة قدمت كثيراً من الأعمال، ولقيت كثيراً من الإشادات آخرها من الفنان عادل إمام عندما أكد لي أنني ممثل لن يتكرر، وأبدى رغبته في أن أقدم معه أحد أعماله المقبلة، وعندما تلقيت اتصالاً من المخرج خالد يوسف ليبلغني باختياري لدور البطولة المطلقة في فيلم (كلمني شكراً) أدركت أن سنوات عمري في الوسط الفني كانت رصيداً لم ينقص، وجهدي لم يضع هباءً، ولذلك اعتبرت هذا الفيلم، خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققه في دور العرض، بداية حقيقية لمشوار آخر، كما حملني مسؤولية كبيرة في تقديم نفسي بشكل مختلف يؤهلني لتثبيت أقدامي في الصفوف الأولى في مجال السينما والدراما.

مسؤولية جديدة* ألم يقلقك قيامك بالبطولة المطلقة في الفيلم، وتحملك مسؤولية فشله أو نجاحه؟ ـ كما ذكرت لك، فقبل القيام ببطولة الفيلم كانت لديَّ خبرات طويلة وواجهت الجمهور مباشرة في المسرح، كما قدمت الدراما والسينما، وعلى الرغم من ذلك اعترف أن رهبتي كانت كبيرة من الجمهور الذي ساندني، وأشاد بدوري وإمكاناتي الفنية، لذلك كان لابد أن أجتهد في (كلمني شكرا)، كي أحافظ على هذه الثقة، والحمد لله كانت هناك إشادة كبيرة بدوري.

* لكنك تعرضت لهجوم شديد من النقاد؟ ـ نعم حدث ذلك أثناء الترويج للفيلم، ولكن كما قلت خبرتي ليست قصيرة في مجال السينما، وشاهدت الكثير من زملائي الفنانين يتعرضون للهجوم والنقد بسبب أفلامهم قبل عرضها، ولذلك لم أتأثر؛ لأن النقد يفترض أن يقوم على تفصيل وتشريح للعمل بعد مشاهدته، ولكن الحمد لله بعد عرض الفيلم وجد الفيلم سواء كانوا أبطاله أو مخرجه خالد يوسف إشادة كبيرة من النقاد والجمهور.

انتقادات لاذعة

لكن عند إعلان اختيارك بطلاً للفيلم كان كل هؤلاء سيحملونك فشل الفيلم إذا سقط؟

ليس هذا التفكير لي وحدي، فكل فنان جديد يحصل على دور البطولة يحاول الناس ربط الفشل أو النجاح به وحده، ولكن الحقيقة أن الفيلم للمخرج خالد يوسف، وكل مهمتي أن أقوم بدوري كاملاً، وكما يريد المخرج، وإنما فشل العمل أو نجاحه مسألة تحكمها عوامل أخرى، وليس بطل الفيلم ولا أحد الممثلين، ولا مخرجه في غالب الأحيان.

قلت إن الهجوم عليك كان قبل الفيلم، ولكن حتى بعد عرض الفيلم هاجم بعض النقاد العمل ووصفوه بأنه مجرد اسكتشات؟

قبل أن أتعرض للنقاد، لابد أن أؤكد أن الفيلم يتناول طبقة تستحق الاهتمام ومعالجة قضاياهم وهم المهمشون أو الطبقة الشعبية، وقد استطاع القائمون على العمل تقديم رؤية كاملة وصادقة عبر مشاكلهم من خلال قصة مترابطة نالت إعجاب الجمهور، أما عن هجوم النقاد فربما يكون البعض قد ركز على الإفيهات التي قدمتها ولفتت نظرهم أكثر، أو فيهم من رأى العمل من وجهة نظره الخاصة مقدماً، ولكن أغلب النقاد أشادوا بالعمل وأكدوا نجاحه فنياً وجماهيرياً.

تردد أنك تدخلت برأيك في قصة العمل؟

ليس تدخلاً، ولكن عادة يحدث تعديل أو إضافة بعد التشاور مع مخرج العمل، ولكني لا أستطيع التدخل لألغي أو أعدل من وجهة نظري وحدي ودون الرجوع إلى المخرج، ولكن أثناء بروفات العمل مثلاً أو أثناء التصوير للفيلم أحاول مرات أن أقترح إضافة يوافق عليها المخرج أو يرفضها.

فهذا حق المسؤول عن العمل، وكثيرا من الأعمال تكون قصة الفيلم فيها عبارة عن فكرة تطرح أمام السيناريست ويطورها بطريقته ويحولها إلى سيناريو، وخلال القراءة يمكن لأبطال العمل إبداء رأيهم لإثراء العمل وليس كحق لهم للاعتراض أو فرض الرأي، بالعكس فهناك مساحة بين خالد يوسف ونجوم أفلامه فيها الكثير من الحب والثقة والاحترام.

