أبطال «الطاحونة الحمراء» يتحدثون عن أحداثه.. المخرج لورمان: الابداع الفني لا جنسية له وفيلمي استرالي أمريكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي الشهير لهذا العام بعنوان «مولان روج»، أي الطاحونة الحمراء، من إخراج باز لورمان، المخرج الاسترالي، الذي دوت له قاعات عرض المهرجان بالتصفيق عام 1992 عندما عرض فيلمه «قاعة الرقص». أبطال الفيلم مولان روج هم نيكول كيدمان وإيوان مكجروجر، وجيم برودبنت وجون ليجزامو. وتجري أحداث فيلم مولان روج في عام 1899، وترويها عيون الشخصية الرئيسية في الفيلم كريستيان، الذي يقوم بدوره مكجروجر. وكان كريستيان كاتبا فقيرا وقع في حب سامتين التي تقوم بدورها نيكول كيدمان. لكن دوقاً ينازعه على حبها ويريدها لنفسه. ومن خلال الموسيقى والأغاني، جعل المخرج من فيلمه الطاحونة الحمراء أوبرا سينمائية محورها الأول الحب. وفي الحوار التالي مع المخرج باز لورمان عن هذا الفيلم، يتحدث عن فلسفته وكيفية إبداع هذا العمل السينمائي. شارك في الحوار أيضا بطلا الفيلم نيكول كديمان وإيوان مكجروجر. ـ ما هي ردود الفعل التي تريد أن تثيرها في المشاهدين بهذا الفيلم؟ ـ لابد أن يختلف رد فعل الجمهور حول هذا الفيلم من مكان لآخر، لأنهم بشر والبشر يختلفون. لكنني أعتقد أن المحور الأساسي في هذا الفيلم هو الحب، رغم أننا في اللغة السينمائية المرئية نأخذ من كثير من الثقافات الشعبية سعيا لتوصيل الرسالة إلى الجماهير. ـ الفيلم من إنتاج فوكس الأمريكية وتم تصويره في استراليا، فهل هو أمريكي أم استرالي؟ ـ إذا تحدثنا عن الفيلم باعتباره استراليا لأنه صور في استراليا وبفريق عمل غالبيته من الاستراليين فهو استرالي، أما إذا تحدثنا عن التمويل لانتاجه فهو تمويل أمريكي مما يجعله فيلما أمريكيا، لكنني لا أحبذ هذه التصنيفات، لأنه إبداع، والإبداع الفني ليس له جنسية بالضرورة. إن هذا الفيلم إبداع عالمي، لكنه على المستوى الرسمي، سجل في المسابقة الرسمية لمهرجان كان على أنه فيلم استرالي. التمييز البصري ـ هل هناك شيء مميز بصريا يجعل الفيلم استراليا؟ ـ أولا أحب أن أقول انه لغة سينمائية طورناها لتكون لغة خاصة بنا، وبالتالي فهذا يعطيه صفة الاسترالية. وهناك كثير من المخرجين السينمائيين يطورون لغة سينمائية خاصة بهم لكنني أود الفصل هنا، ليس لأن اللغة السينمائية هنا استرالية، لابد أن يكون الموضوع استراليا بالضرورة. فهذا الموضوع قد تحدث أحداثه في أي مكان في العالم، لكن ما يميزه بالاسترالية هو لغته السينمائية. ـ وكيف تصنف فيلم الطاحونة الحمراء وقصته؟ ـ هذا ما أسميه أنا سينما الستائر الحمراء أو السينما المسرحية، هناك بعض القواعد لذلك، أولا هو يقوم على أساطير، ولابد أن نتوقع نهايتها عندما نرى بدايتها. ثانيا في فيلم قاعة الرقص، وهو عن اسطورة التغلب على الاحباط. وثالثا العمل هو أداة لإثارة وجدان الجمهور في كل الأوقات حتى يعوا انهم يشاهدون فيلما سينمائيا هذه القواعد الثلاث تعمل في الوقت نفسه، وقد قضينا وقتا طويلا في التجريب من أجل إخراج هذا العمل. حماس شديد وننتقل بالحديث إلى بطلة الفيلم الممثلة الأمريكية الشهيرة نيكول كيدمان. ـ نيكول كيدمان عزوفة عن الحوارات الصحفية بسبب بعض المشكلات في حياتها الشخصية التي تناولتها الصحافة. وقدومك إلى كان حيث عشرات الصحفيين لابد يعني أنك من أشد المتحمسين لفيلم الطاحونة الحمراء، أليس كذلك؟ ـ بالطبع لو كانت الظروف غير الحالية، لما جلست أمام كل صحفي على حدة لأتحدث عن حياتي الخاصة وأشكرك لأنك لم تفعل ذلك، بخصوص هذا الفيلم أشعر إنني فخورة جدا به، وقد عملنا كلنا بجد حقيقي لإخراج هذا الفيلم، وانتظرنا وقتا طويلا حتى اكتمل. ـ هل يعني ذلك أن تبذلي كل ما في وسعك لكي يشاهد الجمهور هذا الفيلم؟ ـ من حيث الدعاية لهذا الفيلم أعتقد أن هذا أمر مهم جدا، لأنه ليس من النوع الذي يقول عنه الناس «نعم نريد أن نذهب ونشاهد هذا الفيلم». أعني أن الفيلم غنائي، ومن الصعب جداً وصفه في جملتين. لكن الانطباع الذي أخذناه عن كل من شاهد هذا الفيلم، أنه لم ير شيئا كهذا من قبل، وأنهم استمتعوا به. هذا أمر مثير وأنا فخورة به جدا وسعيدة أنني مثلت فيلما من اخراج باز (لورمان) ومع الممثل إيوان والآخرين أيضا، وأن يكون الفيلم هو افتتاح مهرجان كان. ـ من الذي حدد الأغاني في الفيلم ومن الذي اختارها؟ ـ أولا فكرة موسيقى حديثة في فيلم تقع أحداثه في زمن قديم ليست أول مرة تحدث. لكن فكرة استخدام أغان شهيرة، فقد فحصنا الأغاني واخترنا منها وراعينا أن تكون مناسبة من حيث الكلمات والشخصية، أنا وجريج بيرس قمنا من اليوم الأول بفحص مئات الأغاني. كنا نجلس ونقول في ذاك المشهد هذه الأغنية تعبر هكذا. وهكذا. ـ ما رأيك في كل الأغاني؟ ـ من الواضح أنه كان يجب الحصول على حقوق عرض هذه الأغاني، وقد كلف ذلك الكثير، لكن غالبية الفنانين الذين أعطونا أغانيهم كانوا كرماء ولم يبخلوا علينا، وكان ذلك في استطاعتهم وأعتقد أن كلها أغان رائعة. ويتدخل المخرج لورمان في الحديث ليقول: بالطبع كانوا كلهم كرماء جدا. والمطرب الوحيد الذي رفض كان لأسباب دينية، وأنا أحترم ذلك، ثم تعود نيكول كيدمان للحديث لتقول: كل هذه الأغاني حاربنا من أجلها واضطر باز لورمان لخوض معارك من أجلها وواجه تحديات كبيرة، لكنه اتخذ القرار الصائب. طريقة غير عادية ثم يتناول الحديث الممثل مكجريجور أيضا في الوقت نفسه. ـ يقال انك مكجريجور وكيدمان أعددتما لهذا الفيلم بطريقة غير عادية.. كيف كان ذلك؟ ـ أقمنا ورشة عمل أنا وكيدمان لمدة أسبوعين من عامين أو ثلاثة. ولم نكن نعرف بعضنا، وكان علينا أن نغني ونرقص ونؤدي كوميديا جسدية وأشياء من هذا القبيل معا. إنها طريقة غريبة للتعارف، لكنها جيدة لبداية صداقة جديدة. ـ مشهد الاعتراف بحبكما كان رائعا، هل كان صعبا عند تصويره؟ ـ كيدمان: كان علينا أن نغني مقاطع من أغان عاطفية. وكان علينا أن نفعل ذلك في أول يومين من العمل، وهذا أمر صعب فعلا. ـ عند هذا الحد، أصبح الفيلم كأنه أوبرا سينمائية؟ ـ يجيب المخرج لورمان: إن الأمر كان عبارة عن تحويل الأغاني إلى حوار مهما كان رد فعل الجمهور في كل أنحاء العالم يقول الناس عندما يتبادل الأحباء الأغاني، كأنهم يتكلمون. ـ هل كان التمثيل بالغناء صعبا؟ ـ تجيب نيكول كيدمان: في الواقع وجدته أسهل أن أمثل عن طريق الغناء. هذا الغناء يطيل الحركة ويسمح لك بالاختباء وراءه. الحقيقة عندما كان مكجرويجور يغني لي، كان الأمر مثل السحر، وهو ما أردنا أن نضعه في الفيلم. على أي حال لم يكن الأمر شديد الصعوبة. ـ هل لديك أغنية حب مفضلة سيدة كيدمان؟ ـ هذا يتوقف على الشخص الذي أحبه، فليس هناك أغنية معينة بالذات. ـ هل كان الأمر مثيرا بالنسبة لك؟ ـ بالطبع كممثلة شعرت بإثارة شديدة، لأنك منذ البداية تشعر بنفسك داخل العمل، المخرج لورمان يضعك بداخله تماما، وتشعر بأنك مكرس فقط لهذا العمل، وتشعر بالأمان، لأنه يعرف ما يفعل. وهو صديق أيضا. فيلم غنائي ـ هل تمثيلين فيلما غنائيا اخر سيدة كيدمان بعد أن نال هذا الفيلم منك صحيا؟ ـ بالطبع أتمنى أن أقوم ببطولة فيلم غنائي آخر وأتمنى أن يكون مع باز لورمان أيضا. ـ وهل تفكرين في تقديم مسرحية غنائية على خشبات برودواي؟ ـ بالطبع الأداء على المسرح صعب جدا على الصوت ولابد أن أتدرب من أجل ذلك كثيرا إذا أقدمت عليه. وأنا أحب ذلك بالفعل،. حتى عندما تمثل فيلما غنائيا لابد أن تراعي حالتك الصحية والجسمانية لأنه أمر مرهق ويحتاج إلى استعدادات. ـ هل نسمع منك شيئا في التو من أغاني الفيلم؟ ـ لقد اتفقت أنا ومكجرويجور ألا نغني أيا من أغاني الفيلم في أي حفل، لأن الأمر سيكون محرجا جدا.

Email