الحقائق الخفية في البطولات الإفريقية «3»

مرشحون فوق العادة , بالتاريخ .. نيجيريا.. الكاميرون.. غانا إلى دور الأربعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

التوقعات في كرة القدم تبدو في كثير من الأحيان من رابع المستحيلات .. خصوصا انها لعبة تستمد إثارتها وحلاوتها من الشك في النتائج المصاحب لها دائما فعهدنا وخبرتنا بها تؤكد بقوة أنها تعرف الغدر احيانا وتطعن من يعرق لها كثيرا وتخون من يحبها ولا تقبل مهرا إلا هز الشباك.

وبرغم ذلك , لا نستطيع ان ندير الظهر للعبة التوقعات , ربما بمؤشرات القوة أو حسابات التاريخ وربما بضغط من شغف معرفة »الطالع« .. وعلى أية حال فإننا نقدم اليوم بيانات مجردة وارقاما حقيقية أخرجناها من خزانة تاريخ البطولات الافريقية تتحدث عن أكثر المنتخبات التي بلغت دور الأربعة خلال مشاركاتها المتعددة في الكأس الافريقية ونسبة نجاحها وتمكنها من بلوغ هذا الدورمقارنة بعدد مشاركاتها ..

وإلى جانب ذلك نقدم لهواة التوقعات أكثر المنتخبات وصولا للمباراة النهائية , وأيضا المنتخبات التي ما لان تصل إلى دور الأربعة فإن نسب بلوغها للمباراة النهائية تكون مرتفعة للغاية.

1 نيجيريا

تعد نيجيريا أكثر منتخبات افريقيا نجاحا في بلوغ دور الأربعة خلال مشاركتها في النهائيات.. فمن بين 13 مشاركة لها في نهائيات كأس الأمم استطاعت بلوغ دور الاربعة 10 (عشر) مرات بنسبة70% تقريبا , وعندما تصل لهذا الدور فإن نسب نجاحها في بلوغ المباراة النهائية واللعب على كأس البطولة تبلغ 60% ..

فقد وصلت إلى النهائي 6 مرات من أصل عشر مرات بلغت فيها دور الاربعة , لكن حظوظ نيجيريا في النهائي لا تبدو مرتفعة كثيرا كما تشير الارقام والاحصاءات , فقد استطاعت انتزاع كأس أمم افريقيا مرتين فقط من المرات الست التي وصلت فيها إلى المباراة النهائية وبنسبة نجاح لم تتجاوز 33.5%.

2 ـ 3 غانا والكاميرون

بعد ذلك تأتي كل من غانا والكاميرون في المرتبة الثانية من حيث النجاح في بلوغ الدور قبل النهائي في بطولات الامم الافريقية في كل دورة يشاركان فيها .. لكن الكاميرون تتفوق قليلا.

فمن خلال 13 مشاركة لأسود الكاميرون من أصل 24 بطولة أقيمت حتى الان , نجح الأسود في بلوغ الدور قبل النهائي 7 مرات وبنسبة نجاح تصل إلى 53% تقريبا ..

وفي الوقت نفسه تتفوق الكاميرون على نيجيريا من حيث انتهازها لفرصة بلوغ الدور قبل النهائي للوصول إلى المباراة النهائية .. فقد نجحت في بلوغ النهائي الافريقي 5 مرات من أصل 7 مرات بلغت فيه دور الاربعة وبنسبة نجاح 71% تقريبا.

كما إن الكاميرون ما أن تصل إلى المباراة النهائية إلا ونسب انتزاعها اللقب والكأس الأفريقيين تبدو أكثر من جميع منتخبات القارة .. فمن بين 5 مرات وصلت فيها الكاميرون لاخر المشوار نجد انها استطاعت التربع على العرش الافريقي 4 مرات بنسبة 80% تقريبا ولم تخسر سوى نهائي واحد فقط أمام مصر صاحبة الارض والجمهور , وبضربات الترجيح ايضا.

بعد ذلك تأتي غانا .. فقد شاركت 14 مرة في بطولات الأمم الافريقية , نجحت خلالها في الوصول لدور الاربعة 7 مرات بنسبة نجاح 50% .. لكن غانا تتفوق على كافة منتخبات افريقيا بشكل مطلق في شق الطريق إلى المباراة النهائية بمجرد بلوغ دور الأربعة ..

