«الساد» السبب الرئيسي لفقدان البصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الساد أو الماء الأبيض هو عبارة عن إعتام العدسة داخل العين والتي من شأنها إعاقة الرؤية الطبيعية. والمياه البيضاء ليست غشاء رقيقاً على العين، وليست ورماً أو التهابا أو مرضاً معدياً. ومن المهم جداً معرفة هذا المرض حيث أنه سبب رئيسي في فقدان البصر لدى كبار السن في المملكة العربية السعودية. كما يصيب عادة الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الخمسة والخمسين عاماً، حيث وجد أن 75% من الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الخمسة والستين عاماً يصابون بأحد أنواع مرض الساد، كما يصيب هذا المرض بعض صغار السن وربما الأطفال الرضّع أيضاً نتيجة عيوب خلقية في العين أو أمراض وراثية عامة. وغالباً مايهمل علاج الساد، ويرجع ذلك لسبب التخوف من العلاج أو لرفض الإقتناع أو الإعتراف بأن البصر آخذ في التدهور. ومن الممكن علاج الغالبية العظمى من حالات الإصابة بالماء الأبيض جراحياً بنجاح، إذ تؤدي جراحة استخراج الساد أو العدسة العاتمة من العين إلى استعادة البصر وذلك بنسبة 95% من مجموع العمليات الجراحية التي تجرى. أسباب الساد ومن أهم أسباب تكون الماء الأبيض (الساد): 1. التقدم في العمر. 2. الوراثة أو العيوب الخلقية. 3. أسباب أخرى مثل مرض السكري. 4. التهاب العين وتناول عقار الكورتيزون. المظاهر السريرية أما المظاهر السريرية التي يعاني منها المريض فهي تتضمن مايلي: 1. عدم وضوح الرؤية. 2. ازدياد الحساسية للضوء والوهج. 3. الشعور بوجود غشاوة على العين. 4. الحاجة المتكررة لتغيير النظارة. 5. التحسن المفاجيء لرؤية الأشياء الغريبة. 6. تغير لون بؤبؤ العين. التشخيص: يمكن لاخصائي العيون أثناء فحص دقيق وغير مؤلم للعين تشخيص هذا المرض، إذ يمكن رؤية الساد أو العتمة في العين على شكل بقع أو مناطق ضبابية وذلك باستخدام أجهزة وأدوات خاصة بفحص العين. العلاج إذا كان للإصابة بالساد تأثير على العمل أو أسلوب الحياة فالجراحة هي الأسلوب العلاجي الوحيد، ولكن قبل تقرير هذه الجراحة يجب مراعاة الآتي: 1. مدى خطورة المرض واستفحاله. 2. درجة تأثير المرض على الأنشطة العادية للمريض والأداء الوظيفي خاصة الأعمال الحساسة التي تتطلب نظرا دقيقا. 3. مخاطر المضاعفات الناتجة عن الجراحة في حالات الساد المتقدمة جداً. 4. الحالات الصحية الأخرى والتي قد يكون لها تأثير على الجراحة، كوجود أمراض أخرى في العين مثل ارتفاع ضغط العين (الزرق) أو التهابات العنبية. 5. فحص دقيق للعين يتم إجراؤه في المستشفى أو عيادة طبيب مختص. 6. إعطاء المريض علاجاً لمرحلة ما قبل الجراحة وذلك لتهيئة المريض نفسياً و عصبياً. 7. تنظيف العين وما حولها بمادة مطهرة وذلك قبل إجراء الجراحة مباشرة. التخدير قد يكون التخدير موضعياً (وذلك في صورة حقن للمريض أو قطرة) أو قد يكون تخديراً كلياً. ويمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم الذي أجريت فيه العملية أو اليوم الذي يليه. وعادة ما تجرى الجراحة لإحدى العينين، تعقبهافترة نقاهة وذلك قبل الشروع في إجراء الجراحة للعين الأخرى. الجراحة تتم جراحة استخراج المياه البيضاء بسرعة وبدون ألم. بعد تخدير المريض، يقوم الطبيب بفتح شق في الحافة الخارجية للقرنية ثم يقوم بإخراج العدسة. وبعناية بالغة يقوم بقفل هذا الشق وذلك بعدة غرز صغيرة، وتستغرق العملية بأكملها حوالي ساعة واحدة. وتستبدل العدسة المزالة من العين بالآتي: إما نظارات طبية خاصة أو عدسات لاصقة وذلك بعد الجراحة أو بعدسة بلاستيكية يتم إدخالها في العين أثناء إجراء الجراحة عموماً. تعتبر عمليات استخراج الساد من العمليات الأكثر أماناً والأكثر نجاحاً بعد التطور الهائل في الأجهزة والخيوط والإبر الجراحية الذي حدث في العقدين الأخيرين. اجابات شافية 1. هل من الضروري الانتظار حتى يتم نضج الساد قبل إمكانية استخراجها؟ -لا ليس من الضروري ذلك، حيث أن المعيار الوحيد لذلك هو تأخير إجراء الجراحة إلى أن يصبح للمياه البيضاء تأثير على أنشطة المريض اليومية العادية والأداء الوظيفي. 2. هل من الممكن أن تعاود الإنسان الإصابة بالمياه البيضاء؟ لا هذا لايحدث حيث أنه يتم في معظم الحالات استخراج العدسة بكاملها ولايبقى سوى محفظة العدسة التي غالباً تستمر شفافة. 3. إلى متى يبقى المريض متوقفا عن العمل؟ يحتاج المريض إلى إجازة مرضية بعد العملية لمدة تتراوح ما بين أربعة أيام إلى سبعة أيام وبالنسبة للمرضى الذين يزاولون أعمالاً يدوية عنيفة فيكون عليهم عدم العودة إلى العمل قبل مرور 4 إلى 6 أسابيع، أما بالنسبة للمرضى الذين يزاولون أعمالاً مكتبية أو ماشابه فيمكنهمالقيام بالمهام الضرورية جداً عقب إجراء الجراحة بأيام قليلة. 4. متى يتم عمل نظارات طبية لمريض أجريت له عملية استخراج الماء الأبيض؟ يمكن تركيب عدسات لاصقة بصفة مؤقتة في غضون أسبوعين بعد إجراء العملية، ويمكن تركيب العدسات الدائمة في غضون 6-8 أسابيع. 5 ـ هل هناك وسيلة يمكن عملها لمنع تكون المياه البيضاء؟ لا توجد وسيلة لمنع ذلك إلا في حالات الإصابة الناتجة عن رض أو جرح والتي من الممكن تفادي تكونها باتباع أساليب السلامة الصحية. 6 ـ هل يتم استخراج الماء الأبيض من كلتا العينين في آن واحد؟ يجب إجراء العملية في كل عين على حدة، مع وجود فترة تتراوح ما بين أسبوع وأربعة أسابيع فيما بين الجراحتين وذلك حتى يتسنى للمريض تعلم كيفية استخدام النظارة الطبية بالنسبة لإحدى العينين. 7 ـ مانسبة نجاح الجراحة التي يتم فيها إدخال عدسة بلاستيكية أخرى في بؤبؤ العين؟ نسبة نجاح العملية 99%. 8 ـ هل ينتج عن جراحة استخراج المياه البيضاء أي تشوه؟ لا، وكقاعدة عامة فإنه حتى أخصائي العيون نفسه قد لا يكون قادراً على التأكد من أن شخصاً ما قد أجريت له جراحة استخراج الساد إلا إذا نظر إلى عين المريض. 9 ـ وماذا عن رؤية الألوان بعد الجراحة؟ من المدهش أن الألوان تصبح زاهية بشكل أفضل من ذي قبل حيث أن العدسة الطبيعية الصافية وغير المصابة بالماء الأبيض لاتسمح إلا بمرور كمية بسيطة من الألوان. التطورات الحديثة في علاج مرض المياه البيضاء (الساد): يعتبر استخراج الساد جراحياً من العين هو العلاج الحاسم والوحيد لهذا المرض، ولقد أدى تطوير الأساليب الجراحية إلى استحداث طرق جديدة في استخراج المياه البيضاء من العين وزراعة العدسة داخلها، وإن إتباع هذه الطريقةالجديدة في استخراج الساد من المحفظة، هي محاولة للمحافظة على المحفظة الخلفية ويتم إزالة الماء الأبيض بواسطة موجات صوتية تسبب تفتت المياه البيضاء وسحبها. يتم زلق العدسة داخل كيس المحفظة، يتم كل ذلك دون المساس بالجسم الزجاجي ممايقلل الفرصة لحدوث أي مضاعفات بعد العملية. وتتكون العدسة التي يتم زرعها داخل العين من مواد ليس لها أي نشاط كيميائي أو بيولوجي لذلك فهي لا تسبب أي تحسس أو ردود أفعال داخل العين. يمكن للمريض في الفترة التي تتبع إجراء العملية مباشرة، الجلوس في سريره أوالمشي داخل الغرفة، بل هناك إمكانية لخروجه من المستشفى، ومن الممكن أيضاًللمريض أن يتمكن من الرؤية دون استخدام العدسات اللاصقة أو النظارة الطبية.وباستخدام هذه الأساليب الحديثة يتم شفاء المريض إن شاء الله بصورة أسرع مما كان يحدث عند استخدام الأساليب القديمة، ويستعيد المرء نشاطه وحيويته بصورة مثيرة. د. خالد طبارة استاذ الأمراض العينية بكلية الطب ـ جامعة الملك سعود

Email