بعدما اعترضت على احداثه شخصيات اجتماعية وفنية: مسلسل(باب الحديد)ثير الجدل في ندوة أقيمت بحلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن انتهى عرض مسلسل (باب الحديد) للروائي فيصل خرتش والمخرج رضوان شاهين اثير جدل واسع حوله بين الأوساط الشعبية والثقافية . فقد اتهم الكاتب بأنه رصد حقبة زمنية تناولت لمحات اجتماعية وسلبية لمدينة حلب وقد جاء هذا الاتهام عبر احتجاج رسمي قدم للجهات المسؤولة في المدينة من قبل عائلات حلبية معروفة والتي اعتبرت ان المسلسل قد أساء إلى اسمها وإلى المدينة وعاداتها وان ما تم عرضه إنما هو تشويه للواقع المخزون في الذاكرة الشعبية الحلبية. في حين اعتبره آخرون عملا فنيا يرصد شرائح اجتماعية مختلفة واثر النكسة عليها مركزا على التحولات النفسية لشخصياتها. ولحسم هذا الجدال أقيمت ندوة في حلب عن المسلسل حضرها المخرج نبيل المالح وكاتب المسلسل ومخرجه والفنانون عمر حجو وإيمان الغوري وبعض الأدباء والنقاد في حلب وقد بدأ الكاتب فيصل خرتش مدافعا عن نصه التلفزيوني الأول للدراما السورية بقوله: لقد رصدت فترة من تاريخ حياتي في هذه المدينة وما حدث بين عامي 1967 ــ ,1973 فقدمت شخصيات درامية واقعية ومتخيلة وأنا ممن عاش تلك المرحلة وما كتب كان من أحداث واقع حقيقي عشناه جميعا, لقد قمت باستعادة شخصيات تلك المرحلة والتي كانت مهمشة في زمن الحرب وما بعده. أنا أقدم بشرا يحبون ويكرهون.. بعد مشاهدتي للمسلسل وجدت شخصيات في الحدث الدرامي لم أقم بكتابتها مثل شخصية (الدبوش) وان المخرج قام بتغيير محاور الشخصيات التي كتبتها فشخصية كرمو الحميماتي تتحول في نصي المكتوب إلى طيار مثلا. وما شاهدناه كان شيئا آخر, هذا المسلسل هو أول نص درامي لي وسأحاول الاستفادة من الأخطاء التي وقعت بها. وردا على سؤال وجه إليه عن محور شخصية غادة التي قتلت في المسلسل والتي أساءت لأسماء عائلات حلبية, أجاب خرتش: ان هذه الشخصية وما حدث لها وما ترمز إليه موجودة في الواقع الحلبي والعربي أيضا والسبب هو واقع التخلف والجهل السائد في المنطقة العربية آنذاك وان الأديب الراحل أديب النحوي هو أول من كتب عن هذه الشخصية في مدينة حلب. المخرج رضوان شاهين قال في مداخلته: لقد قدمت رؤيتي الاخراجية للنص المكتوب وقمت بالمعالجة الدرامية لبعض مشاهده ومن حقي كمخرج التدخل واعادة صياغة ما هو مكتوب ليتناسب مع الرؤية والاسلوب, وباب الحديد ليس حيا من أحياء مدينة حلب فحسب وإنما هو حي شعبي في كل بلد عربي, وللباب رمزيته في شارة المقدمة والنهاية وهو ببساطة باب حديدي منيع في وجه الاعداء إذا تغلب على مفاهيم التخلف والجهل. في حين عبر المخرج السوري نبيل المالح عن اعجابه بالمسلسل فقال: لقد اضاف المسلسل للدراما السورية كاتبا جديدا يدعى فيصل خرتش يتميز بقدرته على جذب القارئ لعوالم احداث عمله اما المخرج رضوان شاهين فقد كان شفافا وله اسلوبية ممتعة واستطاع تقديم البيئة الحلبية بجمالية مدهشة وهو سينمائي موهوب.. انا ممن اعجب بهذا العمل رغم مآخذي القليلة المتعلقة بتصوير المشاهد ذات الحواريات الحميمية والتي كانت تتطلب تقطيعا مشهديا اكثر عمقا ورصدا لانفعالات الممثل بالاضافة الى حواريات صورت بأداء مدرسي.. في هذا المسلسل شاهدت ممثلين مبدعين مثل الفنان عمر حجو وايمان الغوري وبسام كوسا ونجوى قندقجي. اما الكاتب التلفزيوني زهير امير براق والذي سيعرض له في رمضان المقبل مسلسل (حي المزار) وهو انتاج مشترك بين تلفزيون دبي والتلفزيون السوري والذي يرصد المرحلة الزمنية ذاتها فقد اشار الى ان المسلسل يخلو من الصراع الدرامي ولا يوجد تصاعد في احداثه لكن المخرج اجتهد على النص رغم ركاكة الحوار وضعف الحبكة الدرامية فيه. في حين تناول الاديب نجم الدين السمان العمل من محورين اولهما نمطية الشخصيات عبر سياق المسلسل حيث تم تقديمها بطريقة سردية. والمحور الثاني وفي اعتقاده هو مطب العمل فكريا فبعد حدوث تحولات الوعي فيه كان من المفترض طرد شخصية ذباح البقر من الحارة الا ان ما حدث جاء في مصالحة اجتماعية غير مقنعة ثم اشار الى المماطلة في استعراض حلب بطريقة سياحية في مشاهد العرس والحمام ومشاهد القلعة.

Email