بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، المجمع الثقافي طرح النسخة بـ «درهم» دفعاً للقراءة والاقتناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 تعتبر فاعلية بيع الكتاب بدرهم واحد بعد ان كان ثمنه قد وصل احيانا الى اكثر من مئة درهم، من الأمور التي لم تحدث سابقاً في الوطن العربي. فقد أقيم مؤخراً في القاعة الكبرى في مبنى المجمع معرض للكتاب وتزامن هذا مع اليوم العالمي للكتاب. الفكرة طرحها الأمين العام للمجمع الثقافي الشاعر محمد السويدي على أساس ان تباع اصدارات المجمع الثقافي بدرهم واحد وعلى مدار يومين متتالين بهدف تشجيع الناس على القراءة. وبالفعل فإن مراقبة اقبال الناس على المعرض تحدد مدى نجاح هذه الفكرة. والآن بعد انتهاء المعرض نرصد آراء الأدباء والمثقفين لمثل هذه الفعالية، وامكانية تطويرها للأعوام المقبلة. توعية الناس للقراءة الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي يقول: «انها فكرة نفذت بمناسبة اليوم العالمي للكتاب هدفها توفير الكتاب لمعظم الناس، فهناك من لا يستطيع شراء الكتاب بسعره المطروح سابقا من قبل المجمع وهذا المعرض القصير ليس بجديد على المجمع، فالمجمع بكل انشطته يؤكد بانه ليس بمؤسسة ربحية لانه ينفق على معظم الانشطة». اما ملاحظات المزروعي حول هذا النشاط فهي كما قال: «افترض اقامة نشاطات حول هذا المعرض هدفها توعية الناس على القراءة اي ان لا تكون المسألة مسألة بيع وشراء، لكن المشكلة كانت في التنظيم السريع والمشاكل التي نشأت في التعامل بين الجمهور والباعة بسبب عدم وجود أشخاص يديرون هذا النشاط بشكل يحترم طبيعة المجمع الثقافي والفكرة التي طرحها السويدي». «واقترح ان تقوم كل المؤسسات الاخرى بمثل هذه الفعالية، فهناك الكثير من الناس التي لا تتمكن من شراء الكتب التي تريدها، ولهذا اطرح على المجمع ان يطبع بالاضافة الى الكتب التي ينشرها ما يسمى بالنسبة الشعبية التي ستنتشر اكثر لسهولة شرائها». ويرى المزروعي: «ان الكتب تساوت حين بيعت بدرهم واحد، فالكتاب الذي كان ثمنه عشرين درهما، او اربعين درهما بيع بدرهم واحد. وهذا ليس بإهانة للكتاب، او قيمته فالاهانة تحدث حين لايستطيع الانسان شراء كتاب ما. بأي حال حتى لو وزع الكتاب مجاناً فهناك من يخزنه وهناك من يرميه، فسيرة الكتاب ككائن تختلف من مكان لآخر». ويعود المزروعي للتأكيد على اهمية مثل هذا المعرض قائلاً: «انتقاء اليوم العالمي للكتاب لإقامة هذا المعرض، يعد جسراً للتواصل مع شعوب العالم وقافاتها، واحترام للكتاب والانسان ذاته والمشهد يدل على هذا من خلال المدرسات اللواتي اشترين الكتب لهن ولمكتبات مدارسهن». مجال أوسع للقراءة المخرج والكاتب المسرحي د. حبيب غلوم يقول: «لم اسمع بهذا المعرض ابداً، فالمعرض لم يعلن عنه الا بخبر صحافي قد لا يقرأه كل الناس ولهذا كان على الجهات المعنية ايجاد خبراء في مجال الدعاية والتسويق، هذا علم قائم بذاته وبالتالي فإن ايجاد صيغ بديلة عن خبر في مثل هذه الفاعلية الثقافية الاجتماعية مهمه للغاية». ويعلق