بعد أربعة عقود من ظهورها، روبوتات المستقبل تتشكل ذاتيا لخدمة الانسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 طرحت شركات التقنية والكمبيوتر قبل اربعة عقود من الآن النماذج الاولية للانسان الآلي المنزلي مثل روسي، وتابع الاطفال قبل عقدين فيلم الكارتون «ترانسفورمرس» الذي عرض نوعين من الروبوتات يمكن ان تندمج وتتجمع لتشكل جسما شديد القوة. وتطورت صناعة الروبوتات حتى تمكنت اليوم من انتاج نماذج متقدمة يمكنها ان تنظف الغرف وتجز الحشائش وتقدم المشروبات للضيوف: وستكون قادرة على اتخاذ اشكال مختلفة تتناسب مع البيئة التي تعمل فيها والوظائف التي يتعين ان تؤديها. وتقول دانيلا روس البروفيسور بكلية دارموث لعلوم الكمبيوتر ان روبوتات المستقبل لن تكون مثل تلك التي يخطط علماء الفضاء في استخدامها في استكشاف المريخ والتي يتم تصميمها لاداء مهمة واحدة فقط، ولكنها ستكون مبرمجة بحيث تؤدي مهام مختلفة وفي ظروف مغايرة كما يمكنها تعديل وضعها بالطريقة التي تتناسب مع الوظيفة المعينة الامر الذي يمنحها قوة ومرونة اضافيتين بدون اي تدخل من الانسان. ويمكن لهذه الروبوتات ان تتخذ شكل الحلزون كي تمر عبر الاماكن الضيقة وان تتشكل في اشكال مختلفة مثل الروبوت المتعدد السيقان الذي يمكنه السير فوق المناطق الوعرة ثم يعدل شكله مرة اخرى ليتمكن من دخول بناية او متجر. وتم الكشف مؤخرا عن ثلاثة نماذج لهذه الروبوتات التي تستطيع التشكل بحسب طبيعة المكان والوظيفة وهي الروبوت الذي يعتمد على السلاسل في تبديل وضعه، والآخر الذي يعتمد على نظام شبكي والثالث الذي يعتمد على الحركة الدائرية كما نجح العلماء بمعهد دارثماوث لابحاث الروبوتات في تصنيع روبوت شبكي يسمى «كريستال» يمكنه ان يتحول من شكل يشبه الكلب الى شكل آخر مثل الاريكة. وتقوم هذه الروبوتات ذاتية التشكل بتعديل اوضاعها من خلال وحدات منفصلة تسمى «رات» وكل وحدة من هذه الوحدات مسبقة البرمجة ومزودة بأنظمة استشعار واتصالات، كما يمكنها ان تنفصل عن بعضها البعض وتتحرك من تلقاء نفسها دون ان تتصل بالوحدات الاخرى ثم تتوحد لتشكل اجساما جديدة. ويقول خبراء علوم الكمبيوتر ان احتمالات التشكل الذاتي للروبوتات لا نهاية لها اذ يمكنها ان تتشكل كبنايات تقوم بتجميع نفسها وتسهل من اجراء العمليات الجراحية وتنحشر بين الركام للمساعدة في عمليات الانقاذ كما يأمل الخبراء في بناء روبوتات من آلاف الذرات متناهية الصغر لتصنيع اجهزة وماكينات شديدة المرونة يمكن استخدامها في الحالات التي تفشل فيها برامج المراقبة المبرمجة في توقع الصعوبات في الحركة خاصة في اعماق البحار او الاجرام السماوية. وتتوقع دانيلا روس ان يأتي اليوم الذي نشاهد فيه الروبوتات تعمل في مجال الانشاءات الهندسية وان تنجز اعمال السباكة وصيانة الاجهزة الكهربائية المنزلية واستبدال اطارات السيارات وغيرها من النشاطات الاخرى التي يقوم بها الانسان. وتشير روس الى حزمة من التحديات التي تواجه بناء الروبوتات ذاتية التشكل والتي قد تصعب السيطرة عليها والتي يمكن ان يتعطل واحد من ملايين المكونات التي تدخل في بنائها وتقول ان التحدي الرئيسي هو كيفية تصميم وحدة اساسية صغيرة ولكنها تتميز بقدرات عالية، مضيفة انه حتى وان تم بناء نماذج قليلة التكلفة فان هذا لا يعني ان هذه الاجهزة ستفعل كل شيء اذ ان هناك الكثير من التحديات المتعلقة بالجوانب الميكانيكية والكهربائية. ويقول مارك يم الخبير في بناء الروبوتات انه وبالرغم من هذه التحديات، فانه يمكن بناء روبوتات ذاتية التشكل واذا تمكن العلماء من ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات فقد يكون لدينا اجهزة رخيصة الثمن وقوية وتتمتع بمرونة فائقة. ويتوقع يم ان يرتفع عدد الروبوتات في العالم الى نحو مليون وحدة بحلول العام 2005، كما ان هذه الاجهزة عالية الكفاءة ستؤدي مهام علمية شديدة التعقيد في اطار برنامج ناسا لاستكشاف الفضاء خلال السنوات الخمس المقبلة. مأمون الباقر

Email