شباب «الإيموز» واقع غريب وطقوس أغرب

يرتدون في العادة ملابس قاتمة وسراويل ضيقة جداً، أو فضفاضة جداً، تحمل أحياناً كلمات من أغاني الروك الشهيرة.. شعر الذكور منهم ينسدل من الأمام، تتراوح شخصياتهم بين الحزن، التشاؤم، الاكتئاب، الصمت، والخجل.. يميل بعضهم إلى الانتحار، يتعاطون المخدرات بأنواعها مع الموسيقى الصاخبة.. يتخذون اسماً غريباً، وشخصيات غريبة، وتقاليد أغرب، يؤمنون بضرورة الإيذاء البدني بدلاً من الإيذاء النفسي..

هؤلاء هم شباب «الإيموز».. الذين تحولوا إلى ظاهرة خلال السنوات الأخيرة لاسيما بين الشباب المراهقين.. و«الإيموز» هم جماعات ظهرت في دول الغرب وأميركا، وقد اختار أعضاؤها هذا الاسم الغريب «الإيموز» ليكونوا جماعة مميزة جداً بين البشر، فالكلمة تعني الشخص الحساس جداً، لذلك من أولى صفاتهم تمتعهم بالحساسية الشديدة، كما يتميزون أيضاً بكتابة الأشعار والخواطر الحزينة، ويتعمدون إيذاء أنفسهم كتعبير عن رفضهم لوضع معين، ويعتقدون أن الألم الجسدي سيشغلهم عن الألم النفسي، وهناك جماعات منهم تحب لعبة الموت والانتحار، وغالباً ما يعقدون اجتماعاتهم في أماكن مختلفة لسرد أصعب مواقف الحياة وكيفية الخروج منها.

جماعات «الإيموز» لم تقتصر على شباب الغرب فقط، بل تعدتها إلى بعض المجتمعات العربية ومنها مصر التي لم يعد غريباً أن يقابلك بشوارعها الكبرى أحد هؤلاء الشباب، بل الغريب كما يقول شريف حسني - أحد أعضاء هذه الجماعة - ان شباب الإيموز في تزايد مستمر رافضاً تشبيه البعض لأفعالهم وطقوسهم لـ «عبدة الشيطان»، فهم يمارسون - على حد زعمه - أساليبهم التي ابتكروها ليتصدوا بها للواقع الحالي والأخلاقيات السائدة والأفكار المنشورة، موضحاً أن شباب الإيموز لا ينتمون لمبادئ معينة ولا طرق ثابتة، فالجميع داخل المجموعة يفعل ما يحلو له بعيداً عن مشكلات المجتمع ورقابة الشارع والبيت.

وبسؤال «ع.أ»- أحد أعضاء الجماعة- قال إن مثلهم مثل كل الشباب يبحثون عن أصدقاء يتحدثون إليهم ويفهمون مشكلاتهم، يشعرون بالضيق عندما يسخر منهم أفراد هذا المجتمع، ويطالبون المجتمع بأن يتعرف أكثر على ما بداخلهم، بغض النظر عن مظاهرهم الخارجية أو أفعالهم غير المألوفة. وقال إن كل فرد من أفراد هذه الجماعة يشعر بأنه يحقق ما يريده دون سيطرة تقاليد مجتمع أو مفاهيم سائدة، فكل واحد يعتقد أنه شخص طبيعي جداً على عكس كل ما يقدم له من نقد بل يعتبر نفسه من أكثر الناس مرحاً وفكاهة، ولكنه حساس أكثر من اللازم، يضخّم المشكلات بشكل غريب حتى ولو كانت مجرد أزمة عابرة، يهتم بلفت الأنظار إليه ويبحث طوال الوقت عن الانتماء الذي افتقده من المجتمع ودائماً يعلن عن هدفه ليثبت أن شباب «الإيموز» ليسوا مجرد مظهر.

الفتيات أيضاً كان لهن تواجد في جماعات «الايموز»، من بينهن فتاة رفضت ذكر اسمها لكنها ذكرت أن أعضاء الجماعة التي تنتمي إليها في تزايد مستمر، وإن كان هذا لا يمنع، كما تقول، أن هناك الكثير من الشباب يدخلون في هذه الجماعات فقط كنوع من التسلية أو الإعجاب دون الإيمان بمعتقدات وأفكار شباب الايموز.

وعلى الصعيد الآخر قدم علماء النفس والاجتماع مخاوفهم من آراء شباب الإيموز، حيث أكدوا أن معظم أعضاء هذه الجماعات من الشباب المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15و19 سنة، ما يعني أنه من السهل قيادتهم نحو أي شيء يألفونه حتى ولو كان شاذاً عن تقاليد المجتمع.

ولفت الخبراء أن هؤلاء الجماعات المعروفة بـ (الإيموز) يعانون تجاهلاً من الأشخاص لهم، لذلك فهم يحاولون لفت الانتباه إليهم عن طريق تعمدهم ارتداء ملابس مقززة وغريبة وغير مألوفة، لكنهم سرعان ما سيعودون إلى رشدهم إذا وجدوا لحياتهم قيمة، وأن يكون لهم أمل في المسكن والعمل والزواج.

القاهرة - دار الإعلام العربية

الأكثر مشاركة