مغنية اوبرالية سورية فازت في مسابقة الملكة اليزابيث ، اعلامنا مازال مقصرا تجاه الاعمال الاوبرالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حازت الفنانة لبانة قنطار على المركز الخامس من اصل مئة وخمسين مغنية اوبرالية شاركن في المسابقة العالمية للغناء الاوبرالي المقامة في بروكسيل مسابقة الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا ويأتي انتصار لبانة في الوقت الذي تجاوزت فيه عدة مراحل للوصول الى المرحلة الاخيرة والمتضمنة اثنتي عشرة مسابقة. وتكريما لهذا الفوز قامت شركة فنية بلجيكية بتسجيل اسطوانات (C.D) وتوزيعها عالميا في الوقت الذي صار مرحبا بلبانة في كل دور الاوبرا العالمية. لبانة قنطار خريجة معهد الموسيقى بدمشق وقد بدأت بالتدريب على الغناء الاوبرا منذ المراحل الاولى حيث اصبحت بعد تخرجها مدرسة مادة الصوت في المعهد العالي للموسيقى وسبق لها ان حصدت الجوائز والاعجاب في اكثر المهرجانات التي شاركت فيها. (البيان) التقت لبانة قنطار وسألتها عن هذا الفن وعلاقته بالجمهور وآفاق هذه العلاقة في الحوار التالي: * ماذا عن اختيارك احتراف الغناء الاوبرالي خصوصا وانه فن وافد علينا ومازالت علاقتنا به جانبية؟ ـ جاء اختياري للغناء الاوبرالي نتيجة لايماني العميق بضرورة الدراسة الاكاديمية للغناء بشكل عام, اذ حتى تكون ناجحا في اي عمل يجب ان تصقل معرفتك به. وفن الاوربرا هو فن عريق وشامل لجميع الفنون من غناء وتمثيل وباليه وموسيقى ولقد جعلني دخول هذا الفن الى ثقافتنا اول المتقدمين للدراسة لأنه فن عالمي يساهم في اغناء الحياة الثقافية كما يسهم في تعريف المجتمع بهذا الفن الراقي ومعرفة هذا الفن ضرورة وحاجة لمجتمع مثل مجتمعنا ولا يجب ان تكون علاقتنا به هشة. * كيف يمكن تهيئة الجمهور للتواصل مع هذا النوع من الغناء ونحن لا نملك شروطه الاولى؟ ـ دائما تكون البداية صعبة ولكن مسألة التواصل مع الجمهور بسيطة جدا علما ان هذا الفن لم يقدم للجمهور بصورة تجعله يعتاد على سماعه فوسائلنا كانت ومازالت مقصرة بتقديم الاعمال الاوبرالية, ومع الاسف فهي مواظبة على تقديم الفن الهابط الاستهلاكي الذي يساهم في ابعاد الجمهور عن الفنون الحقيقية وجعله يعتقد ان هذا هو الفن وهذه هي الموسيقى الحقيقية اما بالنسبة للكوادر والطاقات فهي نوعا ما موجودة بامكانات يمكن ان تتطور عن طريق اتباع دورات متخصصة في مجال الاضاءة والحركة المسرحية والاخراج لاسيما ان تجربة (دايدو واينياس) التي سبق وقدمناها في دمشق كانت مفيدة جدا حيث قام الكادر البريطاني بتدريب كوادر سورية على جميع الاختصاصات كما ارسل البعض الى دورات تدريبية في الخارج وهذا هو السبيل الامثل لامتلاك الخبرة والمعرفة. * وماذا عن بداياتك في هذا الفن؟ ـ كنت متحمسة جدا لتعليم هذا النوع من الغناء خاصة ان علاقتي بالاوبرا بدأت قبل دراسته فكنت استمع الى المغنيات الكبار مثل ماريا كالاس وكيري تاكاناوا وكنت اندهش لتلك الامكانات الرائعة التي يتمتعون بها وعند افتتاح قسم الغناء الاوبرالي في المعهد العالي للموسيقى كان حماسي شديدا رغم استغراب بعض الاصدقاء والمعارف الذين لم يكونوا من المشجعين وكنت دائما اعتقد ان اي قطعة فنية جميلة تؤثر بأي فنان او موسيقي فالموسيقى لغة الشعوب ونتاج لمشاعر انسانية وليس من الصعب علي ان احس باغنية مهما كانت لغتها فكيف اذا قمنا بغنائها؟ * هل تعتقدين ان دراستك في المعهد العالي للموسيقى تؤهلك لتكوني مغنية اوبرالية محترفة؟ * اكسبتني دراستي في المعهد على يد المغنية الروسية غالينا خالدييفا صوتا متينا وذا مساحة كبيرة وهذا ما تشهد به المدرسة الروسية لقد قامت بتأسيسي كمغنية اوبرا محترفة بمساعدة زوجها عازف البيانو روستام جوبا يدولين كانت تضعنا في جو الاوبرا التي كنت اعمل على غناء قطعة او آريا (اغنية طويلة ضمن الاوبرا) منها حيث كانت تساعدني على الفهم العميق لهذه الاريا ودراستها وغنائها كما اراد المؤلف. اما في منهاج المعهد فإن قسم التمثيل يأتي مكملا لفن الاوبرا واعتقد انه من الضروري ان يكون هناك اساتذة للتمثيل والحركة المسرحية الى جانب اساتذة الغناء لقد كانت لنا تجارب في مجال الغناء والتمثيل مع المغنية الانجليزية شونا بيزلي وقدمنا العديد من العروض الاوبرالية على مسرح المعهد وتكرار التجربة ضروري وهام بالنسبة للطلاب والجمهور. وسافرت كثيرا الى اوروبا بشأن حضور دورات تدريبية للغناء الاوبرالي وكان اهمها دراستي سنة كاملة في الكلية الملكية البريطانية في لندن على يد مغن واستاذ مشهور هو كينيث ويليم والمغنية البريطانية جراتسييلا موتي فهذا اكسبني خبرة وافادني كثيرا ان كان على مستوى تقنيات الغناء او من ناحية التعامل مع الاغاني وفهم المدارس المتعددة لهذا الفن ومن ناحية التمثيل كان هناك قسم خاص مؤلف من مخرج واستاذ غناء وعازف بيانو ومغنين اخرين نقوم بتمثيل فصل صغير من عرض اوبرا وهذا بالضبط ما كان ينقصني. * هل تعتقدين ان من الانصاف تصنيفك كمغنية اوبرالية اولى في سوريا؟ ما الذي جعلك تحملين هذا اللقب؟ ـ لا تهمني الالقاب كثيرا وربما اتت كنتيجة طبيعية بالنسبة للاوساط الثقافية والصحفية مع اول حفل قامت به الاوركسترا السمفونية الوطنية بمشاركة الغناء الاوبرالي وكنت فعلا اول من غنى هذا الفن في سوريا مع حفل ترافق بالاعتراف رسميا بالاوركسترا السورية بقيادة الاستاذ صلحي الوادي وكنت حينها طالبة في السنة الثانية في المعهد واتذكر خبيرة الغناء الروسية حين امسكت بيدي وقالت لي.. انها لحظات تاريخية ان تكوني اول من غنى الاوبرا في سوريا شعرت حينها بمسئولية كبيرة وبأهمية هذه اللحظات ليس على المستوى الشخصي فقط وانما بالنسبة لبلدي سوريا فقد كانت الخطوة الاولى في سبيل التواصل الموسيقي العالمي. ومن ناحية اخرى فبالرغم من وجود مغنيات اخريات في نفس صف الغناء ونفس السنة الدراسية مثل نعمى عمران ووفاء سفر.. فلقد جاءت تجربتهم بالغناء مع الاوركسترا الوطنية لاحقة اي بعد سنتين من غنائي فيها وفي صف الغناء كان ترتيبي خلال سنوات الدراسة هو الاول من حيث العلامات التي تقررها اللجنة. * هل يمكن لمغن اوبرالي ان يجمع بين هذا النوع من الغناء وانواع اخرى؟ كالغناء الشرقي مثلا؟ ـ في بداية الدراسة لا ينصح بجمع الغناء الاوبرالي مع غيره من الانواع لأن تقنية الغناء تختلف في كل طريقة عن الاخرى وهذا خطر جدا على الصوت والحنجرة. فغناء الاوبرا يعتمد بالدرجة الاولى على الغناء الصوت المستعار اي الغناء بمساعدة (الرنين الرأسي) اما الغناء الشرقي فيأتي مباشرة من الحنجرة ويسمى (الغناء بالصوت المسطح) ولكن عندما يستقر الصوت بعد التدريب لسنوات يمكن ان يغني المرء بشكل يخفف الضغط على حنجرته بعد ان يكون المغني قد امتلك قدرة كبيرة في السيطرة على جهاز التصويت لديه بالنسبة لي اغني اي شيء يخطر ببالي ان كان مقطوعات اوبرالية او اغنية شعبية عربية المهم ان احب تلك الاغنية وتعجبني ولكن بحكم علاقتي المهنية والاكاديمية مع الغناء الاوبرالي لمدة طويلة جعلني اهتم بشكل خاص بسماع اغان لمؤلفين عالميين مثل فيردي ـ تشايكوفسكي ـ باخ ـ وشوبيرت.

Email