أمين مازن ومسيرة الحداثة الشعرية في ليبيا

أمين مازن ومسيرة الحداثة الشعرية في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت التجربة الإبداعية للأديب الكبير الكاتب والناقد الأستاذ أمين مازن محورا للندوة الثقافية التي احتضنها العاصمة الليبية طرابلس للموسم الثقافي لأكاديمية الفكر الجماهيري بمشاركة جمع من الأدباء والكتاب والإعلاميين.

وتناولت الورقات والقراءات النقدية التي قدمت في الندوة مسيرة وعطاءات مازن الأدبية خلال حوالي نصف قرن من الزمن ودوره الفاعل في تأسيس حركة النقد الأدبي في ليبيا وإثراءه للمكتبة الليبية والعربية بالعديد من المؤلفات في مجال النقد الأدبي.

واستهل الكاتب محمد أبو القاسم الهوني أعمال الندوة التي أقيمت بقاعة المحاضرات بالمكتبة القومية بورقة بحثية أشار في مفتتحها إلى دور الكاتب المحتفى به في النهوض بالحركة الثقافية في ليبيا ومساهمته الجادة في إثرائها وتفعيلها بكتاباته في مختلف الجوانب الأدبية.

وقال إن هذا الأديب والذي اتسم بأسلوبه النقدي الجاد والنزيه وتمكنه من أدواته الأدبية كرس حياته كاملة لرصد وتقييم ما زخر به المشهد الثقافي الليبي والعربي من عطاءات أدبية في مختلف المجالات الأدبية، وأضاف أن مازن الذي كان من أوائل من وضعوا لبنات النقد الأدبي في ليبيا تجاوز الحدود الإقليمية ليرصد ويواكب عطاءات الأدباء والشعراء الشباب في تونس والمغرب.

وفى ورقته تحت عنوان «أمين مازن ومسيرة الحداثة الشعرية في ليبيا» أكد الكاتب أبو القاسم المزداوي على ارتباط عطاء هذا الكاتب الأديب بالزمن الإبداعي في ليبيا لفترات طويلة وتناوله لمختلف مظاهر الحداثة والتجديد ومواكبته للنهضة العربية عموماً في مجالات القصة والرواية والشعر إضافة إلى مقالاته المتنوعة في الصحف والمطبوعات الليبية والعربية، وأشار إلى أن مازن يعتبر من أهم الراعين والمدافعين عن الحداثة الشعرية في ليبيا من خلال مواكبته وتشجيعه لإبداعات الشعراء الشباب في كتاباته وخلال توليه رئاسة تحرير عدد من المجلات الثقافية.

من جانبه خصص الناقد حسن الفيتوري مطالعته النقدية لكتابات أمين مازن للحديث عن مساهمته في إثراء وتطوير فن المقالة من خلال كتاباته المتواصلة بالصحف الليبية.ولاحظ أن هذه الكتابات اتسمت بمعالجتها الفنية والموضوعية وصرامتها في تناول الكثير من القضايا.

معتبرا أن هذه المقالات تحمل في طياتها رسائل أدبية وسياسية واجتماعية.. مؤكداً على أهمية التوقف عند مضامينها ودراسة وفهم منهج الكاتب وأسلوبه الأدبي، وأضاف أن مقالات مازن اتسمت أيضاً بلغتها الكلاسيكية المتدفقة وتفردها وقدرتها على التواصل ومخاطبة القارئ رغم اتهامها بالصرامة والابتعاد عن الرشاقة والتزيين اللفظي.

من جانب آخر تناول الكاتب فوزي البشتي ما أطلق عليه خصوصيات النص القصصي في ثلاثية مسارب والتي ضمنها مازن سيرته الذاتية والأدبية قائلاً: إن الكاتب تجاوز الذات إلى وصف حركتها داخل النسيج الاجتماعي اعتماداً على ذاكرة نقدية متفحصة تهتم بالتفاصيل وتؤكد أن الواقع لم يكن خواء ولم يأت من الفراغ.

وأضاف: أن الكاتب جمع في هذه الثلاثية بين أسلوب السرد والشهادات الواقعية وبين هموم الذات ومعانقة قضايا الوطن والأمة.. واعتبر أن مسارب ترتقي إلى أن تكون شهادة حية على العصر الذي عاش فيه الكاتب بما تضمنته من قضايا ومعلومات سياسية واجتماعية وثقافية، وأكد أن الكتاب بأجزائه الثلاثة يعتبر بحق وثيقة تاريخية مهمة وسفرا لتكوين الأجيال الطالعة يعرفها بأحداث الماضي من خلال تشخيصه لرواية حياته والأحداث والتاريخ الذي يساهم في صنعه والشخصيات التي تأثر بها.

وفي نفس السياق جاءت ورقة عتبات مسارب الوظيفية التوجيهية للكاتب محيي الدين محجوب والتي تناول فيها ما ضمه كتاب من دلالات حكائية سردية وأبعاد ثقافية واجتماعية انطلقت من الماضي وأحاطت بالحاضر وتطلعات المستقبل.

طرابلس ـ سعيد فرحات

Email