وبنسبة 100% ( العلامة الكاملة) استطاعت غانا في كل مرة تصل فيها لدور الاربعة بلوغ المباراة النهائية.لكن حظوظها في النهائي ليست مثل اسلوبها في الوصول للدور قبل النهائي, فقد فازت في 4 لقاءات فقط من بين 7 مباريات نهائية وبنسبة نجاح 57%.

4 ـ 5 تونس وزامبيا

تونس وزامبيا تحتلان المركز الرابع من حيث الفرق الأكثر وصولا للمربع الذهبي قياسا بعدد مشاركتهما في الدورات الافريقية منذ انطلاقها وحتى الان.. فالمنتخبان شاركا في 11 بطولة فقط من بين 42 بطولة أجريت حتى الان ,

واستطاعا بلوغ دور الاربعة 5 مرات بنسبة نجاح 45,5% .. فقد حجزت تونس مقعدا لها في هذا الدور خلال بطولات 1965 و78و96 و2000 و2004, في حين وصلت زامبيا لهذا الدور في بطولات 1974 و82 و90 و94 و96.

لكن النسب والأرقام تشير إلى خطورة وقوة المنتخب التونسي إذا ما وصل لدور الاربعة حيث تمكن من بلوغ المباراة النهائية في 3 بطولات من أصل 5 بطولات وصلت خلالهم لدور الاربعة بنسبة نجاح 60%.. في بطولة العام 1965التي استضافتها تونس استطاعت صاحبة الارض الوصول للمباراة النهائية امام منتخب غانا ,

وفازت الاخيرة 3/2 في الوقت الاضافي بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 2/2.. وفي بطولة العام 1996التي استضافتها جنوب افريقيا نجحت تونس في بلوغ النهائي امام منتخب »الأولاد« أصحاب الارض لكنها خسرت بنتيجة صفر/2 ..

وفي البطولة السابقة في العام 2004 بتونس نجحت الاخيرة في الوصل للمباراة النهائية لثالث مرة وكان النهائي عربيا خالصا حيث جمعها مع منتخب المغرب وانتهي اللقاء بفوزها 2/1.. وقد بلغت نسبة نجاح تونس في الفوز بالكأس إذا ما وصلت للمباراة النهائية 33.3%.

أما زامبيا فان فرصها في بلوغ المباراة النهائية لا تتجاوز نسبة 20% حيث وصلت للنهائي في بطولة واحدة عام 94 امام نيجيريا وخسرت اللقاء 1/2

6 مصر

أما مصر البلد المنظم وصاحبة الرقم القياسي في عدد المشاركات ( 19 مشاركة) فان نسبة نجاحها في الوصول لدور الاربعة 43% كما تشير احصاءات تاريخ البطولة حيث وصلت لهذا الدور ثماني مرات اعوام 1963 و70و74و76و80و84و86و98 ..إلى جانب بطولتي 1957 و59 اللتين احرزت لقبهما ,وهما بطولتان غير مصنفتين بسبب عدد المشاركين (3 دول).

ومن بين المرات الثماني التي كانت فيها الكرة المصرية من بين الاربعة الكبار في القارة السمراء وصلت الى قمة اللقاءات في منافسات الامم مرتين فقط بنسبة نجاح 51.5% وقد بلغت دور الاربعة في بطولات 1963و70و74و76و80و84و86و98

وبالطبع لا يمكن اعتبار بطولة 1962 التي أقيمت في اديس ابابا ضمن البطولات التي تليق بمكانة مصر الكروية أخذها في الحسبان على اعتبار ان تلك البطولة بدأت من دور الاربعة اصلا حيث لم يشارك فيها سوى اثيوبيا والسودان ومصر وتونس.

ومنذ خوض مصر نهائي بطولة 1962 امام اثيوبيا (فازت اثيوبيا 4/2 بعد تمديد الوقت الاصلي) لم يشاهد الافارقة مصر في النهائي الافريقي إلا في العام 1986 , أي بعد 24 سنة من انتهاء نهائي 62 .. خلال البطولة رقم 12 التي استضافتها في القاهرة وكانت امام الكاميرون وفازت مصر بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.

اما النهائي الثاني والاخير( لم يتم حساب بطولات 57و59و62) الذي خاضته مصر فكان في بوركينا فاسو في العام 98 وفازت به مصر 2/صفر على جنوب افريقيا أي ان مصر إذا وصلت للمباراة النهائية فان نسب نجاحها في الفوز باللقب الافريقي 100%قياسا بنتائجها السابقة في اللقاءات النهائية.

