أجمع أهل العلم على مشروعية صلاة عيد الأضحى، إلّا أنّهم اختلفوا في حكمها، وانقسموا في ذلك إلى عدة أقوال وأراء، فمنهم من رأى وجوبها على الأعيان، ومنهم من رأى بأنّها سنة مؤكدة، ومنهم من رأى بأنّها فرض كفاية، وتشتمل صلاة عيد الأضحى شأنها بذلك شأن صلاة عيد الفطر على عدد من السنن التي يسن تأديتها، وذلك لصحة ورودها عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولا تشتمل صلاة عيد الأضحى على سنة قبلية أو بعدية، والدليل على ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خرج يومَ أضحى أو فطرٍ. فصلى ركعتيْنِ، لم يُصَلِّ قبلَهما ولا بعدَهما) [صحيح مسلم].
سنن صلاة عيد الأضحى
تكبير المصلين أثناء خروجهم لصلاة العيد بعد الفجر
من المستحب قيام المصلين بالتكبير خلال توجههم إلى صلاة عيد الأضحى، وهذا ما أجمعت عليه كلٌّ من المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي، حيث كان الصحابة رضي الله عنهم يقومون بذلك اتباعاً منهم لسنة النبي عليه السلام، حيث كان عليه الصلاة والسلام يخرج للصلاة عند طلوع الشمس.
التوجه إلى مكان الصلاة مشياً
من المستحب توجه المصلين إلى صلاة العيد مشياً على الأقدام بدلاً من الركوب، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الإسلامية الأربعة، حيث ورد في السنة النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه بأنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا نُودي بالصَّلاةِ فأْتُوها وأنتم تَمشُونَ) [صحيح مسلم]، ويشير عموم لفظ الحديث إلى استحباب المشي إلى كافة الصلوات بما فيها صلاة العيد.
التوجه إلى المصلى من طريق والعودة من طريق غيره
فقد توجه العديد من أهل العلم كما أجمعت على ذلك المذاهب الإسلامية الأربعة، وقد جاء في ذلك عن جابر رضي الله عنه قوله " كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان يومُ العيدِ خالَفَ الطريقَ" (رواه البخاري).
تأخير خروج الإمام إلى وقت خروج المصلين
من المستحب أن يؤخر الإمام موعد خروجه إلى مكان الصلاة إلى الموعد الذي يخرج به المصلون، وذلك ما اتفقت عليه المذاهب الإسلامية الأربعة، والدليل على ذلك ما روي عن أبي سعد الخدري رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخرجُ يومَ الفطرِ والأضحى إلى المصلى، فأولُ شيءٍ يبدأُ به الصلاةُ) [صحيح البخاري]، وفي ذلك دليل بأنّ على الأمام أن يبدأ بصلاة العيد فور وصوله إلى مكان الصلاة دون أن يتأخر عن ذلك بالجلوس أو الحديث.