مانديلا .. حركة لا تعرف الانتهاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 19 شعبان 1423 هـ الموافق 25 أكتوبر 2002 ألقى الزعيم الافريقي نلسون مانديلا « 84 عاماً» الضوء على التفاصيل المترعة بالحيوية والنشاط التي يضمها يومه في لقاء اجرته معه مجلة «صنداي تايم مجازين». وشدد الزعيم الافريقي على ان الشيء الوحيد الذي يخاف منه بعد ان يستيقظ من نومه ذات يوم ألا يعرف ما الذي يفعله بهذا اليوم، ويقول ان هذا من شأنه ان يقتله، فهو يستيقظ في الرابعة والنصف من فجر كل يوم، وذلك بتأثير النظام الذي درج على اتباعه طوال عقدين من الزمان امضاهما وراء اسوار سجون النظام العنصري في جنوب افريقيا وهو يجد أنه من الصعب عليه اليوم بعد كل هذه السنين ان يغير ما اعتاد عليه. واول ما يفعله مانديلا هو ان يرتب فراشه بنفسه ثم يتناول طعام افكاره في الساعة السابعة، ويقرأ الصحف، وتطلعه سكرتيرته زيلدا على برنامجه اليومي الذي يلتزم به بدقة شديدة يحسده عليها الشباب. ومن محطات يومه تناول الغداء الذي يعد بمثابة استراحة محارب بالنسبة له، وهو يقول انك اذا كنت تحب ما تقوم به فعلاً فإنك لن تشعر بالتعب او السأم في غمار عملك ابداً. ورداً على سؤال عما اذا كان رجلا رومانسيا قال مانديلا انه كذلك بالفعل وخاصة عندما كان في مقتبل العمر، حيث انه يؤمن بالحب، ويعتقد ان المرء يمكن ان يلتقي توأم الروح في اي سن، ولكنه الآن مرتبط بزوجته جراكا وهو شديد التمسك بها ولا يفكر في امرأة غيرها فهي حياته حقاً، وعلى الرغم من انها مقيمة في بلادها، موزمبيق، الا انها تحضر لزيارته والاطمئنان عليه، كما انه يذهب اليها بانتظام، وعندما لا يكونان معا فإنهما يتبادلان الحديث هاتفياً مرتين على الاقل كل يوم. ويشير مانديلا الى ان هناك قضايا تدفعه الى الغضب الشديد على الرغم من الهدوء الظاهري الذي يغلب عليه، وفي مقدمة هذه القضايا التقصير في علاج مرض الايدز في افريقيا. ويوضح ان اليوم بالنسبة له ينتهي في التاسعة ليلاً حيث يأوى الى فراشه في ذلك الوقت، ولكن ذلك يعني ايضاً بداية جديدة بالنسبة له، ولهذا كتب في سيرة حياته الذاتية يقول ان السر الاكثر روعة في التسلق الى القمة هو انك عندما تصل اليها تكتشف ان وراءها وعلى امتداد الافق توجد قمم اخرى جديرة بالانطلاق اليها.

Email