رحيل الجزائري مصطفى بديع.. مدرسة اخراجية لصيقة بواقع الجزائريين وهمومهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ووري الثرى أمس الأول بالعاصمة الجزائرية جثمان المخرج الكبير مصطفى بديع في جو مهيب وبحضور جمع غفير من الفنانين ورجال الثقافة والسياسة والوزراء ونواب البرلمان ومحبيه من مختلف الأوساط الشعبية. وقد توفي بديع ليلة الأربعاء الماضي عن عمر يناهز الرابعة والسبعين بعد صراع طويل مع المرض، وكان في مقدمة المعزين رئيس الحكومة علي بن فليس. ويعتبر مصطفى بديع ألمع مخرجي السينما الجزائرية الى جانب محمد الأخضر حمينا وروني فوتييه الفرنسي الجزائري وأحد مؤسسي السينما إبان الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وعمار العسكري. ويحظى بشعبية واسعة من خلال الأفلام والمسلسلات التي أخرجها وهي كلها لصيقة بواقع الجزائريين. ومن أهم أعماله مسلسل «الحريق» المقتبس من رواية الكاتب الجزائري الكبير محمد ديب الذي أخرجه في نهاية الستينيات، ويروي قصة الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الجزائري من خلال عينة من العائلات ملتصقة بالحياة وتكافح يوميا من أجل العيش والكرامة. الرواية كتبها محمد ديب في بداية الخمسينيات حين كانت الجزائر مستعمرة فرنسية، وقيل إنها ساهمت بقسط وافر في تحريك القوى السياسية والفئات المثقفة خصوصا لتعبئة القوى الشعبية وحشدها للثورة. وبث التلفزيون الجزائري المسلسل أربع مرات لكن الناس في كل مرة يكتشفون فيه مزيدا من التفاصيل عن تاريخ بلادهم. كما أخرج مصطى بديع أفلاما ثورية واجتماعية عديدة منها « Z » و «حسن طيرو» مختصر عبارة «تيروريست» أي الارهابي وهي التسمية التي كان الاستعمار يطلقها على المجاهدين الجزائريين، وعشرات من الأفلام والأعمال التلفزيونية والسينمائية المختلفة. ويطلق رجال السينما في الجزائر على المخرج مصطفى بديع اسم «البروفيسور» أو «المدرسة» . الجزائر ـ مراد الطرابلسي

Email