في ملتقى الموسيقى التقليدية في الخليج: فيصل التميمي يقرأ ملامح الإبداع في الفنون البحرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن ندوات ملتقى الموسيقى التقليدية في الخليج الذي تنظمه دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة في بيت الموسيقى قدم الباحث فيصل التميمي رئيس الفرقة القومية القطرية للفنون الشعبية امس الاول محاضرة حول الفن البحري تناول فيها الخصائص الفنية للفن الذي ابتدعه الاجداد في مواجهة صراعهم المرير مع البحر, كما تناول التميمي الخصائص الموسيقية والادوات المستخدمة وانواع الايقاعات والمقامات المستخدمة في الفن البحري والغجري والعدساني... واشار الى ان البحارة كانوا يقضون اربعة شهور كاملة على سطح السفينة في مساحة صغيرة تجمع عددا كبيرا منهم ولانهم يواجهون واقعا عمليا صعبا ومضنيا كان لابد من التغلب على هذا الكفاح المرير بالفن لهذا كانوا يغنون ويصفقون ويدقون الطبول ويعتمدون على كفوفهم في توقيع الالحان وهذا ما جعل ايقاع الفن البحري يحير بعض الموسيقيين العرب عندما ارادوا دراسة هذا الفن, حيث اعتقدوا انه يعتمد على ايقاعات الطبول والدفوف ونسوا ان يحسبوا حساب ايقاع التصفيق... واشار الباحث التميمي الى ان البحارة لم تكن لديهم دراية بالمقامات الموسيقية ولكنهم ابتدعوا هذا الفن بالفطرة واستنبطوه من ايقاعات حياتهم البحرية, فالنهام الذي يتميز يصوت قوي لديه المقدرة على اداء الطبقات الصوتية العالية التي لا يستطيع العديد من مطربي هذا الجيل الوصول اليها كما ان النهام يسبح بصوته وهو يردد المواويل فوق ايقاعات المجموعة مما يجعل من مهمة تقليده صعبة. وقال التميمي: ان حياة البحر أفرزت انواعا من الفن البحري ارتبطت بشكل مباشر مع المهمات التي يؤديها البحارة فوق سفينة الغوص ومنها مثلا فن الدوارى الذي يعتمد على صوت الطبل والصاجات وتصفيق البحارة, ويمارس هذا النوع عندما يسحب البحارة حبل المرساة من البحر, فهم يقفون في صفين متقابلين ويبدأون في الغناء بطريقة تتناسب مع سحب الحبل, وهناك ايضا فن الجيب وهو مرتبط بعملية رفع الشراع الصغير في السفينة وطبيعة العمل هي التي تحدد نوع مايؤديه البحارة من غناء... ويضيف التميمي: هناك ايضا فن الخطفة ويؤدى عند رفع الشراع الكبير كما ان هناك فن المخموس الذي يتميز بايقاع غريب يتحول مع مزاج النهام وتصاعده في الغناء وعادة ما يمارس هذا عند فلق المحار... ويقول الباحث التميمي: ان الفن البحري عادة ما تؤديه مجموعة من الرجال قد يصل عددهم الى مائتي فرد يجلسون على شكل حلقة كبيرة او حلقات عديدة يزفن فيها الزافنون, والزفن هو الرقص الحماسي الذي يصاحب الفن البحري ويؤدى بشكل منفرد, حيث يطلق الراقص العنان لمزاجيته ليؤدي بجسمه حركات تتفاعل مع الطبل والدفوف والتصفيق. ثم تحدث التميمي عن تجاربه التي قدمها مع الفرقة القومية القطرية للفنون الشعبية مشيرا الى ان هناك محاولات ناجحة جرت لتطوير هذا النوع النادر من الفنون الخليجية مستندا في ذلك الى عرض فيديو واكبه بالشرح المفصل... وعن تجربته في مجال سبر خصائص الفن البحري قال فيصل التميمي انه استمر ومنذ زمن طويل في بحث متواصل لمعرفة مقامات هذا الفن وخصائصه الموسيقية وانه لايزال يحاول اكتشاف هذه الاسرار التي يقول عنها: ان الرجال السابقين كانت لهم طريقتهم في التعامل مع هذا الفن فهم لا يؤدونه كتسلية بقدر ماهم يعبرون فيه عن معاناتهم ومجاراتهم للظروف الحياتية والعملية. الجدير بالذكر ان محاضرة التميمي كانت قيمة ونادرة ومن واقع بحث عملي ونظري لكن حرمت من الحضور المطلوب, فهذا الفن الخليجي يواجه الآن تغييبا شبه كامل لعدم وجود فرق شبابية تتولى المحافظة عليه وتطويره ليواكب العصر الحالي. كتب - مرعي الحليان

Email