مستقبل العملات الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتاحت العالم حمى الاستثمار في العملات الرقمية، وقرأنا العديد من الأخبار عن هوس شراء الـ"بتكوين" وغيرها من العملات الافتراضية في مختلف دول العالم، وخرج علينا العديد من أرباب الاقتصاد والأعمال ما بين مؤيد للاستثمار في هذه العملات، وبين معارضٍ يرى بأنها فقاعة ستنفجر قريباً.

راقبنا الارتفاع السريع لبعض هذه العملات خلال الأشهر الماضية ومن ثم تدهورها بشكل مفاجئ، ما سبّب الخوف في أوساط المستثمرين من التداول بها وصل إلى حد التحذير منها، كتحذير وارين بافيت من الـ"بتكوين"، الذي قال إن "نهايتها ستكون سيئة" على حد تعبيره.

ولكن ما مستقبل هذه العملات؟ أخالف البعض حول نظرته للعملات الرقمية، حيث أرى أنها عملات المستقبل القريب، وسيتم الاستغناء تدريجياً عن نظيرتها الورقية، وقد يتساءل البعض لمَ هذه النظرة المتفائلة؟ هذا التفاؤل له أسبابه، أولاً اعتراف بعض الحكومات ذات الاقتصادات الكبيرة بها، ما أضفى عليها طابع الرسمية في العديد من بلدان العالم.

وثانياً التسابق للاستثمار فيها من قبل العديد من الأفراد ورجال الأعمال على حدٍ سواء، الأمر الذي منحها شعبية واسعة في أوساط المستثمرين، فأصبحت مقصداً لزيادة الأرباح والتداول السهل. وأهم من ذلك أن العالم يعيش الآن طفرة الذكاء الاصطناعي، وهذه العملات ظهرت بالتوقيت المناسب لكي يكون التحول في التعاملات التجارية والمالية بكل أشكالها إلى تعاملات رقمية.

فاتساع الأفق والقليل من الفطنة هما المطلوبان في المرحلة المقبلة، فالعملات الرقمية قد تكون مكسباً كبيراً إذا تم التعامل معها بحكمة وبُعد نظر، بوضع التشريعات والسياسات المنظمة لها، لذا أرى ضرورة إعادة النظر في تشريعها ووضع الأطر القانونية الكفيلة بحماية المستثمرين بها.

كاتبة إماراتية

Email