بتمويل من وكالة جايكا اليابانية والبرنامج الانمائي للامم المتحدة، انارة ست قرى ريفية بالطاقة الشمسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة هي الاولى من نوعها في سوريا, تم انارة ست قرى ريفية بالطاقة الشمسية, وذلك في اطار برنامج شامل يتوقع استكماله قريبا بانارة قرى اخرى وتوسيع استخدامات هذه الطاقة الهامة, وقد قدمت وكالة جايكا اليابانية والبرنامج الانمائي للامم المتحدة مساعدة مادية وفنية للحكومة السورية, حتى تم تحقيق هذا الانجاز الكبير . بدايات المشروع عن بدايات تطبيق هذا المشروع قال الدكتور عبدالهادي الزين, المشرف على المشروع من الجانب السوري: بدئ في عام 1994 بتنفيذ أول مشروع في قريتي ابو صرة والمشيرفة جنوب العاصمة دمشق, بالتعاون مع مكتب الطاقات المتجددة في رئاسة مجلس الوزراء, وبتمويل من البرنامج الانمائي للامم المتحدة, حيث تم تركيب ستة انظمة كهروضوئية مستقلة لكل منزل في قرية المشيرفة, واستطاعة النظام الواحد 50 واط اعظمي, وفي قرية ابو صرة تم تركيب سبعة انظمة مستقلة استطاعة النظام الواحد 350 واط اعظمي, اضافة الى نظام مركزي استطاعته 3.6 كيلو واط اعظمي يؤمن هذا النظام المركزي الطاقة الكهربائية لتغذية ستة منازل, كما يمكن لمدخرات النظام ان تؤمن تغذية الاحمال الكهربائية لمدة ثلاثة ايام متواصلة خلال الايام الغائمة او غير المشمسة. اما مشروع حلب فقد تم التعاون مع وكالة جايكا اليابانية, وجاء تأكيدا لعلاقات التعاون القائمة بين سوريا واليابان, ونجاح المشاريع المنفذة بين الجانبين, حيث تم اختيار سوريا باعتبارها بلدا مشمسا لتنفيذ واختبار التقنيات المستخدمة, وكان ان وقع الاختيار على ريف حلب نظرا لوجود قرى عديدة دون كهرباء, وتبلغ مدة المشروع خمس سنوات وبمعونة مالية تبلغ حوالي 10 ملايين دولار, تبلغ قيمة التجهيزات الموردة (المركبة) نحو 5 ملايين دولار تقريبا. وقد تم اختيار اربع قرى ريفية غير منارة, وعلى اساس سهولة الوصول اليها لمتابعة اعمال المشروع, وملاحظة تطورات الاستخدام, والتطبيقات التي نفذت في المشروع هي الانارة او تغذية المنازل بالطاقة الكهربائية, وضخ المياه وتحليتها بحيث تصبح صالحة للشرب, وتم تركيب نظام مركزي استطاعته 35 كيلو واط هي كافية لتغطية او امداد 40 الى 50 منزلا ريفيا بالطاقة الكهربائية, وفي القرى الاخرى الباقية تم تركيب نظم مختلفة كأنظمة انارة مستقلة وبثلاث استطاعات, ففي قرية فدرة ركب 15 نظاما مستقلا استطاعة اللوحات الكهروضوئية 00_ واط, وفي قرية قاطورة ركب 34 نظاما استطاعة الواحد 300 واط, وفي قرية رسم الشيخ خليف ركب 17 نظاما استطاعة الواحد 530 واط. وفيما يتعلق بضخ المياه وتحليتها قال الدكتور عبدالهادي الزين ان نظام الضخ الذي ركب في رسم الشيخ في نهاية العام يؤمن 20م3 يوميا الى جانبه ستركب محلية بالطاقة الشمسية, على مبدأ التناضخ العكسي ويمكن ان تؤمن 2.5م3 يوميا كقيمة وسطية وعلى مدار السنة. واضاف ان الانظمة التي ركبت حتى الآن تعمل بشكل ممتاز وخاصة النظام المركزي الذي تم اختباره في اول شتاء يمر عليه واقصد عامي ,97 98 ولم يلاحظ خلال ذلك اي نقص في الطاقة باستثناء بعض الايام التي كانت غائمة ونفس الامر بالنسبة لمشروع جنوب دمشق. توقعات مستقبلية يوضح الدكتور الزين انه في سوريا حاليا حوالي 4000 قرية غير منارة بالطاقة الكهربائية, وهي ذات نسب سكانية متدنية, نفترض ان نصف هذا العدد سيتم انارته بالطاقة الكهروضوئية (الشمسية) وعلى افتراض ان كل قرية تحتوي على 25 منزلا, فان عدد المنازل الاجمالية يبلغ 50 الف منزل واذا افترضنا ان كل منزل يحتاج الى لوحات كهروضوئية باستطاعة 10 واط كحد اصغري, فانه يلزمنا 5 ميجاواط كطاقة متاحة حاليا للاستخدام في الريف السوري. تجاوب كبير بيوت القرى الريفية القديمة, والتي لاتزال مبنية من التراب والطين, حاليا يشاهدها الزائر وهي تحمل لوحات الطاقة الشمسية, وهي مفارقة مدهشة ان تجمع بين التقنية الحضارية المتطورة وبين جذور الماضي واصالته.. لكن هل الناس قادرون على التعامل مع هذه الخطوة المهمة؟ العاملون في المشروع يقولون ان هناك تجاوبا كبيرا من المواطنين, الذين سرهم ان يشاهدوا التلفزيون والاستماع الى المذياع, والاحتفاظ بمأكولاتهم في البرادات.. البداية كانت مهمة توعيتهم بأهمية هذا المشروع متعبة بعض الشيء, كذلك الامر فيما يتعلق بتعليمهم اساليب وطرق التعامل مع النظام وكيفية استخدامه وخاصة الانظمة المستقلة والمركبة فوق المنازل. وهناك حاليا خطوات تنسيقية بين الجهات المعنية ووزارة الكهرباء لتعميم هذه التجربة على الريف السوري, لكن يعتقد ان ذلك يتطلب وقتا كبيرا نوعا ما, لأن الوزارة مشغولة الان بمحاولة ايصال خدمات الشبكة الكهربائية لكافة المناطق والقرى مهما كانت الاسباب التي حالت في القديم دون انارتها, لكن تبقى بعض المناطق يصعب تخديمها بالكهرباء عبر الشبكة التقليدية, حتى في الدول المتقدمة هناك ارياف معزولة ولا يمكن ان تصل اليها الكهرباء, وهذا السعي لا ينفي وجود اتجاه متزايد في سوريا لاستخدامات الطاقة الشمسية ومنها انارة الفنارات على الساحل السوري والذي يعمل بشكل جيد, عوضا عن البطاريات التي كانت لا تعمل بشكل جيد ومفيد. دمشق ـ زياد غصن

Email