نباتات معدلة وراثياً تمتص سموم التربة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 نجح باحثون مختصون من جامعة جورجيا بأثينا في إنتاج نباتات معدلة وراثيا تمتص عنصر الزرنيخ السام من التربة، فتجعله صالحاً للاستخدام البشري مجددا. ويأمل العلماء في إمكانية استخدام التقنيات الوراثية لإنتاج وسائل بيولوجية جديدة لها القدرة على امتصاص عناصر كيماوية سامة وملوثات بيئية أخرى، مشيرين إلى أن استخدام نباتات ماصة للسموم لتنظيف التربة الملوثة، وهي التقنية التي تعرف باسم المعالجة النباتية، ليست جديدة، لا سيما وأن النباتات الطبيعية من هذا الصنف التي تعيش في مناطق سامة، قليلة ومتباعدة. وبإدخال مورثين جينيين من بكتيريا «أي كولاي» في نباتات الرشاد التي تعرف باسمها العلمي «آرابيدوبسيز ثاليانا»، تمكن الباحثون من إنتاج نباتات لا تتحمل فقط التربة الملوثة بالزرنيخ، ولكنها تمتص أيضا السموم منها وتخزنها في أوراقها. وأوضح هؤلاء أن جينات هذه البكتيريا تصنع أنزيمات تهضم مركبات الزرنيخ وتحطمها فتجعلها قابلة للامتصاص، لافتين إلى أن هذا العنصر يتواجد في التربة بصورة طبيعية، ولكن تراكيزه تزداد إلى مستويات خطرة بسبب التعدين والنفايات الصناعية وآبار المياه الجوفية، وتسبب الكميات الضئيلة منه إصابة الإنسان بالسرطان وتلف الجهاز العصبي. وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة «الطبيعة للتكنولوجيا الحيوية»، إلى أن الملوثات المعدنية مثل الزرنيخ والكادميوم والزئبق والنحاس والزنك لا يمكن تحطيمها إلى مواد غير سامة، لذلك فإن إزالتها من التربة يعني حفر الموقع ودفن التربة السامة في مكان آخر، وهي طريقة غير مضمونة، وتدمر بيئة الموقع، وتكلف ملايين الدولارات، أما عند تركيز الزرنيخ في أوراق أو سيقان النباتات، فسيصبح من الممكن جمعها بصورة غير مكلفة وحرقها بسهولة وأمان. وأعرب الباحثون عن أملهم في أن يتمكنوا من استخدام هذه التقنية لتحويل النباتات الكبيرة مثل الحور القطني والأرز والصفصاف والصمغ الحلو، وزنابق الماء، إلى آلات منظفة للتربة، مع ضرورة مراقبة النباتات التي تحمل مواد سامة، وعدم السماح للحيوانات بالاقتراب منها. ويخطط اختصاصيو العلوم الوراثية في معهد بحوث الجينوم بماريلاند، لاستخدام تقنيات المسح الوراثية للعثور على بكتيريا تقوم بعمليات التنظيف بنفسها، كتحويل الملوثات الذائبة في الماء إلى مواد غير ذائبة يمكن فلترتها وتصفيتها وإزالتها، مثل بكتيريا طبقات المياه الرسوبية التي تعرف باسم «شيوانيللا أونيدينسيز»، التي تقوم بأعمال تنظيف كثيرة منها إزالة معدنين سامين من التربة هما الكروم واليورانيوم. «قدس بريس»

Email