تطوير مرهم يسيطر على مرض البلهارسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 29 رجب 1423 هـ الموافق 6 أكتوبر 2002 توصل علماء بريطانيون إلى تطوير مرهم قد يساعد في السيطرة على مرض البلهارسيا الذي يصيب نحو 20 مليون شخص في العالم. وتسبب البلهارسيا مرض يرقات دود طفيلي يوجد في المياه الملوثة التي تنفذ إلى جسم الشخص عبر الجلد. ويعتبر المرض الذي يصيب نحو 20 مليون شخص في العالم من اكثر الأمراض المعدية التي تنتشر عبر الطفيليات بالعالم بعد الملاريا. ويمكن السيطرة على العدوى عبر عقاقير فعالة لكن المرهم الواقي الذي طوره باحثون في كلية كينجز كوليدج في لندن يمنع الإصابة بالمرض مرة أخرى. ويعمل المرهم كعازل يمنع دودة المرض من اختراق الجلد وإصابة الشخص. وقد استخدم الباحثون جلدا بشريا من أطباء جراحة التجميل لتجربة المرهم الذي استخدم في تطويره أسلوب خاص يستخدم في تجربة العقاقير على الجسم عبر ملامستها للجلد. ووجد الباحثون الذين نشروا نتائج الدراسة في مجلة العلوم الطفيلية أن استخداما واحدا من المرهم قد أوقف 95 بالمئة من الدود من النفاذ عبر الجلد ووفر حماية استمرت 48 ساعة. وينتشر مرض البلهارسيا في 74 بلدا في العالم، بينها مصر والسودان وشمال شرق البرازيل وعدد من البلدان الواقعة في الجزء الجنوبي من القارة الافريقية. ويصاب الشخص بالعدوى عند ملامسة جلده مياه ملوثة تحتوي على حلزونات تحمل يرقات طفيليات صغيرة تدعى «أسكاريز». وتخترق هذه الطفيليات الجلد وتنمو داخل الجسم في الأوعية الدموية لغشاء البطن أو المثانة حيث تفرز بيضها. وينتقل عدد من البيض إلى البول أو البراز وتلوث المياه عند تبول أو تبرز المصابين فيها. وفي خلال أيام يسبب المرض حكة جلدية شديدة، يرافقها أحيانا حمى عالية وارتعاش وألم في العضلات. وتنتقل الطفيليات داخل الجسم وتسبب، عند تكرار الإصابة، تلفا في الكبد والأمعاء والرئتين والمثانة. وتنتقل أحيانا إلى الدماغ أو النخاع الشوكي مسببة نوبات من صرع وشلل أو التهاب الحبل الشوكي. والأطفال معرضون على وجه الخصوص للاصابة بالمرض لأنهم يلعبون في المياه التي قد تكون ملوثة وتحتوي على طفيليات «أسكاريز». وقد يعاني الأطفال المصابون من تأخر في تطورهم العام وضعف في أدائهم الدراسي، ويعاني البالغون من صعوبة في العمل بسبب الضعف والوهن في قواهم الجسدية. ووصف البروفيسور فيل وايتفيلد رئيس قسم الصحة والعلوم الحياتية في كلية كينجز كوليدج البحث بالـ «مثير» ، وقال إنه «قد يساعد على التخفيف من المرض الذي يعاني منه الملايين من الأشخاص في اكثر المناطق العالم فقرا». وأضاف «ان اكتشاف المرهم الذي يعطي حماية مهمة ضد البلهارسيا بقطع دورة حياة الطفيليات يعتبر خطوة مهمة في طريق السيطرة على تهديد المرض في تلك البقاع التي يشكل فيها المرض تهديدا على الصحة». ولكنه قال إن المرهم لا يعتبر علاجا بحد ذاته، بل يجب استخدامه مع عقاقير أخرى، والسيطرة على الحلزونات التي تنقل طفيليات البلهارسيا في المياه، وكذلك مع حملات لرفع الوعي الصحي والثقافي للاشخاص. وقال باحثون إنه يمكن استخدام المرهم كأسلوب إضافي في الوقاية من العدوى. ووصف الدكتور أيان مارشال المحاضر في كلية ليفربول للطب الاستوائي والصحة العامة في بريطانيا لبي بي سي أونلاين الكريم بأنه «تطور مثير». وقال إن المرهم يعتبر تطورا مهما ونقلة عن المراحل الأولى للتجارب المختبرية التي كانت تجرى على خلايا جلدية مختارة. وأضاف أنه تكفي أن تفذ الطفيليات منطقة صغيرة في الجلد لا يغطيها المرهم لتدخل الجسم. لكنه قال إن الكريم سيساعد حتما على التقليل من خطر الإصابة بالمرض.

Email