الى اللقاء: مشهد العام الدراسي:بقلم- فاطمة محمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان يوم امس هو الثالث على بدء طلبة وطالبات المرحلتين الاعدادية والثانوية بمباشرة الدراسة, وهو الثالث على التوالي للسباق(الماراثوني)نحو المكتبات. الاحياء السكنية تعج بعودة الحركة الصباحية المبكرة, فلا تكاد ساحة تخلو من تجمع المنتظرين والمنتظرات لقدوم الحافلة المدرسية . اهتمام اولياء الامور بمرافقة ابنائهم ملحوظ في هذه الفترة وخاصة تجاه البنات لحين ركوبهن الباص, ندعو ان يستمر هذا التعاون بغض النظر عن كمية الغبار والاتربة التي تقشّعها (حوافر) الحافلات, فتغمر الوجوه المتفائلة, وتغبّر الثياب المدرسية المكوية, وتعفر الاحذية المصقولة اللامعة. يركب الابناء الحافلات مشفوعين بدعوات السلامة والحفظ ولكأنهم ذاهبون الى حرب, انما عودتهم تكشف ضرورة ذاك القلق. فالمدارس لم تكتمل بعد صيانتها, ومخلفات الصيانة والعمل من مسامير, وقطع الحديد, الاحجار, الاسمنت مازالت تحتل مساحات شاسعة من افنية المدارس, بعض المدارس التي اعلن عن انتهاء اعمال الصيانة بها لم يكن ذلك اكثر من طلاء الجدران الخارجية, اما الداخل فلاتزال مشاكل المكيفات, والتمديدات الكهربائية, دورات المياه, الحنفيات قائمة ومعظمها يئن تحت كومات الاتربة والصدأ والعطل من العام. اما مستخدمو النقل المدرسي فإن الامر حتى اليوم الثالث لم ينتظم تماما بعد فلايزال السائقون يدرسون الطريق المناسب, والايسر, والمعبّد, والجاهز, لان معظم الطرقات تشكو من التصليحات, والتحويلات بالاضافة الى القطع المؤقت الذي يقوم به عمال البلدية الذين تتزامن همتهم بالتنظيف مع خروج الحافلات ليس قبل ولا بعد. اما ما يختص بالكتب والادوات التي لا نعلم ما تمنحه الوزارة منها بالاضافة الى الكتب فحدث ولا حرج.. لم يتسلم الطلبة بعد كل كتب المنهج, لكنهم بدأوا بعمل كشوفات الطلبات التي بدأت تزدحم, ويكفي مرورا سريعا ناحية اي مكتبة قرطاسية حتى يدفعك الاختناق (والخناق) للبحث عن اخرى.. فكل يحمل (لستة) طلباته.. ملف لكل مادة وكل ملف لون, و(ياويل اللي ما يحصّل اللون المطلوب) , خاصة اذا كان قد نفد, ناهيك عن باقي المطالب, الاقلام بأشكال والوان مختلفة, (الكشاكيل) التي تفوق وزن الكتب بألوان مختلفة هي الاخرى, الالوان, واطباق مزجها, حتى الطباشير واقلام الكتابة على (السبورة) فان الطلبة يتكفلون بشرائها. هذا الوضع لا يستثني احدا ابدا, وبما اننا من مرتادي المكتبات للاغراض نفسها فقد لفت انتباهنا رجل خمسيني يصطحب مجموعة من ابنائه من كل المراحل حيث فقد السيطرة على محفظته ووقته على ما يبدو فانفجرت اعصابه على أحد الاولاد فصاح مهددا اياه بتحطيم رأسه ان لم يتخل عنها ويعيدها.. ولم نعرف ما هي..؟ هذه مشاهد اما المشهد الآخر يتمثل بأحلام الطلبة والطالبات والهيئة التدريسية واولياء الامور التي راودتهم طوال فترة الاجازة الصيفية لكنها تبخرت في نهايتها مع الغاء.. او تأجيل تنفيذ قرار اجازة الخميس. ان ذلك لا يعني التشكيك في النوايا والجهود مطلقا, لكنه يطرح استفهامات.. لماذا؟ والى متى؟.. تبقى الامور حتى اللحظات الاخيرة!

Email