د. غلوم على هذه الفعالية قائلاً: «انها فكرة جيدة يجب الا يتاجروا بالكتاب فهو مشروع راق ومردوده علم وثقافة على الناس وهذه فرصة لمن لا يستطيع شراء الكتاب في اطار سعره السابق، وهذه ليست بإهانة للمطبوعة، بالعكس انها فكرة تعطي مجالاً واسعاً للقراءة». د. حاتم قابيل رئيس المكتب الثقافي في السفارة المصرية يقول: «ان فكرة المعرض تحفز القارئ ان يقبل على شراء الكتاب في ضوء المنافسة الشديدة واعتبرها فكرة جيدة ولذلك اتمنى من كل المؤسسات الثقافية في الدولة، او في العالم العربي ان تنفذ مثل هذه الافكار الغير تقليدية وتخرج بأفكار شبيهة او بديلة». ويعتبر د. قابيل «ان اقامة معرض او تردد الناس للشراء فاعلية ثقافية بحد ذاتها، والمدة الزمنية القصيرة لمثل هذا المعرض لا تحتمل فعاليات اخرى مصاحبة». القاص محسن خالد يقول: «ان الفكرة جميلة جداً علماً بأن هناك من علق على ان ما حدث ما هو الا اهانة للكتاب» وهذا ليس بصحيح، فالكتاب يجب ان يوزع مجاناً في عالمنا العربي واذكر هنا الكاتب الفرنسي جان جونيه، عندما سأله محمد شكري لماذا لا تطبع كتبك الا في دار غالميار هذه الدار التي تنشر كتبها بشكل فخم، ثري، ومكلف وهكذا لا يستطيع شراء كتبك الا نوعية معينة من طبقات المجتمع فلم لا تنشر كتبك في طبعة شعبية. فرد جان جونيه «أنا لا افضل ان ارى كتبي في الاكشاك ومع الباعة المتجولين، وعندما سألوه مرة ثانية قال افكر بالامر، والموضوع مطروق في كل انحاء العالم فعندما يُنشر الكتاب بشكل مكلف يباع بثمن كبير لا يستطيع الجميع ان يشتريه، ولهذا كانت فكرة بيع الكتاب بدرهم فرصة للجميع من اجل اقتناء اكبر عدد ممكن من الكتب». دعوة للقراءة المهندس احمد الريان رئيس قسم التسويق في المجمع الثقافي والمشرف على تنفيذ فكرة المعرض التي طرحها محمد السويدي الامين العام للمجمع بمناسبة اليوم العالمي للكتاب قال: «لقد طرحنا في المعرض 115 عنواناً، وبيع خلال يومين 40 ألف نسخة بحدود 600 الى 700 نسخة من كل عنوان. وبعد انتهاء المعرض تم مناقشة عدة اقتراحات لاجل تطوير الفكرة في العام المقبل، ففكرة المعرض تنفذ للمرة الاولى، وهكذا درسنا النتائج بما فيها من محاسن او عيوب، وتلقينا اقتراحات كثيرة ألا وهي بأن مكان المعرض ضيق، ولهذا سنأخذ لاحقاً بعين الاعتبار مساحة المكان. او فكرة اقامة معرض شبيه بنفس اليوم في امارات اخرى مثل دبي والشارقة والعين او في جامعات الدولة، أو ان يكون المعرض لمدة يوم واحد، وهو اليوم العالمي للكتاب وغيرها من اقتراحات سوف نرفعها للأمين العام من اجل مناقشتها للأعوام القادمة. وعن التجربة قال الديات: «البعض اكد بأن هناك الكثير من الباعة قد اشتروا الكتب من اجل بيعها لاحقاً في مكتباتهم وهذا ما يجعلنا نقول ان التجربة نجحت ولو بنسبة 50%. لقد رأيت عائلات جاءت مع اطفالها من اجل اقتناء الكتب وتأسيس مكتبات منزلية لقد علق بعضهم «ان لم اجعل اولادي يتجهون للقراءة الآن متى سأفعل». كما كان هناك الكثير من المدارس اشترت كتباً لتدعيم مكتباتها انها دعوة حقيقية للقراءة.

Email