استراحة البيان:متى ننشد للوطن؟بقلم- سعيد حمدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما اقتربت عدسة الكاميرا في احدى مباريات كأس الخليج من المنتخب الكويتي, كان كل افراد الفريق تتحرك شفاههم بالنشيد اثناء عزف السلام الوطني الكويتي , وعندما تحركت الكاميرا نحو المنصة الرئيسية كان الشيخ أحمد الفهد وأعضاء الوفد من خلفه يرددون ايضا نشيد الوطن. العلم هو الرمز الاول للوطن, وعزف السلام الوطني يعني ان تقف احتراما واجلالا لهذا الوطن, في موسيقى السلام الوطني تشعر بالكبرياء, بالعزة, بالفخر, بحب هذا الوطن يتجدد في دواخلك وعندما تردد النشيد تشعر ان وطنك هو الاعلى, هو الاغلى, هو الاجمل. معانٍ أدبية كبيرة يحملها هذا السلام وهذا النشيد, وكل دولة تحاول ان تزرع هذا الحب والنظام لرمزية العلم في اطفالها منذ مراحل دراستهم الاولى. قبل سنوات طويلة عندما كنا على مقاعد الدراسة كنا نشعر بهذا الخوف وهذا الحب لهذه الموسيقى تعزف كل صباح, ونرقب حركة العلم, نرفع رؤوسنا معه حتى يستقر عاليا. هل مازال هذا الانضباط, وروح الرهبة والولاء للعلم موجودة في مدارسنا؟ اشك ان تكون موجودة اليوم بتلك الصورة التي كنا نعيشها في ذلك الزمن, اذكر قبل عشر سنوات كنا نشهد بروفة تخرج احدى دفعات الجامعة, والبروفة تتطلب اعادة مشاهد الحفل اكثر من مرة ليخرج الحفل النهائي بالصورة المطلوبة, في تلك البروفة كان معالي الشيخ نهيان بن مبارك الرئيس الاعلى للجامعة حاضرا, يتحاور مع مجموعة من المشرفين على الحفل, وجاءت فقرة السلام الوطني ضمن البروفة, فوقف الرئيس الاعلى للجامعة ومن معه, وانتهى عزف السلام, واستعد الجميع للجلوس الا الشيخ نهيان ظل واقفا, وتبدل وجهه الباسم إلى ملامح غاضبة, وطلب من احد المساعدين ان يقوم باخراج اثنين من طلبة الكشافة كانا يقفان في آخر القاعة, وان يتم كذلك فصلهما من مجموعة الكشافة. الذنب الذي ارتكبه هذان الاثنان انهما ظلا يضحكان ويتحركان اثناء عزف السلام. غضب رئيس الجامعة لهذا التصرف الذي بدر من بعض رجال الكشافة, ومن شباب في هذا العمر, يعدهم الوطن ليكونوا قادته. هذه حادثة في صالة مغلقة واثناء أداء بروفة روتينية, ماذا لو وقع مثل هذا التصرف في الحفل الرسمي امام ضيوف الحفل وضيوف شاشة التلفزيون في البث الحي؟ بالتأكيد ان الموضوع سيكون اكبر, وتصرف رئيس الجامعة اشد, اليوم هل لاتزال الصورة هكذا من التشدد في اللزوميات؟! قبل فترة كنت امام التلفزيون اتابع وقائع حدث ينقل على الهواء مباشرة, توقفت العدسة أمام ضيوف المنصة الرئيسية عندما بدأ عزف موسيقى الدخول, فجأة وقف اكثر من شخص في الصفوف الخلفية, معتقدين ان هذه الموسيقى هي موسيقى السلام الوطني! تجولت عين الكاميرا لتعود للمنصة مع عزف السلام الوطني الحقيقي, فاذا بمجوعة من الافراد من وسط المنصة تظهر الشاشة ملامحهم واضحة وهم منشغلون بالحديث والحركة في اللحظة التي يعزف فيها سلام الوطن. صورة تتكرر كثيرا يحدث ان ننسى قواعد البروتوكول, ولكن لابد ان نتذكرها جيدا عندما نكون ضيوفا في حدث هام, وضيف المنصة وهو مرتديا زيه الرسمي يعلم انه على الهواء في أية لحظة تلتفت فيها نحوه عدسة التلفزيون. لنتذكر العلم جيدا, ونغمة موسيقى السلام الوطني, وننشد لهذا الوطن, ولكن اين هو هذا النشيد؟ النشيد القديم الذي كنا نردده في المدرسة, رأت وزارة الاعلام قبل سنتين ان تستبدله ونظمت مسابقة ضخمة لذلك. نحن في حاجة إلى البحث من جديد في مشروع نشيد الوطن, وبالتذكير ايضا في مدارسنا ومؤسساتنا, في اعلامنا بنغمة السلام الوطني, وان يظل هذا العلم حاضرا امامنا دائما.

Email