بعد 37 سنة ربما تتغير الأخشاب في الردهة الرئيسية لأيقونة الضيافة التاريخية في دبي

"لو مريديان دبي" يتحضر لمرحلة تجديد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لأكثر من ثلاثة عقود، اعتاد الملايين من المقيمين والسواح في مدينة دبي أن يطالعوا اللافتة التي تشير إلى فندق "لو مريديان دبي" حال خروجهم أو في طريق دخولهم إلى معبر "مطار دبي الدولي". منذ 37 سنة، لا يزال هذا الفندق، الذي يقول مديره العام شون بارسن أنه جزء من تركيبة "الدي أن ايه" الخاصة بالمدينة، يتمتع بذات البريق الذي بدا عليه لأول مرة، مع المطعم الخاص بالمأكولات البحرية "سي فود ماركت" وعشرات المطاعم غيره، المنتشرة في مساحة "ذا فيليج".

خلال شهور قليلة، ستتم عملية إعادة تصميم تدريجية للردهة الرئيسية التي تتميز بسقف عال، تيجان الأعمدة التي ترفعه ملبسة بخشب يشبه ذلك المستخدم في البيوت الآسيوية. هذا الطابع الذي يحبه الكثير من الزوار: "لدينا ضيوف يأتون كل يوم، يجلسون في الزاوية ذاتها، على الكرسي ذاته، ويتناولون فطورهم قبل الذهاب إلى أعمالهم، لقد نجح الفندق في أن يكون بيتاً ثانياً لرواده".

هذه الحالة "الحميمية" تمتد أيضاً إلى أجواء العمل، حيث من الشائع في هذا الفندق، ذي التاريخ المديد، قياساً للفنادق الأخرى في دبي، أن يعمل ابن في ذات المهنة التي عمل فيها والده، أو تجد أخت وشقيقتها تعملان في المكان ذاته: "معظم بيوت العاملين في الفندق على مسافة خطوات من المبنى الرئيسي. هل بوسعك أن تتخيل حجم البهجة الذي يشعر به العامل حين يزور أطفاله في استراحة الغداء ويعود إلى عمله بسهولة؟".

إعادة التصميم، التي يقود عمليتها المدير الجديد الذي تسلم منصبه قبل شهور قليلة، بحذر لكي يوفق بين متطلبات المستقبل، وبين جو الألفة الذي اعتاد عليه المترددون، ليس التحدي الوحيد الذي يواجهه في الفندق. ثمة التحديات التي تواجه الصناعة ككل: "نعمل بشكل لصيق مع ثلاثة جهات هي: هيئة السياحة في دبي، وشركات الطيران وتحديداً طيران الإمارات، وأيضاً القيادة المركزية التي تتبع لها علامة (لو مريديان) وهي (ستاروود)، بهدف أن نحدد خططنا بالنسبة إلى الأسواق الرئيسية التي نسعى إلى استقطابها. مع طيران الإمارات، نحن نتبع الخطط والتوسعات، على سبيل المثال، مع افتتاح أطول رحلة جوية بين خط دبي- بنما، نفكر كيف يمكن استهداف هذا السوق سياحياً وأيضاً بالنسبة إلى رجال الأعمال الذين سيزورون دبي من تلك المنطقة لعقد أعمالهم".

الصين والهند وشمال أميركا أسواق تظل واعدة، بالنسبة إلى القطاع السياحي في الإمارات ودبي، الساعي لاستقطاب جماهير جديدة، برأي شون، وذلك بالرغم من الترقب في الحالة الاقتصادية العالمية مع انخفاض أسعار النفط والغاز وسعر صرف الدولار مقابل العملة الصينية، وعوامل أخرى. أما الأسواق البريطانية والأوروبية التقليدية، "فمن المهم الحفاظ على ثبات معدلات السواح الآتين منها إذا لم نتمكن من زيادتهم لأسباب تعود إلى الاقتصاد في تلك البلاد وتأثيره على حركة أسفار مواطنيها".

يؤكد شون، أن ذلك كله، ظل يحتفظ بإيمان كبير بأن "لو مريديان دبي" سيظل دوماً رمزاً أيقونياً في عالم الفنادق المتنامي في هذه المدينة: "لكل مدينة أيقوناتها، وبرج العرب أيقونة الضيافة المعمارية، كما أن فندقنا أيقونة الضيافة التاريخية في دبي".

Email