موقع الكتروني يؤصّل من جديد للنشر الورقي

شبكة القصة العربية تتابع سلسلة إصداراتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون أنه بات حاجة ضرورية لمواكبة العصر، لما فيه من سرعة انتشار وسهولة تناول وقدرة على التكثيف.

وغيرها من المزايا، مما يعني أن على النشر الورقي السلام، قام موقع القصة العربية بنشر قصص من السعودية في كتاب، اعتبره القائمون على الموقع بمثابة الإصدار الأول لسلسلة كتب تعيد كل ما نشر في الموقع الكترونيا إلى الصفحات الورقية، والإصدار الثاني سيكون بعد أيام ..

. وبهذه الخطوة النادرة، لا يكون الموقع قد حقق السبق في مخالفة ما يعتقد البعض أنه صار سائدا وحسب، بل يؤصل للنشر الورقي من جديد، ويؤكد أنه لا موات للكتاب التقليدي، بل من الممكن أن يكملا بعضهما البعض، ويشكلا رديفين غزيرين لنهر المعرفة...

وكما يقول الأديب جبير المليحان مؤسس ومسؤول شبكة القصة العربية : «يتسع النهر، وتأخذنا الأحلام التي لا تتوقف، لنخطوخطوة جديدة، هي إصدار سلسلة كتب دورية لقصص مختارة من الموقع، وكتب نقدية مساندة ... ويحق لنا أن نعتز حين نرى أول وليد إبداعي «ورقي» يكمل مشروعنا الطموح».

الأديب جبير المليحان قاص من المملكة العربية السعودية، يعنى حاليا بأدب الأطفال، يقول لـ «البيان» عن تجربته : «وأنا طفل كنت أحلم أن أكون كاتبا.. أن أكتب عن كل شيء لا يعجبني.. الأشياء التي لا تعجب الأطفال بسيطة:

شيء ما يتعلق بالمدرسة. ربما الخوف من رجل يحمل عصاه دائما ويسد مدخل الشارع الضيق. الغضب من تحطم لعبة. أوضياعها .النظر إلى الجبال والسؤال عما وراءها. الحلم بالطيران. النظر إلى السماء البعيدة. السؤال عن الفيضانات التي تدك الدور وتسقط الجدران. النظر إلى الوهج القادم في ظلام الليل من المدينة البعيدة. طلب وتمني ألعاب بسيطة ..

نكبر وتكبر أحلامنا.. وتضيق ابتساماتنا.. تكبر التساؤلات وتقف الإجابات الكالحة بوجوهنا.. أي أن أحلامنا الصغيرة التي كانت تغطي الأيام قد تبخرت، وأطلت علينا الحياة بوجوهها القاسية.. كتبت، وعملت في الصحافة، ومن جريدة اليوم إلى المدينة إلى الجزيرة.. إلى موقع (القصة العربية)..

. حيث أطلت ابتسامة الطفل الصغير في داخلي. الحل في الفضاء الذي تحلق في اتساعه كل الطيور، فضاء مفتوح لكل الكلمات، فضاء غير مصادر، فضاء بلا رقابة غير رقابة الضمير.. والقيم التي يحلم بها الإنسان في قلبه! فضاء لكل حر.. فضاء لنا ... لكلماتنا النقية.

هكذا جاء موقع القصة العربية.. في بدايته موقعا شخصيا.. تنامى مع التفاف الأصدقاء والأحبة وعشاق الكلمة ومطاردي الحلم وحاملي هم الناس.

صار «شبكة القصة العربية» : شبكة تشبه شجرة ضخمة.. تورق وتورق.. وتوزع أوراقها على المسارات والطرقات وفي كل المناخات.. لكل من يقرأ ويسأل ويقرأ ليسأل.. وساند الموقع منتدى القصة بما يحتويه من قراءات نقدية ومقالات وحوارات.. وها هو الموقع يعيد كل ما نشر به على الشبكة إلى صفحات الكتب الحميمة، وكانت البداية، وسيكون الجزء الثاني من السلسلة بعد أيام إن شاء الله ...

وعن فن القصة في المملكة العربية السعودية ومراحل تطوره، ودور الموقع في ذلك، قال يحيى سبعي مشرف الموقع : فيما يخص الشق الثاني من السؤال، شبكة القصة العربية تقدم أصواتاً جديدة وهي تقرأ حذافير الإبداع في شتى صوره من حيث الفنون السمعية أو البصرية على السواء، تلك الفنون التي يجادل هذا الصوت جمالها ليخلق حالة وهاجة.

أو ليحكي كلمة بليغة أو... وكأنه يعبر عن اعتناقه لمفهوم التنوير الحقيقي، وهو الخلاص الحتمي من التقليد، فهذا الصوت يحفل بتباشير فسيحة، أولها تقنيات مغايرة تجلت كمنتج طبيعي لمرحلة لم تسجل من قبل، وثانيها الروح الموقدة نحو الاختلاف المطلق الذي نصبو هنا لقراءته وندع لأصحاب المذهب النقدي أن يسبروه معنا ولنا..

وبالنسبة لفن القصة ألمح سبعي إلى أن القصة القصيرة عبرت بمراحل ثلاث منذ مبعثها الأول في العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين، وكانت المرحلة الأولى بداية غير واضحة لتشكل هذا الجنس نتيجة الميول لجاذبية الشكل، ولم يستقر وجه محدد للقصة القصيرة في تلك المرحلة.

وكان بمثابة استجابة ثقافية تواصلية لما هو مطروح من تجارب في الوطن العربي آنذاك، بالإضافة إلى أن النص القصصي في تلك الفترة كان يعتنق الرؤية الوعظية النصائحية، فظهرت القصة ذات القضايا الاجتماعية المتعددة.. وتبع ذلك في الستينات صدور المجموعات القصصية للمرة الأولى، لتسمى هذه المرحلة بالتجديدية، لما حملته من تجربة متقدمة ومتطورة بالنظر إلى التجارب السابقة.

حيث حاول النص القصصي أن يتخلص من ظرفيات وتداخلات الأساليب الأخرى، كالمقال في تلك الفترة، فبدأ يأخذ موقعه في خريطة الواقع الأدبي السعودي، ومن ثم توالت التجارب وتمخضت عن مرحلة ثالثة لها سمة التحديث، وقد كان لهذا الطور الأخير حظوة ومتسع كبير لحراك جديد ومنتظم، ظهرت فيه أسماء استمرت في التجديد والتحديث ...

وما يميز هذه المرحلة إنها خلقت عروة وثيقة بين الاجيال، فتداخلت ملامح التجارب، مما شكل تفاعلا محرضا، فاتسع التجريب، وظهرت أسماء جديدة، وحتى الأسماء القديمة، منها صار لها حضور بتجارب جديدة لا يمكن أن تقارن بما كانت عليه في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينيات ...

وفيما يخص سلسلة إصدارات شبكة القصة العربية قال مشرف الموقع إن الكتاب يحتوي على قصص لسبعين قاصة وقاصا من السعودية، وتتابع الأسماء جاء تبعا لأسبقية النشر في الموقع، وجميع القصص كتبت بين عامي 1995 و20004 محققين بذلك الإشرافات المستمرة لهذا الجنس الأدبي.

محمود أبوحامد

Email