«بيت الحكمة» يدشن أيام الدوحة عاصمة للثقافة العربية

«بيت الحكمة» يدشن أيام الدوحة عاصمة للثقافة العربية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«بيت الحكمة» هو بيت العرب جميعاً، بيتهم الثقافي الكبير، الذي نأمل أن يكون انعكاسا حقيقيا للدوحة عاصمة للثقافة العربية، ولكل العواصم الثقافية العربية اللاحقة، وضمن فضاء مشتهى ربما يقترب في يوم من الايام إلى حقيقة يعمل من اجلها المثقفون العرب، هذا ما أشار اليه المخرج الفنان، جهاد سعد، في معرض حديثه عن هذا المشروع الثقافي الاحتفالي الذي يحمل طابعا كرنفاليا لافتا تم التحضير له لمدة سبعة أشهر من الجهود المتواصلة لتقديم احتفالية يحكي أنها الأضخم لعاصمة ثقافية عربية حتى الآن، أرادت لها قطر أن تكون قريبة الصلة من الهم العربي الثقافي المعاصر.

ويؤكد سعد في حديثه مع (الحواس الخمس) عقب انتهاء تقديم العرض الذي قدم على مدار ساعة من الزمن، ان ما يزيد على مئة وخمسين راقصا ومؤديا كانوا يقفون على خشبة المسرح، وفي الكواليس، وهذا الرقم يعتبر الأضخم في عمل احتفالي عربي، وفي مساحة خشبة مسرح غير تقليدية، كتلك التي قدم عليها العرض والمجهزة بتقنيات مسرحية محدثة، وفي كل الأحوال كان العرض ثمرة من ثمار التعاون الذي حققه جهاد سعد مخرجا، وجهاد مفلح كريوغراف ومدربا لفرقة انانا للمسرح الراقص، وضمن مشروع ورشة العمل بمفهوم احترافي مع عدد من الفنانين المحترفين السوريين والقطريين.

ولوحظ في هذا الأوبريت ان هناك حالة انسجام بين الرقصات والمشاهد المسرحية المؤداة من قبل الممثلين، ويبدو ان سيناريو العرض راعى ان يكون هناك جانب تاريخي موثق ورؤيا فنية جمالية تقترب من الاحتفاليات الخاصة بالثقافة العربية، ولعل اختيار موضوعة بيت الحكمة يعكس بحال من الأحوال الرغبة في ألا يكون الافتتاح سياحيا أو راقصا فقط، لان عصر هارون الرشيد الذي قدم هذا التصور لهو اشارة الى دور العرب الثقافي.

ولم يكن الرقص أبدا على حساب جسد العرض التمثيلي، كما يشير جهاد، منوها بالجهد الكبير الذي حققته فرقة انانا للمسرح الراقص، وهي تقدم أداء مسرحيا تعبيريا قل نظيره في الساحة العربية ضمن انسجام مع المسرح، ولعل مفهوم المسرح ربما تجاوز الشكل الكلاسيكي له كما يشير، وهو يقدم رؤيا فكرية ضمن هذا الحيز، وربما كانت مهمة الراقصين والممثلين صعبة وهم يسعون إلى ترجمة هذا النص، وتلك الأفكار الى أفعال ضمن حيز مفتوح على مختلف التأويلات والتصورات الفنية والفكرية.

ويؤكد جهاد أن الخطة الإخراجية ككل تعتمد على الرقص وحركة الممثلين والتكوينات والمشاهد السينمائية التي تدخل في نسيج العرض العام ليتضافر الرقص مع التمثيل والسينما والموسيقى للملحن محمد هباش والغناء لكل من ميساء عيسى وإبراهيم كيفو. ويبرر جهاد اعتماده على الخشبة المتحركة لسهولة تبديل الاماكن والتغيير في ايقاع العرض، الامر الذي تطلب الاهتمام بهذه التقنية التي وفرتها خشبة المسرح، اضافة الى الافادة من عمل المسرح ومن الشاشة السينمائية التي نقلت بعضا من الأحداث، وقدمت فيلما توثيقيا عن قطر وعلاقتها مع التراث والثقافة والحضارة الحديثة ضمن ايقاع المدن الحديثة الكبرى.

بيت الحكمة

بيت الحكمة هو أول مركز ثقافي عربي في التاريخ ضمن الحيز الذي يسمح باستخدام هذا المصطلح في الوقت الحاضر أسسه هارون الرشيد وشهد العصر الذهبي للخليفة المأمون ازدهارا لهذا البيت، وقد كان مركزاً للترجمة ومكتبة تحتوي مؤلفات شتى العلوم والآداب والفنون والشعر.

يذكر أن أوبريت (بيت الحكمة) من تأليف محمد قجة وسيناريو محمد ياسر الأيوبي وأشعار علي الرواحي وموسيقي محمد هباش وتصميم الأزياء فيكتوريا طنجي واللوحات التعبيرية ألبينا بيلوفا والديكور سمير أبو زينة والإضاءة سهيل جبري والغناء ميساء عيسى وإبراهيم كيفو ومهندس الصوت عبدالله زيادة والمكياج ضياء الأشقر وناتاليا الطويل ومساعد المخرج بسام داوود وأداء اللوحات التعبيرية «فرقة انانا السورية» وتمثيل غسان مسعود وعبد المنعم عمايري وميسون أبو سعد وزياد سعد وجلال شموط وغزوان الصفدي ورامز الأسود ونوار بلبل وحسام الشاه وبسام داوود وأدهم مرشد من سورية، ومن قطر: فهد الباكر وسلمان المري وأحمد الفضالة وراشد الشيب وإبراهيم البشري.

كريستو ينقله للتلفزيون

1600 شخص هو عدد المدعوين لمشاهدة هذا العرض الذي اقيم في حفل الافتتاح، وقد اعيد تقديم العرض في اليوم التالي للافتتاح اي يوم الجمعة الماضي، وربما اعيد تقديمه في الايام المقبلة نظرا إلى الأثر الايجابي الذي حققه، وقد تم تصوير العمل بطريقة سينمائية من قبل المخرج اللبناني باسم كريستو للتلفزيون مقدما تصورا فنيا اضافيا للعرض .

الاوبريت: (بيت الحكمة)

تأليف: محمد قجة

سيناريو: محمد ياسر الأيوبي

أشعار: علي الرواحي

موسيقى: محمد هباش

أداء اللوحات التعبيرية: فرقة انانا

الدوحة - جمال آدم

Email