همفري ديفيز مترجم رواية «باب الشمس» يفوز بجائزة بانيبال الأدبية

همفري ديفيز مترجم رواية «باب الشمس» يفوز بجائزة بانيبال الأدبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاز المترجم البريطاني المقيم في القاهرة همفري ديفيز بجائزة بانيبال للترجمة الأدبية من اللغة العربية الى الانجليزية، عن ترجمته لرواية (باب الشمس) للكاتب اللبناني الياس خوري، التي نشرتها دار (Harvill Secker) في بريطانيا، ودار (Archipelago Press) في الولايات المتحدة الأميركية.

وعند استلامه الجائزة قال همفري ديفيز: «إن الفوز بجائزة بانيبال يمثّل لي، بشكل رئيسي، اعترافاً بالرواية ذاتها. ورواية «باب الشمس» عمل يتمتع بقوة استثنائية ويجب على القرّاء غير العرب أن يطلعوا عليه. وإن سعادتي مزدوجة لقيامي بترجمتها، وذلك لأنها ساعدت في أن أضع أمام القارئ باللغة الإنجليزية رواية مؤثرة جداً تحكي قصة سلب الفلسطينيين ممتلكاتهم».

في حفل كبير استضافه المركز البريطاني للترجمة الأدبية في جامعة إيست أنغليا، مساء التاسع من اكتوبر الجاري، وزعت فيه جوائز الترجمة التالية: جائزة بانيبال من العربية، جائزة سكوت مونكريف من الفرنسية، جائزة شيغيل ـ تيك من الالمانية، جائزة جون فلوريو من الايطالية، جائزة بريميو فاله اينثيلان من الاسبانية، وجائزة برنارد شو من السويدية، قام بتسليم الجوائز الى الفائزين السير بيتر توتارد رئيس تحرير مجلة «ملحق التايم الادبي»، بحضور الكاتب والشاعر الالماني المعروف هانز ماغنوس اينتسينسبرغر، والشاعر ديفيد كونستانتين رئيس تحرير مجلة حذش المعروفة بترجمة الشعر العالمي وحضور كبير من المختصين.

وقد تألفت لجنة تحكيم جائزة بانيبال لسنة 2006 من الكاتب البريطاني موريس فارحي، والصحافية الأدبية مايا جاغي، والمترجم الأدبي والأكاديمي روجر ألان، والشاعر سعدي يوسف رئيسا شرفيا.

واعلنت مايا جاغي باسم لجنة التحكيم «ان اللجنة قررت بالاجماع على منح همفري ديفيز جائزة «بانيبال الأولى للترجمة الأدبية من اللغة العربية على ترجمته رواية «باب الشمس» للكاتب الياس خوري. إن رواية إلياس خوري التي ألهمتها قصص اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من وطنهم في عام 1948 وما خلفته هذه الهجرة من أثر على المدى البعيد، رواية طموحة كتبت بمهارة فائقة. إنها ملحمة مؤلفة من عدد كبير من القصص التي يرويها أفراد من خلال سرد يرويه خليل، الطبيب الذي يقوم برعاية مقاتل فلسطينيّ سابق فاقد الوعي في أحد المستشفيات في مخيم للاجئين على أطراف مدينة بيروت.

إن تتبع الأحداث التاريخية لكل من لبنان وفلسطين المتشابكة بدءا من الثلاثينات وحتى التسعينات من القرن الماضي، ومنافذ المعابر الكثيرة على الحدود مع دولة إسرائيل، تبحث بمهارة شديدة طبيعة الذاكرة والتاريخ والأدب والخيال والبطولة والهزيمة. إنّ هذه الرواية إنجاز رائع، وتمكنّ همفري ديفيز بترجمته هذه من نقل أدق المعاني والأسلوب على نحو مبدع.