على ذكر خالد يوسف، هل اقتناع يوسف شاهين بك قاد تلميذه ليكمل المسيرة معك؟

حقيقة إن يوسف شاهين له فضل كبير علي في مسيرتي الفنية وكان خير موجه لي، وكان يؤمن بقدراتي الفنية، وكنت أتمنى أن يرى هذا الفيلم؛ لأنه يؤكد خلاصة جهده معي باعتباره الأب الروحي لي وأعتقد أن المخرج خالد يوسف لا يجامل في عمله، فهو أيضاً اقتنع بموهبتي، وهو مخرج كبير له رؤية عظيمة، وعندما كان يصور أي مشهد كنت أرى فيه المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، فكلانا تعلم من الأستاذ.

شويكار وخالد يوسف

ألا تفكر في تنويع تجاربك التمثيلية عبر مخرجين آخرين غير يوسف؟

أنا لا أرفض التعامل مع مخرجين آخرين، ولكني أعتبر أن المخرج خالد يوسف أدرك ما لدي من مخزون إبداعي، واستطاع أن يخرجه ويوظفه كما يرى بخبرته وإمكاناته الكبيرة.

ولذلك ليس هناك سبب واحد يجعلني أفكر في البحث عن مخرجين آخرين؛ لأنني لا أزال أحتاج إلى خالد يوسف الذي وضع يده على مكمن الإبداع الكامل بداخلي ويحتاج إلى كثير من الأعمال لإخراجها، ولكن إذا طلبني أي مخرج أن أعمل معه ووجدت أن العمل الذي يطرحه سيضيف لي؛ فأنا لا أُمانع بل أكون أكثر سعادة بالعمل مع آخرين يضيفون لي الكثير.

لأول مرة تقف أمام الفنانة الكبيرة شويكار، فكيف كانت العلاقة بينكما؟

هي في مُجمل الأمر إضافة كبيرة لي، وفنانة كبيرة مثل شويكار تعني لأي ممثل الكثير، فهي لها ثقل فني، خصوصا أنها تعود للعمل في هذا الفيلم بعد انقطاع عن السينما حوالي 13 عاماً.

وأعتقد أن خالد يوسف كان موفقاً جداً عندما اختار شويكار لهذا العمل، وأقنعها بالعودة للسينما، وهي كانت قد قامت بدور أمي في هذا الفيلم وبعد أداء دورها تأكدت أنها الوحيدة التي تصلح لهذا الدور وهذا الإحساس؛ لأنها بخبرتها ونجوميتها استطاعت أن تثري دورها بشكل كبير.

وجهك فيه كثير من الجدية، ولكن يراك بعض النقاد مخزوناً كوميدياً؟

حقيقة أنا في شكلي جاد جداً، وهذا ما لاحظه الكثيرون، ولكني لدي مواقف كثيرة ساخرة، وأحب الضحك والطرائف في تعاملاتي، وهذا ما لفت نظر المخرج خالد يوسف، واستطاع بخبرته أن يكشف جانباً مهماً في حياتي الفنية، واستطاع أن يوظف هذه الموهبة بشكل جيد.

ولكنك وأنت تطلق الإفيهات أيضاً وجهك جامداً؟

ليس جامداً، ولكن أنا أكون قد رددت هذه الإفيهات كثيراً خلال البروفات وأثناء التصوير، ولذلك أعتقد أن الإنسان الذي يطلق نكتة تجاه صديق أو أي إنسان آخر لا يقصد أن يضحك الناس بها.

ولكن تكون تلقائية للتعبير عن موقف محدد، وعندما يضحك الناس يدرك تماماً أنه قدَم (إفيه) ضاحكاً، والكوميديا ليست غريبة عني فأنا أعرفها منذ دراستي بالمعهد العالي للسينما، وعندها اكتشفني يوسف شاهين على أساس أنني كوميدي، والغريب أن كل زملائي في المعهد أو الوسط الفني يدركون أنني أقرب إلى الكوميديا من أي لون آخر.

ثم ماذا بعد (كلمني شكراً)؟

حقيقة ليس المهم ماذا بعد؟ ولكن المهم ما المسؤولية الكبيرة التي سأتحملها بعد هذا الفيلم؟ وأنا الآن أستعد لفيلم جديد من تأليف شقيقي طارق عبد الجليل والفيلم حتى الآن عنوانه (الحقنا يا ريس)، ويتناول قصة مواطن بسيط يفشل في إنهاء أوراقه لدى الجهات الحكومية فيقرر اللجوء إلى رئيس الجمهورية.

Email