صلاح السعدني : الفن شاغلي الأول والسياسة حرفتي، لولا عادل إمام لأصبحت سجينا أو زعيما

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبب صلاح السعدني في مأزق خطير لاتحاد الاذاعة والتلفزيون من غير قصد لمشاركته في قائمة مكدسة من الاعمال الفنية من مسلسلات تلفزيونية وافلام سيتم بثها جميعا في آن واحد خلال شهر رمضان المبارك، مما يتعارض مع ابسط قواعد التنسيق التي تمسك بها التلفزيون والتي تمنع اذاعة اكثر من عمل واحد لأي من الفنانين في الوقت نفسه. اوقع ذلك الجميع في ازمة واصبحت الحيرة سمة كافة المسئولين خاصة ان اختيار عمل واحد واستبعاد بقية الاعمال يعني غضب المخرجين والكتاب وكذلك نجوم الاعمال المستبعدة او عرضها جميعها وضرب كافة اللوائح والقوانين بعرض الحائط واصابة المشاهد بالملل لكثرة تكرار نفس الوجوه عليهم. والأعمال هي: «حديث الصباح والمساء» اخراج احمد صقر وقصة وحوار محسن زايد. والمسلسل الثاني «وجع البعاد» قصة وسيناريو وحوار يسري الجندي واخراج اسماعيل عبدالحافظ وبطولة محسنة توفيق وحسن حسني وخيرية احمد ورانيا فريد شوقي وسيد عبدالكريم. اما في المسلسل الاجتماعي «اهل الدنيا» قصة وسيناريو وحوار ناجي كامل واخراج رضا النجار يقوم بدور البطولة امام صلاح السعدني كل من: معالي زايد وامينة رزق وهالة فاخر وجميل راتب. وبعيدا عن هذا وذاك فلقد تلقى دعوة من هيئة الكتاب العربي بلبنان لمشاركة الجمهور اللبناني ندوة الفن المصري والعربي ودوره في التنمية ودور الفن في تحديات الوطن العربي في نوفمبر المقبل. يقول السعدني: الفن هو شاغلي الأول ولكن السياسة حرفتي وهوايتي، فأنا معجون في «مية» السياسة تخرجت من كلية السياسة، وكانت السياسة لعبة طلبتها والفن هواياتهم لذا فلقد قدمت هذه الكلية المعروفة باسم كلية الزراعة بجامعة القاهرة قائمة مكدسة من السياسيين اللامعين في مقدمتهم الدكتور الجريدلي والمهندس سيد مرعي رئيس البرلمان المصري الاسبق والدكتور الجنزوري رئيس الوزراء السابق والدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء الحالي. اما عن قائمة الفنانين يأتي في مقدمتهم الفنان عادل إمام وسمير غانم وزوجته دلال عبدالعزيز والفنان المنتصر بالله فضلا عن بيئة اسرية، طعام افطارها سياسة وهمومها سياسة. فشقيقي الاكبر هو الكاتب المشاكس محمود السعدني. وفي طفولتي وحتى مرحلتي الجامعية كنت احضر نفسي لكي اكون زعيم الامة عندما كان يقال صلاح الدين الايوبي كنت اعتقد انهم يقولون صلاح الدين السعدني وكنت اتخيل انني سوف اصبح مثل جمال عبدالناصر لان السياسة كما قلت كانت شاغلي الأول في تلك المرحلة بينما الفن كنت امارسه منذ ان كنت في الثانوية العامة. وعندما قابلت الفنان عادل إمام ووجدت بداخله هذا الحب الشديد للفن واشتركت معه في فرقة التمثيل بكلية الزراعة اقنعني ان الفن هو مستقبلي. وتصادف مع هذا طلب مسرح التلفزيون خريجي المعاهد والكليات لاتقدم بطلبي ونبدأ مرحلة جديدة وقطعنا اولى خطواتنا في الفن على الرغم من اننا كنا مازلنا طلبة ندرس بكلية الزراعة فأصبح الفن كل حياتي ولكن في الحقيقة التي لا يمكن ان انكرها انه لولا عادل امام ربما كنت حاليا في السجن او زعيما سياسيا لا اعلم. ولكن الغالب انني كنت في السجن. ـ لماذا التوقع بأنك ستكون بالسجن؟ ـ لك ان تتخيل انه في بداية السبعينات من القرن الماضي حدثت لي بعض الظروف السياسية لان الرئيس انور السادات رحمه الله فصلني من هيئة المسرح مع توفيق الحكيم واحمد بهاء الدين وكيانات اخرى كثيرة وشخصيات عامة لها وزنها مما اثر في مسيرتي الفنية كثيرا وكاد يقضي على آمالي وطموحاتي لابتعاد معظم الفنانين عن التعامل معي من منطلق «الرئيس لا يحبه ابعدوا عنه». كما ان اخي الاكبر الكاتب الصحفي محمود السعدني كان في السجن وهاجر الى الخارج فور الافراج عنه بالرغم من انني في تلك الفترة لم يكن لي اي ممارسات سياسية لكن قضيتنا في العالم الثالث انه ما دام هناك غضب على شقيقي الاكبر فلابد من ان ينالني نفس العقاب والجزاء واذا مارس اخي حقه في الممارسة السياسية واضير بسببها فلابد الجزاء يعمم فكان انهم فصلوني من الاتحاد الاشتراكي على الرغم من انني لست عضوا فيه. ولكنني الآن امارس السياسة الفنية وهي رؤى سياسية ووجه من اوجه السياسة المتعددة واكثر اهمية لأنه اذا كانت السياسة بألف وجه فهناك الفن بمليون وجه ورسالته مؤثرة ومدوية في كافة انحاء العالم، فالسياسة قديما «كانت تصنع في دهاليز القصور لكنها الآن في كل شيء في رغيف العيش وفي ازمة المواصلات وفي سرير المستشفى وفي السيولة النقدية وفي الازمة الاقتصادية. أليس التعبير عن هذه الاشياء يعطي دلالات سياسية على مدى تقدم هذا البلد من عدمه؟ ولكن الحديث فيها الآن منتشر في كافة الأماكن لزيادة الوعي الثقافي ولم تعد هناك عزلة عن العالم إذ لم يعد انتشار وسائل التقنيات الحديثة والاقمار الصناعية محدودا والفن ما هو إلا مرآة تعكس كل ما يطرأ على المجتمع من متغيرات. وانا عن نفسي مؤمن بأنني كفنان لا امارس مهنة بل امارس دورا اجتماعيا وبالطبع لضخامة نسبة الأمية المشاهد يتعلق ويقتنع بكل حرف ينطق به ويقلده في حركاته وسكناته ويصبح جزءا من وجدانه لذلك اذا لم يدرك كل من الساحة الفنية من فنانين واذا لم يقدموا اعمالا تساعد هؤلاء على حل مشكلاتهم وطرح قضاياهم وتثير اهتمامهم. ان لم يحدث هذا فسوف يسيء الى كل الفنانين ولن تضيف اليه، لذلك انا احاول جاهدا ان اجد العمل الذي يضيف ويحقق كل هذا واذا لم اجده فلن اكون متواجدا على الشاشة. ـ ما هو العمل الذي تعتز به؟ ـ جميع اعمالي الفنية اعتز بها بداية من اول عمل سينمائى وهو «شياطين الليل». وهناك «ليالي الحلمية» كمسلسل تلفزيوني و«شحاتين ونبلاء» الذي حصلت عنه على 11 جائزة. ـ ما هو اللون الفني الذي تجد نفسك فيه؟ ـ لي اشياء كثيرة ممكن تصل الى المتناقضات ولكنها الحقيقة فأنا اجد نفسي في دور ابن البلد واعشق كتابات الساخر احمد رجب واقرأ لمحمود السعدني وانيس منصور ونجيب محفوظ واخشى ركوب الطائرات والاتوبيس والسيارة والأماكن المرتفعة مثل الجبال والابراج العالية، ومن عاداتي الاستلقاء على ظهري اثناء القراءة في اوقات فراغي لمعاناتي من آلام الغضروف واحضرت كنبة خصيصا بمنزلي للاستلقاء عليها. القاهرة ـ عبداللطيف خاطر

Email