ميثاء ثاني تحلم بتأسيس أول أوركسترا إماراتية نسائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الموسيقى غذاء الروح وأسلوب حضاري يصيغ حواراً ثقافياً بين مختلف الشعوب. ولعلها تستخدم في بعض البلدان علاجا، يحفز به النغم خلايا الدماغ على إفراز مادة "الإندروفين"، المقلل من إحساس المرء بالألم.

وتعد آلة الغيتار إحدى تلك الوسائل الموسيقية المعاصرة الأكثر انتشاراً بين الشباب، للتعبير عن موهبتهم الموسيقية. وعازفة الغيتار الإماراتية ميثاء ثاني، نموذج موسيقي يعشق الفن ويعزف عبر الأوتار أحلاماً تحمل بعداً بتأسيس أول أوركسترا نسائية في الإمارات. وكانت بداية ميثاء الفنية مع البيانو، لتنتقل بعدها إلى الأوروغ وصولاً إلى العود، بدعم مستمر من والدها الذي أصر أن تدرس الموسيقى أكاديمياً.

وعن بداية اتقانها للعزف تقول ميثاء إن أباها هو من كان يقف بجانبها ويعلمها أصول العزف، حيث أصر منذ نعومة أناملها أن تنضم لمعهد موسيقي في دبي، تتعلم فيه أساسيات العزف وكتابة النوتة الموسيقية، فكانت بدايتها مع البيانو، وبعدها الأورغ والعود وانتقلت بعدها لعزف الغيتار، والذي استهواها أكثر من باقي الآلات الأخرى.

هاجس وهوس

وتضيف ميثاء: "كل آلة موسيقية تختلف عن الأخرى في التقنية وآلية العزف، وأصعبها هو الغيتار، وبالرغم من ذلك أحببته، فقد لاحظ أبي شغفي بالآلة لذلك أهداني أول غيتار، والذي كان ذا قيمة معنوية وتشجيعية عالية بالنسبة لي.

وعن اتقانها لعزف الغيتار تقول: "بعد انشغالي بدراستي الجامعية أصبح من الصعب الالتحاق بمعهد موسيقي، لذلك كنت دائمة البحث عبر المواقع الالكترونية و"اليوتيوب" أبحث فيها عن كل ما هو جديد في عالم الموسيقى والعزف وأبدأ بتقليده"، وهذا ما أعطاني حرية أكبر في اختيار ساعات التدريب على العزف، فمتى ما راق لي وأحسست بحاجة للعزف عزفت»، وتروي أنها في كثير من الأحيان كانت تنهض ليلا من نومها وتعزف، فالموسيقى هي حياتها حتى باتت هاجسا وهوسا يشغل بالها وتفكيرها.

وتشير الى أن العازف اللاتيني والفنان المشهور "أنطونيو بانديراس" هو ملهمها في العزف، فهي تميل للنغمات والستايل الاسباني، بالاضافة إلى عزفها للمقاطع الكلاسيكية على غرار بيتهوفن وموزرات وباخ.

تشجيع أسري

وعن أهلها تقول بأنها لاقت تشجيعا كبيرا من قبل أهلها، فوالدها عازف عود وفنان عريق كان يصطحبها أحيانا معه في لقاءاته مع فنانين إماراتيين قديرين. كما ان اخوانها في الأصل عازفون فأحدهم يعزف العود، والآخر الأورغ.

وبما أن ميثاء تدرس تقنية المعلومات فهي تطمح إلى إنشاء موقع الكتروني أو برنامج خاص بالأجهزة الذكية يعلم الناس العزف على الغيتار، كما أنها في طور تكوين أول أوركسترا نسائية موسيقية تتألف من اماراتيات شغوفات بالموسيقى والعزف. وعن هذا الأمر تقول ميثاء: لدي الكثير من الصديقات المهووسات بالموسيقى مثلي، وجميعنا يحلم بالعالمية.

فالمرأة الاماراتية ليست "رجعية" كما يعتقد البعض، بل هي قادرة على التفوق في كل المجالات واحد هذه المجالات الموسيقى "عزفا وتلحينا وغناء، وتأليفا للموسيقى كذلك" وهذا ما نودّ إبرازه وبرهنته للعالم. فنحن من خلال عزفنا نريد أن نبعث برسالة للعالم مفادها أن الشعب الإماراتي شعب أصيل متمسك بأعرافه وتقاليده ومعتز بها وهو أيضا متذوق للفن الراقي بأنواعه ومواكب للتحضر.

دعم

ما تحتاجه ميثاء لتحقيق حلمها هو الدعم المجتمعي والمعنوي والمادي أحيانا، فتأهيل فرقة اماراتية يحتاج إلى جهد كبير على حد قولها، ودعم من قبل الأهل والمجتمع، الذي لايزال ينظر الى المرأة العازفة بنظرة متحفظة وقد لا يتقبل البعض أن يكون احد أفراد أسرته عازفا أو ان يقدم لها الدعم بالرغم من شغفها وأهليتها لذلك.

Email