استراحة البيان: رثــاء: يكتبها اليوم- محمد خليفة بن حاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل نيف من الزمان قضى شقيقه التوأم بحادث سيارة, وهاهو, يترجل ليلحق بذلك الشقيق وبالسبب عينه, انها مشيئة الخالق وقدرته التي لا مفر لنا من الايمان بها والاذعان لها, فنحن البشر أتينا إلى الحياة لنرحل عنها بعد حين واذا ما كانت الحياة حقا فإن الموت حق ايضا , حقيقة لا يتنكر لها الا المجنون, يدركها العاقل في يقظته ومنامه, تعلمها الأرواح والقلوب على السواء. لقد لحق فارس بفراس ولما يبلغ من العمر الا القليل ولكنه ترك لاهله واترابه ذكرى تتضوع طيبا وعبيرا, ذكرى الاخلاق الجميلة والسلوك الحسن, فيارب ارفق به واغفر له واسكنه الجنان مع الصالحين المؤمنين. سألتُ بنيتي عما تعاني أجابت: آه من غدر الزمان فقد خطف الردى نجلاً عزيزاً لجارك يا أبي فارفق بشاني وقد لبى نداء الحق غرا مليئا بالطموح وبالأماني ثوى يا والدي غصنا رطيبا ولطفا مثل لطف الاقحوان صغيرا فات لم يظفر بصيت سوى حسن التأدب والمعاني فساد الهول يا أبت ثقيلاً علينا كلنا, ثقل الهوان وصرنا لا نرى إلا وجوما تمر به الدقائق والثواني فإن ترى يا أبي دمعي غزيرا فقد شاهدت حزن ذويه قاني تفجع امه وبكا أخيه ولوعة اخته مهد الحنان ووحشة منزل كانت تبارى به الافراح خاضبة البنان عليه ــ أبي ــ لبست الحزن ثوبا حدادا فانتهيت كما تراني سلاماً يا بنية سامحيني جوابك في الحقيقة قد كواني وشلّت قدرة التعبير عندي كأني قد خلقت بلا لسان

Email