بالي ..جزيرة الجنة الاستوائية

مقاطعة بالي (بالإندونيسية: Bali‏) هي إحدى مقاطعات إندونيسيا، وغالبية سكانها من غير المسلمين. يوجد فيها تكوين صخري يعد من أحد معالمها المهمة اسمه تاناه لوط وكانت تسمى بجزيرة النهود.

 سُكنت بالي من قبل قبائل الاسترونيسن الذين هاجروا من تايوان عبر الجهة البحرية لجنوب شرق آسيا منذ ما يقارب ٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد.

ثقافياً ولغوياً، يعتبر سكان بالي اقرب لقبائل: الأرخبيل الاندونيسي، الفلبين ومناطق الاقيانوسية. وتعتبر الأدوات الصخرية التراثية التي عثرت بالقرب من قرية سيكك في شرق الجزيرة دليل على التقارب الثقافي بين تلك القبائل.

ثقافة سكان بالي تأثرت وبشكل واضح من قبل الثقافتين الهندية والصينية وبالتحديد من الثقافة الهندوسية في بداية القرن الأول الميلادي.

في سنة 991 م ولد في بالي ، أرلانجا وهو أحد الملوك الذين حكموا شرق جاوة بينما حكم أخوه الأصغر كوالي نائبا عنه في جزيرة بالي وتؤلف مقبرته ومقابر زوجاته مجموعة من المقابر الصخرية في تامباك سيرنج تحيط بها مآو منحوتة في الصخر استخدمت لإقامة الرهبان المعينين للخدمة الدينية الخاصة بالمقابر الملكية.

 وفي عام 1343 سقطت الأسرة الملكية البالية على يد مملكة ماجاهيت الجاوية وانتقل مركز السلطة إلى بجنج ثم إلى كلونجكلونج وكان حاكمها لا يزال معتبرا صاحب المركز الأول بين حكام بالي الآخرين حتى تحت الحكم الهولندي ومعظم الآثار الباقية في هذه الجزيرة ترجع إلى فترة بجنج  تعزى مهارة الباليين في نحت الحجر إلى حبهم للزخرفة المتشابكة المعقدة وإلى ميلهم لعدم ترك مساحات غير منحوتة.

أول اتصال أوروبي بالجزيرة كان من خلال المستكشف الهولندي كورنليز دي هاوتمن في عام ١٥٩٧م. ليأتي بعد ذلك الاستعمار الهولندي الذي شمل بقية جزر الارخبيل الاندونيسي في القرن التاسع عشر.

على عكس الغالبية العظمى للديانة الإسلامية في اندونيسيا، ما يقارب ٩٣.١٨٪ من سكان بالي يدينون بالديانة الهندوسية المحلية والمتشكلة من مزيج من بعض الاعتقادات المحلية والهندوسية الموجودة في جنوب آسيا. الديانات الأخرى تشمل الإسلام ٤.٧٩٪ والمسيحية ١.٣٨٪ والبوذية ٠،٦٤٪. هذه الاحصائية لا تشمل المهاجرين من بعض الجزر الاندونيسية.

عندما انتصر الإسلام على الهندوسية في جزيرة جاوا في القرن السادس عشر، أصبحت جزيرة بالي مأوى للعديد من الهندوس. الهندوسية في بالي مزيج من الهندوسية الهندية والبوذية وبعض التقاليد الروحانية للسكان الاصليين.

تشتهر بالي منذ وقت طويل بجمالها وروعتها، والتي يمكن اعتبارها بأنها جزيرة الجنة الاستوائيةـ ويرجع السبب في قدوم الملايين من المسافرين من جميع أنحاء العالم ليستمتعوا بزيارة الشواطئ الرملية في الجزيرة كل عام.

تتميز بالي بشمسها، وركوب الأمواج، والثقافة الفريدة وحيوية سكان الجزيرة (في الغالب من الهندوس).

مثل معظم الجزر الاستوائية، فإن بالي تتميز بفصلين، موسم الأمطار وموسم الجفاف، وموسم الأمطار يقع عادة ما بين نوفمبر وأبريل، وذلك اعتمادا على المنطقة، درجات الحرارة في كثير من الأحيان بين 26 و 35 درجة مئوية، وعادة ما تمطر كل يوم على الأقل بضع ساعات.

وتعد جزيرة بالي الأندونيسية واحدة من أجمل وأروع الجزر في العالم بل ومن أفضل الوجهات السياحية للباحثين عن الاستجمام بين الطبيعة الخلابة، وكونها لا تبعد عن العاصمة جاكرتا إلا بحوالي ساعة وخمسين دقيقة بالطائرة، فضلا عن حجمها الصغير نسبيا، فلعلك ستتمكن من اكتشافها والاستمتاع بغناها الطبيعي والاجتماعي والثقافي دون أية متاعب.. لتكون هذه الجزيرة رائعة الجمال صفحة في مطويات ذكرياتك التي حتما لن تنساها يوما.

تشتهر بالي بالمناظر الطبيعية الجميلة، فهناك الغابات الاستوائية الكثيفة والبحيرات والشلالات، الأنهار والوديان العميقة، ومدرجات الأرز الخلابة، فضلا عن أنها تحتوي على سلسلة من الجبال البركانية التي يصل عددها إلى ستة براكين ويصل ارتفاعها بين 1350 مترا و 3014 متراً وتمتد من الغرب إلى الشرق.

تمتاز بالي بشواطئها الرملية الساحرة والطويلة كشواطئ كوتا وسانور وديريم لاند ولوفينا وسيمينياك ولقيان ونوسا دوا وكانديداس وجيمباران وهي رمال بيضاء في الجنوب، بينما أجزاء أخرى من الجزيرة تغطيها الرمال البركانية الرمادية أو السوداء.

شاطئ كوتا هو من أهم الوجهات المعروفة في العالم أجمع، تزوره مجموعات كبيرة من السائحين من كل مكان للتمتع بحمامات الشمس والرياضات المائية كركوب الأمواج والإبحار المظلي والطيران الشراعي والاستمتاع بغروب الشمس والتسوق على طول طريق الشاطئ.

أما شاطئ دريم لاند فيقع بمنطقة بيكاتو على الساحل الغربي لشبه جزيرة بوكيت، ويبعد بحوالي 30 دقيقة عن شاطئ كوتا، شاطئ نظيف وجميل أيضا، تزينه الشعب المرجانية الكبيرة والأمواج العالية ومنحدرات الصخور التي بنيت فوقها العديد من المنتجعات والفلل الفاخرة.

وإذا حظيت بزيارة شاطئ جيمباران فستستمتع برماله الذهبية ونظرته البانورامية على غروب الشمس، وهناك العديد من مطاعم المأكولات البحرية تقدم خدماتها على طول الشاطئ، وكذلك العديد من الفنادق والفلل والمنتجعات الفاخرة التي تدعوك للاستمتاع في جو المنطقة الهادئ.

لا يستطيع السائح تفويت زيارة البحيرات الساحرة مثل براتان وباتور والبحيرتان المتجاورتان بويان وتامبلنقان، إضافة لشلالاتها البديعة مثل جت جت وموندوك وشامبوهان، و ييه ممبيه.

بحيرة باتور هي أكبر بحيرة في بالي بمساحة 15 كيلومترا مربعا، تقع على حافة فوهة بركان نشط، بشمال الجزيرة بالقرب من قرية كينتاماني على بعد حوالى 50 كلم من دنباسار، بينما تقع بحيرة براتان في منطقة البيدقول بجبال كالديرا القديمة في الجزء الشمالي من وسط بالي، ويقبع على سطحها معبد أولون دانو براتان الذي تغمره المياه جزئيا على ارتفاع المد، وتعتبر مصدرا لمياه الجداول والأنهار جنوب الجزيرة.

أما البحيرتان الشقيقتان أيضا وهما بحيرتا بويان و تامبلينجان ، تقعان  على مسافة 15 دقيقة فقط باتجاه الشمال من البيدقول وبالقرب من براتان البحيرة، ويبدو المنظر جميلا من هناك وأنت ترى تجاور البحيرتين وبينهما فاصل قصير جدا من أشجار الغابة.