وتضم تشكيلة منتخب مصر في هذه البطولة اربعة لاعبين فقط من الجيل الذي حقق لمصر الفوز بلقب البطولة في بوركينا فاسو عام 1998 وهم المخضرم حسام حسن قائد الفريق ولاعب الاهلي والزمالك السابق والمصري الحالي ومعه احمد حسن لاعب خط الوسط بفريق بشكتاش التركي وعبد الظاهر السقا المحترف بكونيا سبورت التركى والحارس عصام الحضري.

ومنذ يومين ادلي حسام حسن بتصريح لوكالة رويترز للانباء قال فيه: احلم بان احمل اللقب الثالث في حياتي لبطولة كأس الامم الافريقية فقد كان لي شرف المشاركة في بطولة عام 1986 وحصلنا على لقبها في مصر ثم كان لي شرف التتويج مع المنتخب في بوركينا فاسو عام 1998.واضاف اتمنى ان اختتم مشواري في الملاعب ببطولة عظيمة مثل كأس الامم الافريقية.

7 ساحل العاج

بعد ذلك تأتي ساحل العاج بنسبة تصل إلى 40% من حيث المقدرة على الوصول إلى دور الاربعة , حيث بلغت هذة المرحلة في 6 بطولات من أصل 15 مشاركة لها , وبرغم ذلك فان مقدرتها على تجاوز الاقوياء وبلوغ المباراة النهائية لا تتجاوز 16,6% لانها بلغته مرة واحدة فقط خلال بطولة العام 1992التي اقيمت بالسنغال وفازت به امام غانا بضربات الترجيح 11/10.

لكن الفريق الان اصبح جاهزا لكسر اية قواعد تاريخية نظرا لما يمتلكه من لاعبين على مستوى عال بقيادة دوروجبا هداف تشلسي الانجليزي ويعد الفريق حاليا في افضل حالاته الفنية والنفسية الامر الذي يجعل منتخب ساحل العاج احد المرشحين بقوة للوصول الى دور الاربعة.

وما يضيف الى تلك الاجواء المواءمة لتحقيق انجاز في البطولة ان المدرب الفرنسي هنري ميشيل يأمل في تحقيق انجاز شخصي له في كأس الامم الافريقية خاصة وانه احد ابرز المدربين الذين عملوا لسنوات طويلة في القارة السمراء ولم يسبق له الفوز بالبطولة وكان افضل انجاز حققه نجاحه في قيادة منتخبات تونس والمغرب وساحل العاج في التأهل لنهائيات كأس العالم في ثلاث دورات.

وقد ارتقى المنتخب العاجي منصة التتويج مرة واحدة في تاريخه عندما فاز في عام 1992 بالسنغال فقد نجحوا في الوصول الى المباراة النهائية وتعادلوا مع زامبيا من دون اهداف في الوقتين الاصلي والاضافي واحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء وبعد ماراثون طويل 21 ضربة فاز منتخب ساحل العاج 11-10.

8 المغرب

و في المركز الثامن من حيث الترشيحات للوصول الى دور الاربعة قياسا بعدد المشاركات تأتي المغرب باحدي عشرمشاركة ونجاح بنسبة 35,5% في بلوغ دور الاربعة .. لكن المغرب فازت بكأس وحيدة في العام 1976 عندما أقيمت البطولة لأول وأخر مرة بنظام الدوري من دور واحد بين الواصلين لدور الاربعة وحققت المركز الاول فيما جاءت غينيا ثانيا ونيجيريا ثالثا ومصر رابعة

واخيرا تأتي السنغال تاسعا من حيث حظوظ الوصول لدور الاربعة .. فخلال 9 مشاركات نجحت في 3 بطولات فقط في بلوغ دور الاربعة اعوام 1965و90و2002بنسبة نجاح 33,3% في حين وصلت للنهائي مرة واحدة في بطولة 2002امام الكاميرون وخسرت بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل صفر/صفر.

مالي حصان أسود دائماً

وبرغم تلك الاحصاءات التي فرضت ترتيبا تاريخيا للمنتخبات الافريقية من حيث التوقعات بالوصول الى دور الاربعة ثم النهائي , إلا أن تاريخ البطولة الافريقية شهد ظواهر كسرت قواعد الاحصاء التاريخي.