وأضافت جاغي: أما الرواية التي جاءت في المرتبة الثانية، فهي رواية «صخب البحيرة» (منشورات الجامعة الأميركية في القاهرة) للروائي محمد البساطي، التي قامت بترجمتها هالة حليم. وتدور أحداث الرواية في مشهد طبيعي حيوي ومتدفق تلتقي فيه البحيرة بالبحر. وتبعث هذه الرواية الإبداعية ذكريات رقيقة من حيث المكان والزمان من خلال حكايات أهالي البحيرة البسطاء، من صيادي السمك والتجار والفقراء. وقد تمكنت هالة حليم من نقل الأحاسيس الشاعرية للنص الأصلي وسلاسته ببراعة فائقة.

وختمت «وقد حظيت رواية إدوار الخراط «أحجار بابيلو» (دار الساقي)، التي ترجمها بول ستاركي، بثناء كبير».

من جهته قال المترجم همفري ديفيز: «لقد استغرقت المسودة الأولية لرواية (باب الشمس) للروائي الياس خوري قرابة ثمانية أسابيع من العمل الدائم خلال صيف عام 2004، وقد أمضيت جزءا من العمل فيها في الإسكندرية. ولحسن الحظ، كان المؤلف في زيارة قصيرة للإسكندرية خلال تلك الفترة، وقد أمضينا تسع ساعات في جلسة واحدة عرضت خلالها عليه تساؤلاتي واستفساراتي. وأعتقد أن التواصل مع المؤلف أمر مهم للغاية. وإني أعتبر نفسي محظوظاً للغاية لأني تمكنت من التحدث والتشاور تقريباً مع جميع المؤلفين الأحياء الذين قمت بترجمة أعمالهم (ولديّ أسئلة للموتى أيضاً، عندما ألتقي بهم).

وقال موريس فارحي: إن ما أثار إعجابي حقاً اللغة الشعرية الطبيعية التي تتغلغل في لغة النثر. وهذه في رأيي - اللغة الشعرية الفطرية التي تنبثق حتى من كتّاب النثر ـ إحدى النقاط العظيمة التي تميّز اللغة والأدب العربيين. وغني عن القول، فإن التمكن من نقل هذه اللغة الشعرية المرهفة إلى القارئ الإنجليزي يعد أيضاً إنجازاً عظيماً من قبل المترجمين. إن رواية «باب الشمس» للروائي إلياس خوري، التي أعلنت لجنة التحكيم عن فوزها بالجائزة الأولى بالإجماع، رواية مشحونة بالعاطفة الفلسطينية.

وأرى كذلك أنها تشيد أيضاً، من خلال بعض الفقرات المتكررة، بتقليد الحكاية الشفهية التي تحظى بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط. وقال روجر ألن «لقد وجدت لجنة التحكيم صعوبة كبيرة في الاختيار بين الأعمال الثلاثة أو الأربعة الأفضل. وأضاف أن رواية «باب الشمس»، عمل رائع إلى درجة أن أي شيء آخر كان سيشكل مشكلة ـ «شريطة بالطبع أن تكون الترجمة نفسها جيدة. لكنها هنا ترجمة ممتازة».

وقال بيتر كلارك الرئيس الفخري لمؤسسة بانيبال لدعم الترجمة، إن منح جائزة بانيبال للترجمة للمرة الأولى يعد حدثاً بارزاً في تلقي الأدب العربي المعاصر باللغة الإنجليزية. وتابع قوله: منذ أن مُنح المرحوم نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب في عام 1988، فقد أصبح القارئ في عالم القراءة باللغة الإنجليزية يدرك أنه توجد وفرة من الأدب المعاصر باللغة العربية. وبما أن المترجمين الجيدين قلائل، فإنه يجب تشجيعهم.

وبفضل مؤسسة بانيبال، ودعم محمد أحمد السويدي (الذي دعم الجائزة للسنة الحالية)، أصبح الأدب العربي المترجم يحظى الآن بالاعتراف والتقدير اللذين تحظى بهما بعض اللغات الأدبية العالمية الأخرى. وبدأ يظهر جيل جديد من مترجمي الأدب العربي الحديث، وتعد هذه الجائزة عنصراً من العناصر العديدة التي ستمكّن الجيل القادم من القرّاء من الاطلاع على الإبداع العربي الحديث على نحو أفضل بكثير مما كان متاحاً لأسلافهم.

Email