لكل سجادة حكاية (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما أن لكل إنسان ولكل مكان وزمان حكايته الخاصة، فإنك ستكتشف في " واحة السجاد " التي تنظمها جمارك دبي ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق ، إن لكل سجادة معروضة في هذه الواحة حكايتها الخاصة .

اليوم نتوقف وإياكم مع سجادة عمرها اكثر من مائة عام ، وهي قادمة من كيرمان في منطقة لاور في إيران .

يقول الدكتور أفشين قنبري نيا، نائب رئيس شركة محمود قنبري نيا وأولاده (التراث للسجاد)،: أول ما يميز هذه السجادة ، حجمها الضخم ، فمقاسها 7.80 امتار في 3.70 أمتار ، صنعت هذه السجادة في " منطقة لاور" من الصوف الطبيعي والألوان الطبيعية ، واستغرق انجازها 5 سنوات .

صنعت هذه السجادة بطلب من ناصر الدين شاه (قاجار) ، وهو أحد حكام فارس القدامى، ومنه انتقلت من حاكم إلى آخر حتى وصلت الى عائلة قنبري نيا .

هذه السجادة ليست مجرد سجادة للزينة ، إنها أشبه بوثيقة تأريخية، مستوحاة من " كليلة ودمنة " ، تتجسد في هذه السجادة قصة الحياة والكون ، عبر مجموعة من الرسومات ، تجسد كل مجموعة قصة مختلفة ، لتشكل السجادة في المجمل قصة " الكون والحياة " .

ليس لهذه السجادة اسم معين لكنها تجسد شجرة الحياة ، حيث تطالعك العصافير والطيور ، في أعلى الشجرة تغرد ، وتلعب في جو من السعادة والزهو ، فيقاطعها الشر متمثلا بثعبان يخرج من اسفل الشجرة ثم يمتد ، الى أغصانها ويبدأ في اقتناص هذه الطيور واحدا بعد الآخر .

وفي جانب آخر من السجادة ، تسرح الحيوانات في الغابة مستأنسة ، تحاول الاستمتاع بكل ما في هذه الغابة من اشجار وخضرة ، فيقاطعها إنسان جاء يتسلى ولم يجد من وسيلة للتسلية سوء قنص هذه الحيوانات الاليفة .

هذه السجادة باختصار تحكي قصة الخير والشر في هذا الكون ، وكيف ان الجميع في آخر المطاف يتعايش مع الجميع ، الخير مع الشر، الجمال مع القبح ،الهدوء والسكينة مع الصخب والفجيعة.

هذه السجادة لا تقدر بثمن ومع ذلك فإن مالكيها يطلبون فيها 10 ملايين درهم .

Email