شلال جيت جيت  Git Git هو أحد أشهر الشلالات ببالي ويقع في منطقة سينغاراجا شمال الجزيرة بالقرب من معبد أولون دانو، ويستغرق الوصول إليه أكثر من ساعتين انطلاقاً من كوتا، كما يمكن الذهاب إليه عن طريق الكوشكات المنتشرة هناك.

أما توأم هذا الشلال فهو المسمى شامبوهان، وقد افتتح رسميا عام 2004م على حافة طريق بنغالور سينجاراجا، منبعه من نهري ييه لامباه وداليم بانقونق، وفي طريقه الكثير من الأشجار والمحاصيل الزراعية كالبن والقرنفل والكاكاو وغيرها.

شلال آخر يقع في قرية موندوك الجبلية الصغيرة، سمي باسمها ويبلغ ارتفاعه 25 مترا ويبعد الشلال 42 كيلو عن مدينة سينغاراجا وحوالي الساعتين عن دنباسار وهو قريب من بحيرتي بويان وتامبلينقان.

 

إذا كنت من محبي الحياة البرية فتتمتع ببالي بوجود العديد من الحدائق المخصصة للحيوانات؛ كحديقة الطيور، الفراشات، الزواحف، الأفيال، والحديقة النباتية، سفاري بالي، غابة أوبود للقردة، مدرجات تيقالالانق للأرز.

وتقع الحديقة النباتية على ارتفاع 1450 مترا في بيدوقول بمنطقة الهضبة، تسودها الأجواء الباردة والممطرة مع الغابات الاستوائية التي تحيط بها أما الرطوبة فتفوق 70%، وبها أكثر من 2000 نوع من أنواع النباتات، وتوجد بالجزيرة أيضا واحدة من أكبر حدائق الأفيال في العالم أو ربما أكبرها، فتضم مساحة شاسعة تحتوي كل المرافق السياحية والخدمات التي ستستمتع بها بجوار الفيلة، المنتجع والمطعم والكوفيه شوب والتدليك والتسوق وكذا امتطاء الأفيال.

وتقع في قرية واناساري بمنطقة تابانان حديقة من نوع آخر، هي حديقة الفراشات، تم افتتاحها عام 1996م لتضم تشكيلة متنوعة كفراشات جناح الطائر وذيول السنونو والمورمون الكبرى، كما تحتوي الحديقة قسما للحشرات المتنوعة ونباتات وبرك مائية.

مدرجات تيقالالانق واحدة من أجمل وأروع مدرجات الأرز في الجزيرة، مدرجات ساحرة تحيط بها أشجار جوز الهند الجميلة وتشتهر بالحرف اليدوية كالرسم ونحت الخشب، وتقع في قرية تيقالالانق التي تبعد حوالي 15 دقيقة عن أوبود، ومن المدرجات الجميلة ايضا مدرجات جاتيلويه ومعناها مكان الجمال الحقيقي، وهو فعلا كذلك فهي واحدة من أغنى مناطق بالي ثقافيا وطبيعيا بمدرجات الأرز وتناسق النخيل، تقع على ارتفاع 700 متر عن مستوى سطح البحر مع مناخ بارد.

يهتم السكان في جزيرة بالي بالحرف اليدوية من أجل جذب السياح فتجد مثلا قـرية سيلوك تشتهر بإنتاج وصياغة الذهب والفضة وتقع جنوب سوكاواتي وتبعد 5 كلم عن دينباسار، حيث يقوم بصياغة الذهب والفضة فنيون ماهرون يبدعون في ابتكار التصاميم وزخرفة الذهب والفضة، أما قرية ماس فهي تشتهر بالنحت على الخشب، وتقع في منطقة أوبود بمسافة 15 كلم عن دينباسار العاصمة، يزورها السياح لاقتناء تذكارات خشبية عن جزيرة بالي يعودون بها إلى أوطانهم.

ولابد لكل من يزور بالي أن تطأ قدمه سوق سوكاواتي، الذي يعد واحدا من أكبر وأشهر الأسواق في بالي ويعتبر مركزاً للفنون، يقع في منطقة جينيار على الطريق الرئيسي لسوكاواتي، وتباع فيه اللوحات الفنية إضافة إلى الحرف والمنتوجات اليدوية والمنسوجات التقليدية والتماثيل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأكثر مشاركة