كتاب «الموسيقى الكبير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان الكتب: صاحب كتاب «الموسيقى الكبير» هو «أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي» وقد نسب الى مدينة «فاراب» احدى مدن خرسان، حيث ولد فيها، فلما شب شأنه في ذلك شأن العباقرة، هاجر من مسقط رأسه الى «بغداد» حيث كانت مهد الحضارة في العصر العباسي. في بغداد بدأ يأخذ العلوم من علمائها، وبخاصة في علم المنطق والفلسفة والعلوم الرياضية والحكمة والطب، وقد استطاع أن يتقن عدة لغات، ساعدته في استيعاب العلوم في اللغة المكتوبة فيها. يعتبر كتاب «الموسيقى الكبير» أحد أهم الكتب الموسيقية العربية التي وصلت إلينا، والتي ناقشت بشكل كبير جميع أمور الموسيقا، بشكليها النظري والتطبيقي، والتي عبرت عن المعرفة العربية للموسيقا، والحالة التي تناسب هذه الشخصية، بحيث أصبح الكتاب مرجعا أساسيا لمن يريد أن يعرف أساس هذه الموسيقا، وسمتها وطبيعتها. ومؤلفنا «أبو نصر الفارابي» من أولئك العباقرة الذين نستطيع وصفهم بالموسوعيين فهو اضافة الى معرفته المدهشة في العلوم النظرية الموسيقية، كان عارفا بالعلوم الرياضية والحكمة والطب والفلسفة، والتي ساهمت في تعميق معرفته الموسيقية، وقد ألف مؤلفات كثيرة في المنطق والفلسفة والعلوم الطبيعية، ولكنه اشتهر بصناعة الموسيقا والعلم بها، ويرجع ذلك الى كتابه «الموسيقى الكبير» ويشمل الكتاب الأول من كتاب «الموسيقى الكبير» جزأين، جزء في المدخل الى صناعة الموسيقى، والثاني الصناعة نفسها. وقد تناول في المقالة الأولى، المدخل في بحث أصل صناعة الموسيقا، ثم تناول أصناف الألحان وغاياتها، وهذه جعلها في ثلاثة أصناف: الألحان الملذة، وهي التي تكسب النفس لذة دون أن يكون لها صنع آخر في النفس، ثم الألحان المخيلة: وهي التي تفيد النفس وتدفعها الى التخيل وثالثا: الألحان الانفعالية: وهي التي تحدث الانفعالات. ثم تطرق المؤلف الى نشأة الألحان الغنائية في الانسان، وهي غريزة طبيعية في طلب اللذة أو التخيل أو الانفعالات، وهذه هي غايات الألحان. أما المقالة الثانية من المدخل، فهي بحث واف لمبادئ العلم بالصناعة، فتكلم أولا عن الألحان التي يمكن التي تعد طبيعية للانسان، ويعني بها الالحان التي عند الامم الذين مساكنهم وعيشهم على المجرى الطبيعي للانسان، وقد جعل الالحان التي تعد غير التي عند الامم الذين مساكنهم وعيشهم فيما يلي خط عرض 45 جنوبا، وفيما يلي خط عرض 15 شمالا، فهؤلاء ليست ألحانهم طبيعية بوجه ما للانسان. أما الجزء الثاني من كتاب «الموسيقى الكبير» فقد قسمه المؤلف الى ثلاثة فنون، كل منها في مقالتين: الفن الاول: الاصول في صناعة الموسيقا الفن الثاني: في الآلات المشهورة والنغم الفن الثالث: في تأليف الالحان الجزئية أما المقالة الاولى من الفن الاول، فقد بدأها بذكر كيفية حدوث الصوت والنغم في الاجسام، واسباب الحدة والثقل، ثم عرف مقادير الابعاد الحادثة بقسمة الوتر والجمع بين الابعاد وتفصيلها وقسمتها، وختم هذه المقالة بكلام مفصل في اصناف الاجناس، فجعلها في رتبتين: اجناس قوية، واخرى لينة. أما المقالة الثانية: فقد تكلم فيها أولا عن تعريف الجماعات التي تتألف من أكثر من جنس واحد، وكيفية ترتيب الاجناس، بين حدي الجمع، وقسم المجموع صنفين: مفصل ومتصل، ثم بين أسماء النغم اللاحقة في ترتيب الجموع. أما الفن الثاني فهو كتاب الآلات المشهورة، فذكر العود، وذكر الجمع المستعمل في هذه الآلة، والرسالتين التي كانت تحد مواضع النغم، والتسوية المشهورة لأوتارها، وتسويات أخرى. ثم ذكر كيف يبلغ في آلة العودة تمام الجمع، فزاد فيه وترا خامسا كان يسميه «الحاد». وفي المقالة الثانية: يذكر الطنبور واصناف المزامير وآلة الرباب والمعازف التي تسمع منها الاوتار مطلقة. أما الفن الثالث فهو في تأليف الالحان الجزئية وكيفية صناعة الالحان ثم عدد الانتقالات، واوضح عملية الحنجرة في الانسان. إعداد ـ محمد سطام الفهد

Email