الشاعر السوداني الصادق الرضى: الذاكرة وطن شائل.. ومنفى ملتبس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشاعر السوداني (الشاب) الصادق احمد محمد ابو بكر (الصادق الرضى) من مواليد مدينة ام درمان في 25 (يناير) 1969م, تلقى تعليمه الاولي والثانوي بام درمان, ونال عضوية اتحاد الكتاب السودانيين في العام 1986م, وحاز الجائزة الاولى لشعراء السودان الشباب ، عن منظمة (امنستي سودان) 1986م, نشرت اعماله بالصحف والمجلات السودانية والعربية, صدرت مجموعته الشعرية الاولى (غناء العزلة) عن دار ألف للنشر ـ الخرطوم 1996م, فيما صدرت مجموعته الثانية (متاهة السلطان) عن دار الخرطوم للنشر ـ الخرطوم 1997م, يعمل الرضى محررا بالصحافة الثقافية السودانية. لمناسبة صدور مجموعتيه الشعريتين, وحول تجربته الشعرية التقيناه في هذا الحديث الذي اثرنا, خلاله, حذف الاسئلة والمداخلات لينساب الكلام سهلا. (الاغنية اول من صادف الذاكرة ـ ذاكرتي ذواقة الحزن الاول ـ الحزن نكهتها ويتابع الرضى حديثه عن المرجعية, فيضيف ـ ليس الاغنية بمعناها السهل البسيط, ربما دعمت الاغنية الشعبية البسيطة الالحان والارتجالية الصياغة وذات الايقاع (الايقاعات) المميز تشكيل الذات, كوجدان ظامئ الى كل ما هو (اشتر) بشكل خصوصي وحميم.. الذاكرة وطن شائك ومنفى ملتبس, ولا مرجعية جمالية ابعد من عمق الغوص اليومي في الجسد, جسد المدينة, القرية, الحبيبة, الروح, اصدق ان امرأة اخرجتني من الجنة, ولكنني احن الى رحمة الاخرى تلك اطعمتني حنينها, وانا لا اذكر من الغابة الاولى سوى صوت الجذع المجوف, وصمت الافاعي بشراين ذات ضحى رأيت فيه اللون البني بين ساقين من شجرة الصمغ, انا لا افكر الا في الظلام هو صديق اليد التي تدهن الحائط وتنقش الابر على العصب) . (اول من قرأت بشكل فطري (ايليا ابو ماضي) و(الصاغ محمود ابو بكر) صاحب (اكواب بابل) ثم (ديوان الامام الشافعي) كما قرأت (احمد محمد صالح) صاحب (مع الاحرار, كانت تلك اول قراءاتي الادبية تقريبا في العام 1980م وكنت في السنة الرابعة الابتدائية, انا من اسرة فقيرة بمعنى انه لم تكن لدينا مكتبة بالمنزل, نمت تجربتي المعرفية بعناء شديد. محاولة التعرف على مرجعية فكرية هكذا, وقولها كذلك, امر ليس بالحميم بالنسبة لي) . (متاهة السلطان) هو كتابي الاول بعد (غناء العزلة) ـ يستطرد الرضى, ويزيد ـ (غناء العزلة) مجموعة شعرية ضمنتها بداياتي التي اظن انني عثرت فيها على بعض ملامح صوتي الخاص كنت احلم به لحد ما: (متاهة السلطان) , قبل كتابته بزمن, احلم بكتاب شعري ليس مجموعة قصائد (اتفسح) فيها بعمق كله, كل نص يعمل لحسابه الخاص وكل النصوص تعمل لحساب نص: (متاهة السلطان) حلمت بوحدة تجمع هذا التنافر الذي احسه في عصبي: ولتكن جسدا, يا ايها الشعر ـ اخضر كن نفسا في لساني لأرعى قبائل صوتي ـ على صمتها ساهرا وحيدا ارى (حلم) العالم نسيج الاصابع ـ (متاهة السلطان) في الفضاء الشعري, ارى انني شاعر من لدن محمد المهدي المجذوب وعبدالرحيم ابو ذكرى, كما ارى انني من لدن سعدي يوسف و .. اخرين, ليس تهافتا ولكن هناك ما احسه في الدم وهو متقدم, انا اطمح الى وطن جديد وهو يتخلق الان كتابة ودما.. لا اضيف. اعتمد على الاحلام ـ يواصل الرضى: في التوم تحدث لي اشياء حقيقية وصادقة, لي علاقات خاصة بضيوف احبها قريبة الى جسدي, كما جسد امرأة احبها واشتهيها يضيف الى علاقتي باللغة والكون كذلك جسد الشجرة ولونها بالذات, ضف الى ذلك (هلاوس) يومية في مناطق انسانية لا يرتادها الذوق العام. انا لا اقدم معالجات بلاغية, هناك مشروع للكتابة في اللغة, انا اعتمد على عجينة خاصة بين اللغة بفصاحتها وعاميتها, لي وسائل خاصة اعتد بها, وهي قيد التخلق) . بالنسبة لي دائما هناك فكرة, يخلص الرضى, ويختتم: رؤية ـ لابد ان اكتبها, للمفردة اكثر من مرادف, كما لها اكثر من دلالة, كيف يمكن وضع مفردة بعينها في جملة محددة بحيث لا تشع بأكثر من معنى ودلالة, اي كيف يمكن لك وضعها حيث تعبر عن ما تريد لها ان تعبر عنه بالضبط؟ هذا ما شغلني لزمن وهكذا افكر بالكتابة.. ليس بهذه البساطة فحسب ولكن هذه اشارة من اشارات) . محمد الاسباط ـ الخرطوم

Email