سرّها في متاحف خاصة بها: عطور فرنسا ليست للشم فقط بل لفهم التراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

السياح الذين يتنزهون على بوليفارات باريس هذه الأيام يتبعون الاشارات التي تتلقاها أنوفهم للوصول إلى مؤسسة هي فرنسية مائة بالمائة, أي متحف العطور . أو إلى واحدة من مؤسسات العطور الكبيرة التي أخذت تنبت كالزهور البرية في كافة أحياء المدينة, فمحل (سيفورا) للعطور فتح أبوابه أمام محبي الأريج الفرنسي في العام 1993 ومنذ ذلك الوقت توسع حتى بات يملك 54 بوتيكا للعطور. في وسط محل سيفورا على جادة الشانزيليزيه, يمكن للزائر أن يرى (الأنف) في (الأورجان) ــ أي خبير العطور الذي له أنف شديدة الحساسية وهو يعمل في مكان عرض نصف دائري (الأورجان) تعرض فيه مئات القوارير من (الأساس العطري) . (العطور, كما ترى, ليست مجرد سلعة للشراء والبيع, إنها شيء يجب أن يدرس) . يقول باسكال ماريشال, الناطق باسم محل سيفورا إن فكرة سيفورا هي مساعدة الزبائن على رؤية عالم صناعة العطور عن كثب ومعرفة ماهية العطور بالتمام. إننا نساعد على انشاء ثقافة تدور حول العطور. (أورجان) العطور أي بؤرة العرض, هو نقطة الانطلاق بالنسبة للزيارة الأولى. ويقول ماريشال انه في هذا المكان (تشم عطور الحياة, اننا ندعك تشم رائحة القهوة والشاي والطبشور والزهور. وشيئا فشيئا نكتشف معا الروائح التي تتذكرها في طفولتك) . الأورجان في محل بارفان فراجونار يضم نوعا من العطور ويستطيع (الأنف) أن يتعرف على 300 إلى 400 عطر دفعة واحدة, أما الشخص العادي فلا يستطيع أن يميز إلا بين ست إلى ثماني روائح. سيرج كالوجين وهو أحد حوالي 200 (أنف) في العالم, يعمل في معمل عطور فراجونار في جراس بفرنسا منذ أكثر من 30 سنة. انه يؤكد على ان فرنسا هي زعيمة هذه الصناعة. ويقول كالوجين: (هذا أمر تقليدي معترف به. إن غالبية العطور انطلقت هنا, والمسألة هي مسألة سمعة ونوعية) . وانها بالنسبة للفرنسيين, مسألة اعتزاز وطني أيضا. ويضيف كالوجين: (إن العطور لها أهمية بالغة بالنسبة إلينا, انها جزء لا يتجزأ من تراثنا الوطني. انها تمثل بلدنا) . وإذا كنت تريد أن تكتشف أكثر عن ابتكار وتاريخ العطور فيمكنك أن تبدأ بزيارة أحد متحفين للعطور تابعين لفراجونار في باريس. دليل الزيارة يشرح لك طريقة التقطير: توضع بتلات الزهور في جهاز التقطير ويعبر البخار في الزهور ويجمع الرائحة فينتج أريج بخاري يتحول إلى سائل عندما يبرد وينزل من صنبور موجود أسفل جهاز التقطير) . ويحتاج صنع عطر ما من 20 إلى 15 بالمائة من الأساس المستعمل. وماء التواليت يحتاج إلى 15 بالمائة والكولونيا يتألف من ستة بالمائة من الأساس. وتنجز التركيبة بماء الزهور والكحول. إن صنع الكيلو جرام الواحد من الأساس يحتاج إلى ما يتراوح بين خمسة وستة أطنان من بتلات الزهور. في مؤسسة فراجونار الموضة العطرية الدارجة هذه الأيام هي فئة الزهور الطازجة وفئة عطور الفاكهة مثل الجريب فروت. ويقول ماريشال إن الزبون هذه الأيام يطلب العطور الشفافة التي تذكر المتعطر بالخفة والنقاء وهذا ينطبق أيضا على تصميم القوارير. وبالنسبة للمستقبل, يقول كالوجين إن العطور ستكون موجودة في كل المجالات, من البنزين المعطر إلى صالات السينما التي ستفوح فيها روائح متناسبة مع الفيلم المعروض على الشاشة. باريس ــ أدريا كيمينو - خدمة أ.ب

Email