وعلى سبيل المثال كانت مالي وماتزال نموذجا للخروج عن مسار القواعد .. فمجمل عدد مشاركاتها في نهائيات كأس الامم الافريقية لم يتجاوز الاربع مشاركات في دورات 1973 بالكاميرون و1994 بتونس و2002 بارضها و2004 بتونس ايضا ..

وخلال كل تلك المشاركات حققت مالي اعلى نسب نجاح في افريقيا .. فقد وصلت الى دور الاربعة في كل مشاركة لها وبنسبة نجاح 100% لكنها لم تصل للمباراة النهائية سوي مرة واحدة فقط في اول مشاركة لها بالبطولة الافريقية في العام 72.

والاولاد غير بعيدين

وايضا جنوب افريقيا( منتخب الاولاد) , لا يمكن استبعادها من قائمة مرشحون فوق العادة لانها شاركت حتى الان في خمس دورات متتالية منذ ان تم السماح لها بالمشاركة في بطولة 96 .. وقد حققت نسبة نجاح هي الاخري بلغت 60% من حيث المقدرة على بلوغ دور الاربعة (3 مرات في بطولات 96و98 و2000),

في حين ارتفعت نسبة نجاحها في بلوغ المباراة النهائية إلى 66.5% بعد ان تمكنت من الوصول للمباراة النهائية مرتين في عامي 96و98 , وفي الاولى فازت على تونس 2/1 وحققت الكأس الافريقية للمرة الاولى في تاريخها ومن اول مشاركة لها, وفي الثانية خسرت أمام مصر صفر/2.

توجو وانجولا على الخريطة

وبرغم سطوة وجبروت التاريخ إلا أن كرة القدم لا تعترف بقدره ومكانته في كثير من الاحيان , بل ولا تتردد مطلقا في توجيه الاهانة لصاحب التاريخ نفسه إذا تعالي عليها وركلها بـ »كعب عال«.

وكرة افريقيا يبدو انها مقبلة على تغيير واسع في خريطة القوى الكروية المسيطرة عليها منذ زمن , ولعل نجاح توجو وانجولا في القفز فوق اكتاف منتخبات في حجم نيجيريا والسنغال وجنوب افريقيا ابلغ دليل على أن رياح التغيير التي تهب على افريقيا حاليا ليست قاصرة على السياسة فقط إنما على كرة القدم أيضا والمؤكد ان المنتخبين سيكتبان تاريخا جديدا لهما في النهائيات الافريقية , ليس بالضرورة الفوز باللقب ( وإن كان واردا) ولكن تقديم شهادة قوة تضعهما ضمن مصاف الكبار في افريقيا بحد ادنى.

وقد استعدت توجو التي لا تزال تمثل لغزا كرويا في القارة السمراء وقررت ضم

اللاعب ايمانويل اديبايور الذي وقع حديثا لنادي ارسنال الانجليزي الى

قائمة منتخبها المكون من 23 لاعبا للمشاركة بنهائيات كاس الامم الافريقية

بعد ثلاثة ايام من انتهاء مهلة تقديم أسماء اللاعبين.

ولم تقدم توجو مبررا للتأخير لكن الاتحاد الافريقي لكرة القدم قال انه سيتم تغريم اتحاد كرة القدم في توجو بسبب التأخير.وتمسك ستيفن كيشي المدير الفني لمنتخب توجو باغلب اللاعبين الذين ساعدوه في تحقيق مفاجأة تصفيات كأس العالم رغم قيامه بتجربة بعض اللاعبين الجدد خلال مباريات ودية جرت مؤخرا.

ومن المحتمل ان يقود كل من اديبايور والمهاجم محمد قادر كوبادجا المقيم في فرنسا هجوم توجو خلال البطولة التي تستضيفها مصر.وسيتولى قيادة الفريق المدافع جان بول ياوفي ابالو وهو صاحب الرقم القياسي في المرات التي قاد فيها منتخب بلاده حيث قاد توجو في 61 مباراة دولية.

وقد شاء الحظ العاثر للمنتخبين ان يضعهما أمام أنياب أسود الكاميرون الجريحة .. والاخيرة بطلة افريقيا اربع مرات اصيبت بجرح عميق في كرامتها الكروية عندما عجزت عن الوصول إلى نهائيات مونديال المانيا 2006, الامر الذي بحق وصف مجموعتهم بمجموعة »الحديد والنار».

إعداد: أحمد هاشم

Email