طريقة جديدة لترميم الشبكية تنقذ البصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 أشارت الدكتورة جوليا هاللر بمركز ولمر للعيون الى أن نجاح عمليات إعادة الانفصال التام للشبكية يتوقف على تقليل آثار الجرح بالعين.وذلك اثر تعرض احدى المريضات، وهي موظفة في الحكومة اليونانية لأسوأ الجروح التي يمكن أن تحدث للعين مما يمكن أن يتصوره الإنسان. اذ تسببت مظلة شمسية كبيرة من النوع الذي يستعمل في المصايف البحرية باختراق الجزء الحاد منها للجفن السفلي والعين نفسها. وسبب لها الجرح نزيفا تحت الشبكية وأدى إلى قطع وانفصال الشبكية تماماً من قاع العين. وإذا لم تتم معالجة مثل هذا الجرح فإنه دائماً يؤدي إلى الفقدان التام للبصر. وعن هذه الاصابة تقول الدكتورة جوليا هاللر، جراحة العيون في مركز ولمر بمستشفى جونز هوبكنز : «لقد كان حادثاً مروعاً جداً واحتاج إلى جهد كبير». باستخدام طريقة لإزالة المادة الجيلاتينية التي تملأ العين بين الشبكية والعدسة عن طريق إدخال مسبار صغير جداً في العين، اكتشفت الدكتورة هاللر انه بالاضافة إلى انفصال الشبكية فإن عدسة العين نفسها قد تحركت عن مكانها. كان يستوجب على الدكتورة هاللر أن تزيل العدسة أولاً ثم تقوم بسحب الدم من المادة الجيلاتينية بين الشبكية والعدسة. عندما وصلت د.هاللر إلى الشبكية وجدت أنها صارت مطوية كالورقة وتغطيها طبقة سميكة من الدم نتيجة للحادث. وكانت تعلم أنه لإعادة الشبكية إلى مكانها فعليها أولاً فك وإصلاح طي الشبكية تماماً ثم شفط الدم إلى الخارج. بعد الانتهاء من ذلك، تمت إعادة الشبكية إلى مكانها مستخدمة سائلا أثقل من الماء لتثبيتها في مكانها. في الماضي القريب، كان الخيار الوحيد أمام جراحي العيون هو استخدام فقاعات غازية لتثبيت الشبكية. أما السائل فهو يتسرب إلى القاع ويدفع السوائل الموجودة إلى ما وراء الشبكية، وهو أكثر سهولة للطبيب حيث أنه يمكن أن يرى من خلاله على عكس الغاز. يؤدي الجرح في حوالي 10% من الحالات، إلى نمو الخلايا على منطقة القطع بالشبكية ، لذلك فقد يحتاج بعض المرضى لإجراء ثلاث أو أربع عمليات متتالية. ولكن الدكتورة هاللر تقول بأن الجراحين في مركز ولمر ينجحون في الحفاظ على الشبكية في مكانها من المرة الأولى بنسبة تصل إلى 60% من الحالات المعقدة. أما في حالة الموظفة اليونانية، تقول الدكتورة هاللر: «كان ذلك أكثر جهد بذلته في حياتي لعلاج انفصال شبكية. إن إنقاذ العين بذاته كان أمراً عجيباً، أما الآن فقد استعادت بعضاً من الرؤية في العين المصابة»

Email