ضمن أنشطة ملتقى الثلاثاء الاسبوعي،أبو زيد حرز الله باستضافة اتحاد كتاب وأدباء الامارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الامارات وفي اطار ملتقى الثلاثاء الاسبوعي الشاعر الجزائري(أبو زيد حرزالله)في أمسية شعرية تضمنت إطلالة على تجارب وأعمال هذا الشاعر الذي ينتمي الى ساحة ثقافية عربية قلما نتواصل معها ونتخاطب مع حركتها الشعرية والابداعية بصورة عامة .أمسية ابو زيد حرز الله جاءت حميمة ودافئة المناخ حيث فضل الشاعر أن يقدم قصائده في الفسحة الخارجية لمبنى اتحاد الكتاب والاستمتاع بالمساء الشتوي الناعم, ولذلك ساهم هذا الطقس باقتراب قصائد الشاعر ووصول مضامينها الى الجمهور القليل الذي تابع الامسية وكان تبرير مقدمها الدكتور عمر عبد العزيز بأن الناس وبعد الفعاليات العديدة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب يعيشون حالة من الاسترخاء الطبيعي, وعلى ما يبدو ومن عموم الانشطة والفعاليات الثقافية قبل وخلال وبعد العرض أن الناس تعاني من حالة الاسترخاء هذه وقد تكون حالة استرخاء دائمة وتحديداً فيما يتعلق بالثقافة وصنوفها. الشاعر في هذه الامسية ركز على الجزائر مقدماً قراءات شعرية, شاعرية وغنائية حاول من خلالها البوح والحديث عن تفاصيل عذابات هذا البلد الممزق والذي هدرت دماء شعبه على مدى السنوات المنصرمة. حينما أوصدت بابها فتحت موطناً للجراح غرق البحر في ملحه صامتاً غير أن قصائد أبو زيد رغم ارتباطها بذلك المواجع ظلت رصينة وبعيدة عن المباشرة والتناول الانفعالي, فاتحاً نوافذه وتجلياته على دفعات من شفافية الكلمة وحميمة الجملة الشعرية التي حافظ فيها على ايقاعية ممتعة اعطت قصائده كل ما يلزم لتكون دافئة تعلق بالذاكرة وتحفز الشعور على التيقظ والتواصل معها. تبرز في قصائد هذا الشاعر أهمية المكان وتلك العلاقة التي تربط بينه وبين عشرات التفاصيل الصغيرة والتي ترسم خارطة القصيدة ومفرداتها, وفي عموم قصائده يظل الشاعر محافظ على تلك المسافة الواعية بينه وبين الآخر, مكانياً وانسانياً, وكأنه يتخذ صفة الرواي و الشاهد على مايحدث يعبر الأرصفة الباردة يتجلى في أمسيات المدينة, تبوح له الاشجار العارية بما لديها من مكنون, يتابع خطو غرباء الليل الذين لا هدى لهم وكأنهم يمضون إلى نقطة مجهولة في هذا العالم الموحش. ابوزيد في إطلالته القصيرة خلال هذه الامسية عبر بكل ما لديه عن جملة من المكنونات الدفينة المفرحة حينا والمؤلمة اغلب الاحيان راسما مشهديات بحرية متنوعة حاولت تجسيد المعنى في اطار حركي بصري يزاوج بين الفكرة بعمقها والبوح الشفاف, فالشاعر وعلى ما بدى هو من اولئك الذين لا يزالون يؤمنون بأهمية الكلمة التي تعبر عن نفسها وتفتح لذاتها ابوابا ونوافذ يطل من خلالها المتلقي على مساحات الشعر والمعنى. ولم يكن في نهاية هذه الامسية الا ان يتضرع الحديث حول المشرق والمغرب ابداعيا وتلك القطيعة التي فرضتها الكثير من العوامل واشار ابوزيد الى ان راهن الشعر الجزائري لا يمكن فصله عن السائد في الشعر العربي رغم هذه القطيعة المفروضة مع المشرق وتظل الاسباب متعددة فكل ما ينشر يظل داخل اطاره الجغرافي وغياب سوق الكتاب ادى بصورة مباشرة الى غياب الكثير من الاسماء الا ان جيل الثمانينات استطاع ان يحقق حضورا على الساحة الشعرية كاسرا اسوار المحلية الى بقية اقطار الوطن العربي, كما تفرع الحديث الى اللغة العربية مالها وما عليها بين المشرق والمغرب ومدى التأثر بفرنسا والتيارات الادبية الغربية. كتب: حازم سليمان

Email