بخور وصناعة أثاث من سعف النخيل وصناعة الفخار: القرية العمانية تجسيد حي للتراث الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

القرية العمانية تعبق بالبخور العماني وتستقبل ضيوفها بالحلوى العمانية وتهديهم الخنجر العماني الشهير, القرية العمانية استطاعت ان تعكس بعضا من تراث وتقاليد عمان العريق الضارب في القدم والتاريخ, والتراث العماني يعطي نموذجا مختلفا من التراث الخليجي الممتد على ساحل الخليج . الخنجر العماني ولعل اول ما يلفت النظر ركن البخور العماني المميز والذي جابت السفن العمانية بقاع الارض عبر التاريخ لجلبه ولهذا تصبح شهرة البخور العماني ملازمة لشهرة اهل عمان في الملاحة وسير نمور البحار والجزر وبجانب البخور تجذبك رائحة الحلوى العمانية الشهية التي ظل سر صنعها وتركيبتها المميز يتناقله ابناء عمان جيلا بعد جيل. اما الخنجر العماني فهذا وحده رمز وتراث عريق برع فيه الصانع العماني وابدع الصانع التقليدي في تزيينه وصنعه الدقيق. احمد بن سيف سعود الفرقاني انتقل بمحله من منطقة نزوة بعمان ليشارك في القرية العمانية ضمن مهرجان دبي للتسوق, يقول احمد ان الخنجر العماني يتميز بأنه تراث قديم لازم العماني منذ مئات السنين وهو عدة انواع اهمها السعيدي وتستخدمه الاسرة المالكة وهو افخر الانواع وادقها صنعا ويصنع بكامله من الفضة الخالصة ثم تأتي خناجر الصورى والزراق والمعجون وافضلها ما يصنع من قرون الزراف والفضة والحديد والخشب وتتراوح اسعار الخناجر ما بين 300 درهم الى 2000 درهم. ويقول احمد بن سيف ان الخناجر اصبحت الآن مجرد زينة يلبسها الرجال كجزء من الزي الوطني وليس سلاحا كما كان في الماضي وحتى لباسها لا يحدث الا في المناسبات الرسمية او حفلات الزواج ولأنها جزء من التراث اليمني يحرص الرجال على التمنطق بها خلال هذه المناسبات. سيوف قديمة وحديثة ويعرض أحمد بن سيف السيوف القديمة والحديثة وتتراوح اسعارها حسب قدمها فالجديد يبدأ سعره من 150 درهما والقديم يصل 5000 درهم. ويحتوي محل أحمد بن سعيد على قلائد فضية قديمة كانت تستخدمها النساء في السابق وما زالت تستخدم في الأرياف الا أنها أختفت تماما في المدينة وبجانب القلائد يرقد (المندوس) هذا الصندوق القديم المعروف في منطقة الخليج والعالم العربي بشكل عام فهو خزانة الملابس والأشياء القيمة منذ عهد بعيد وظل حتى وقت قريب يستخدم في معظم البلدان العربية في ظهر الأثاث الحديث لينزوي المندوس ويصبح جزءا من التاريخ والتراث العريق. أثاث من السعف تعود الانسان ان يستفيد من البيئة التي حوله فيستعين بها في صنع أدواته التي يستخدمها في حياته منذ العهد الحجري الذي صنع الانسان منه سلاحه وأدواته حتى اكتشف الزراعة وأستعان بسيقان الأشجار وأوراقها في صنع أوداته التي هي أقل حدة من الصخر. وفي المنطقة العربية لعب النخيل دورا مهما في حياة الانسان فله من هذه الشجرة الباسقة الغذاء والمنزل والأدوات طوال عقود من الزمان. والان ما زال النخيل يقوم بهذا الدور رغم تطور الحياة واستغناء الانسان عن كثير مما تقدمه لكن ظل بعض من حاجاته يأتيه من هذه الشجرة المباركة. جلس زهران عبدالله زهران يضع كرسيا من جريد وسعف النخيل بدقة متناهية, يقول زهران: ان هذه الصناعة قديمة جدا وتوجد بشكل منتشر في ولايات البريمي والرستار وبهلة ونزوة بعمان وما زالت الاسرة العمانية تستخدم هذا النوع من الاثاث الذي يعتبر جزءا من التراث العماني بجانب استخدام الاثاث الحديث ويستغرق صنع طقم الكراسي المكون من ستة كراسي عشرين يوما ويباع بــ 700 درهم. صناعات من السعف ويقول زهران: سعف النخيل يدخل في كثير من الصناعات اليدوية مثل (الميشان) لحفظ الرطب والمروحة التقليدية و(المكب) لغطاء الأكل وكثير من الادوات المنزلية الاخرى. وعلى جانب آخر جلس شاب عماني يصنع الفخار بدقة ويعرض الكثير من الأواني الفخارية والزهريات. ولعل هذه الصناعة القديمة مازالت تلقى رواجا في صنع ديكور المنازل وبعض الاواني للزينة اكثر من الاستخدام المنزلي. كتب - صلاح عمر الشيخ

Email