للنساء فقط لاننا ابتلينا في ايامنا هذه بالغث من الغناء والسطحي من الثقافة والرخيص من الفكر, تحاصر اسماعنا وابصارنا وعقولنا وتخل أرواحنا سواء قبلنا ام لم نقبل, فان اطفالنا الصغار الذين تلتقط اسماعهم وابصارهم ذاك ايضا يتحولون مع مرور الوقت الى ببغاوات يرددون كل ذلك الغث.

ت + ت - الحجم الطبيعي

والاغرب من ذلك اننا نساعدهم على ذلك بارادتنا, فنحن نبتسم بل ونفرح حينما نسمع صغيرا يردد اغنية لا تمت الى طفولته بصلة ونعتقد ان طفلنا يتمتع بمقدرة على التقليد ومحاكاة ما ينتشر وما يسود.. ولا تعجب ان ترى طفلا صغيرا يطلب من والده ان يشتري له كاسيت المطرب الفلاني.. اغان تبث لواعج عشق ميت بأسلوب لا يمت للموسيقى الراقية بشيء, متجردة من جمالياتها العليا يترنح معها الطفل البريء ويردد كلماتها الركيكة ونحن دون المشاعر... يغني الطفل امامنا اغاني العشق والفراق والغيرة ونضحك لانه يدهشنا ان يفعل الصغار ذلك.. يحدث هذا كل يوم وكل ساعة.. ولان حجم انتشار الرخيص من الغناء اكثر من انتشار الغناء الرزين والغناء المعد اصلا للاطفال نندفع بهذا الاتجاه دون وعي منا ولا حكمة. ولانه لا توجد جهة تنتج بالحجم نفسه من الاغاني الرخيصة اغاني معبرة وخاصة بالطفل, فان الاخر لا يغني الا ذاك الغث.. في قناة فضائية مخصصة للاطفال هناك اغنيات للطفل جيدة وتحمل معاني تربوية واخرى تتغنى بجماليات الطبيعة وتبث افكارا مناسبة, لكن تبقى هذه القناة كالقشة في بحر من الاذاعات والفضائيات التي لا تستعرض الا النقيض. اطفالنا واذواقهم امانة وهم براء مما تبثه افكارنا الرخيصة.. ومن لديه طفل يطلب اغنية رخيصة عليه ان يفعل المستحيل ليعيد ذوقه البريء الى براءته الطبيعية. بوغانم

Email