الصبغة فقط علاج لأخطر الأمراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 16 شعبان 1423 هـ الموافق 22 أكتوبر 2002 مرض شاغاس هو من الأمراض التي تسببها الفطريات وينتشر من المكسيك الى تيرا دلفويجو في اقصى جنوب أميركا الجنوبية، ويصيب 17 مليون شخص في دول اميركا اللاتينية. يبدو ان هذا المرض وجد علاجه اخيراً، وبناء على دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، فإن العلاج ما هو إلا خليط من الصبغة الزرقاء والصبغة القرمزية. وقد يكون هذا الدواء البسيط المصنوع من الاصباغ المعملية مفيداً ايضاً في القضاء على الفطريات الضارة في الدم. وقد اكتشف الدكتور خوسيه اوكاريز الاستاذ المساعد لعلم الأمراض ومدير بنك الدم بمركز جامعة كاليفورنيا الطبي وزملاؤه ان الصبغتين باللون البنفسجي والازرق قضتا على تركيزات كبيرة من الفطر الذي يسبب مرض شاغاس، في عينات من الدم البشري. ويقول اوكاريز: يبدو ان الصبغتين استطاعتا القضاء على الفطر الذي يسمى تريبا نوسوما كروزي من الدم تماماً. وأضاف: ان هاتين الصبغتين اثبتتا انهما وسيلة بسيطة غير معقدة تكنولوجياً للقضاء على كثير من الفطريات، مما يساعد النظام المناعي في جسم الانسان على النجاح في مكافحة الأمراض، كما أزالت الصبغتان من الدم عدداً من الميكروبات المرضية منها فيروسات وبكتيريا. اكتشف الطبيب البرازيلي كارلوس شاغاس هذا المرض في عام 1909 وهو يعتبر مرض الفقراء لأن الفطر ينتقل عن طريق حشرة تعيش في المنازل البسيطة غير النظيفة والأسطح الخشبية، كما قالت منظمة الصحة العالمية. وقدرت المنظمة الدولية ان مئة مليون شخص في أميركا اللاتينية يعيشون في ظروف تعرضهم للاصابة بهذا المرض. ويمكن ان ينتقل المرض عن طريق الدم الملوث، ويصل معدل تلوث الدم بهذا المرض في بنوك الدم في بعض الدول الى معدلات أعلى من التي تسبب الايدز والكبد الوبائي. ويمثل مرض شاغاس معدل انتشار وبائي في أميركا الجنوبية والوسطى، لكن مشكلة تلوث الدم تعتبر عالمية. وقد ظهرت تقارير عن انتقال عدوى الايدز والتهاب الكبد الوبائي وأمراض اخرى من نقل دم ملوث، مما سبب نقصاً في مخزون الدعم عدة مرات، وبدء محاولات على مستوى العالم لتوفير ضمان نظافة نقل الدم. وكثير من الحلول لهذه المشكلة مكلفة للغاية أو ينتج عنها مضاعفات قاتلة لمن ينقل الدم اليهم. وهناك أصباغ مثل الميثلين الأزرق تستخدم بمفردها لعلاج هذا المرض، لكنه في حاجة الى أشعة فوق بنفسجية لمعالجته، إلا ان الاشعة مرتبطة ايضاً بالاصابة بالسرطان. وخليط الميثلين الازرق والصبغة البنفسجية البلورية لم يتطلب المعالجة بالاشعة، كما ان الاصباغ يمكن ازالتها بأنواع رخيصة من الفلاتر من الدم قبل نقله للمريض. واكتشف أوكاريز وزملاؤه انه عند اضافة هذا الخليط من الاصباغ الى الدم المصاب بفطر كروزي، لم تبق أي كميات من الفطر في هذا الدم. غير انه عندما حقن الباحثون الدم المعالج في الفئران تفتقر الى المناعة الفعالة، لقيت بعض الفئران حتفها لكن ليس بسرعة موت الفئران التي حقنت بالدم الملوث بالفطر وبدون اصباغ. ويعتقد الباحثون ان كمية بسيطة من فطر كروزي المسبب لمرض شاغاس بقيت في الدم المعالج بالصبغة، لكن نظام المناعة الفعال يستطيع مكافحة الفطر الباقي بكميات بسيطة. وقال الدكتور أوكاريز ان الفئران ذات المناعة الضعيفة أثبتت انه لابد لجهاز المناعة ان يلعب دوراً في القضاء على مرض شاغاس. والآن نود أن نقيس بدقة كيف تعمل الاصباغ بالتعاون الى جانب جهاز المناعة الفعال. ولايزال الباحثون يتابعون مدى قدرة الاصباغ في القضاء على الفطريات والبكتيريا وميكروبات اخرى في الدم، فضلاً عن وسائل اخرى رخيصة وفعالة تزيد من درجة الأمان.

Email