لاجئون يعيدون بناء معالم سوريا المدمرة
مع احتدام الصراع في سوريا، تم تدمير المنازل والمدارس والمعالم الثقافية والآثار التاريخية، ففي أغسطس من العام الماضي، شاهد العالم كله كيف دمر الإرهابيون المعالم البارزة لمدينة تدمر الأثرية، التي تعتبر من موقع التراث العالمي لليونسكو. هذا الدمار كان بمثابة أزمة إضافية لملايين اللاجئين في المنفى الذين فقدوا منازلهم وأهاليهم وجميع ممتلكاتهم.
عدد كبير من الفنانين اللاجئين في مخيم الزعتري في الأردن، انتابهم غضب شديد لتدمير الآثار وبما أنهم عاجزين عن منع ذلك، اتخذوا قرار إعادة بنائها في مجسمات نموذجية مصغرة بهدف الحفاظ على تاريخهم ومعالم حضارتهم لتكون شاهدا على تاريخ دولتهم إلى الأبد.
محمود الحريري (25 عاما) اهتم ببناء نموذج تدمر باستخدام الطين وأسياخ الكباب الخشبية. كان الحريري رساما ومدرسا للفن في سوريا قبل طلب اللجوء إلى مخيمات الزعتري عام 2013.
من بين النماذج التي بناها الفنانون حتى الآن تجد جسر دير الزور المعلق والذي يمتد من نهر الفرات، والمسجد الأموي في دمشق، وقلعة حلب، وقوس النصر في بصرى، وتمثال قائد الجيش الإسلامي والزعيم السياسي الشهير صلاح الدين الأيوبي.
إسماعيل الحريري، ( 44 عاما ) هو أحد النحاتين، احترف النحت في سن مبكرة، وعمل مصمم داخلي قبل أن يجبره النزاع على الفرار إلى الأردن مع زوجته وأولاده في عام 2013. وأنجز إسماعيل عدة نسخ أبرزها البوابة النبطية وقوس النصر في بصرى، قرب درعا. وهي نسخة تشبه تماما الأصل ولكنها بحجم مصغر، وهي مصنوعة من الحجر البركاني، الذي وجده في المخيم.
قلعة حلب هي واحدة من أقدم وأكبر القلاع في العالم، تطل على المدينة القديمة من موقع استراتيجي على قمة هضبة بارتفاع 40 مترا. عانت القلعة التي تعود الى القرن الـ12 أضرار كبيرة جراء الحرب.
نسخة طبق الأصل من الجسر المعلق دير الزور أقيمت للمشاة في عام 1927، عبر نهر الفرات في شمال شرق سوريا . وقد دمرها القصف في 2013.
نسخة طبق الأصل من تمثال برونزي ضخم لقائد الجيش الإسلامي والزعيم السياسي صلاح الدين الأيوبي الذي قاد بنجاح عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر.