«بلاك هوك داون».. اشبه بعمل تسجيلي ضخم لكارثة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

بفيلم «بلاك هوك داون» يخرج المنتج جيري براكهايمر ويخلص سمعته من الجدل اللزج الذي دار حول فيلم «بيرل هاربور» وعليه ان يتوجه بالشكر لصاحب الفضل في ذلك المخرج ريدلي سكوت. الفيلم المقتبس من كتاب «بلاك هوك داون: تاريخ الحرب المعاصرة» الذي كتبه مراسل صحيفة فيلادلفيا انكوايرو مارك باودن بعد سنوات من البحث وقيامه برحلة الى الصومال، والنص السينمائي تم اقتباسه من الكتاب والذي اعده كن نولان «في اول عمل مماثل له» يحاول ان يصل الى ابراز الجنود الامريكيين التابعين لوحدات قوات «الرانجرز» و«دلتا» الذين قتلوا او جرحوا ـ وهذه واحدة من نقاط ضعف الفيلم. الا ان قصتهم الجماعية قوية. في الثالث من اكتوبر 1993، كان مقررا وصول افراد بعثة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بطائرة هليكوبتر من اجل اختطاف اثنين من كبار اعوان الزعيم الصومالي محمد فرح عيديد الذي كان يخزن المواد الغذائية استعدادا لبسط سلطته على الشعب خلال الحرب الأهلية. وكان مقررا، أو مفروضا، الا تستغرق عملية الاختطاف اكثر من 45 دقيقة ـ حتى ان الجنود لم يحملوا معهم مطرات الماء ونظارات الرؤية في الليل. اعتقادا منهم انهم لن يحتاجوا اليها. وبعد 16 ساعة كان قد قتل 16 جنديا واصيب 73 بالمئة بجروح، ووقع ضحايا لا تحصى في الجانب الصومالي. ويتتبع الفيلم دون هوادة المجريات والأخطاء التي ارتكبت، الا انه من الصعب في مطلع الفيلم عدم تذكر فيلم «توب جان» فيلم براكهايمر الكاسح في العام 1986 من حيث تبادل نجومه المزاح المتمادي واظهار الشجاعة المتهورة. الا ان لهجة الفيلم تتغير بسرعة فور ان يبدأ تنفيذ العملية. السرجنت مات افرسمان «يلعب الدور جوش هرنيت» الشاب التابع لوحدة من الرانجرز المكلف بقيادة احدى المجموعات الاربع التي ستحتل البنى المستهدف، جندي منطقي هادئ. الا انه مكبوت الى درجة ان حديثه يبدو اشبه بالمواعظ. ويسبب جندي الرانجرز تود بلاكبورن «اورلاندو بلوم» سلسلة من الاحداث الكارثية عندما يعجز عن الامساك بالحبكة ويسقط من احدى هليكوبترات بلاك هوك من ارتفاع 20 مترا. وفي حين يتمكن الجنود من اسر عدد من السجناء يبدأ الصوماليون بالتقدم نحوهم. وتندلع معركة تمنع محاولات الجنود من الانسحاب. ثم يسقط صاروخ ار بي جي احدى طائرتي البلاك هوك وهي بقيادة المعاون اول كليف وولكوت «جيريمي بيفن» وتعم فوضى عارمة. وتضل قافلة عسكرية امريكية الطريق وهي متوجهة للمشاركة في انقاذ ركاب الحوامة. وفي نفس الوقت يهجم مسلحون صوماليون آخرون على موقع سقوط الطائرة. وتسقط طائرة هليكوبتر اخرى ويتم اسقاط المزيد من الجنود الامريكيين خلال محاولة استعادة السيطرة. ويفقد المزيد من الجنود ارواحهم. ويحاول اثنان من قادة الجنود اللفتنانت كولونيل في الرنجرز داني ماكنايت «توم سايزمور» والرقيب في وحدة الدلتا جيف ساندرسون «وليام نيتشر» جاهدين المحافظة برودة اعصابها في ارض المعركة. ويراقب الميجر وليام جايسون «سام شيبارد» مرتعبا، وهو جالس في مقر القيادة على بعد اميال من ميدان القتال، مجريات القتال على شاشات الكمبيوتر فيما تنتهي كل خطوة يقررها باراقة الدم. ثم يهبط الليل، وتبدأ معركة جديدة بعد ان بدا ان تبادل اطلاق النار قد انتهى. خدمة «اب» خاص لـ «البيان»

Email