محللون يراهنون على تفوق البنوك والطاقة واستقرار العقار والتأمين

أرباح قوية تنتظر الشركات بدعم متانة الاقتصاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى خبراء ومحللون ماليون تفاؤلهم بموسم قوي لنتائج أعمال الشركات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري ولا سيما في ظل قوة ومتانة الاقتصاد الوطني إلى جانب الصعود القوي في أسعار النفط، مشيرين إلى أن الشركات الإماراتية تعد الأعلى من ناحية الربحية مقارنة بنظيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.

وستكون بداية موسم النتائج الفصلية للشركات المدرجة مع «بنك دبي الإسلامي» حيث من المقرر أن يناقش مجلس إدارته اليوم الأداء المالي عن الفترة المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، فيما ستعلن باقي المصارف والشركات تباعاً عن نتائجها خلال الأسابيع القليلة القادمة وحتى منتصف نوفمبر المقبل.

وأكد الخبراء والمحللون، الذين استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، أن النمو المحقق في أداء الشركات خلال النصف الأول يؤكد صلابتها وقوتها في استكمال مسيرة الأداء الجيد خلال العام الجاري وفي السنوات القادمة، متوقعين أن تكون نتائج القطاع البنكي الأفضل كعادتها يتبعها الاتصالات، بينما ستتفاوت أرباح العقار حسب قوة الملاءة المالية لكل شركة.

ووفق مسح سابق لـ«البيان الاقتصادي»، نمت أرباح الشركات المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين بنسبة 16.2% إلى 39.3 مليار درهم في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنحو 33.8 ملياراً في الفترة نفسها من العام 2017، ووصلت أرباح شركات سوق دبي إلى 18.9 ملياراً، فيما بلغت أرباح شركات سوق أبوظبي 20.4 مليار درهم.

وأرجع الخبراء والمحللون الأداء القوي للقطاع البنكي خلال العام الحالي إلى دعم الأداء التشغيلي الجيد وتراجع نسبة القروض المتعثرة وارتفاع أسعار الفائدة المتتالي وهو ما انعكس بصورة إيجابية على أداء البنوك ودفعها لتحقيق نتائج جيدة ما يؤكد تحسن أوضاع التمويل والسيولة وقوة الملاءة المالية للبنوك الإماراتية وقدرتها على مواجهة التحديات في أصعب الظروف.

وقفزت الأرباح الصافية لـ18 بنكاً وطنياً مدرجاً في سوقي دبي وأبوظبي إلى نحو 22 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري بنمو 13%، أو ما يعادل 2.42 مليار درهم مقارنة بنحو 18.8 ملياراً في الفترة نفسها من 2017، فيما تتوقع وكالة «موديز» ثبات أرباح أكبر 4 بنوك إماراتية حتى 2019.

توسعات

من جانبه، قال عصام قصابية، محلل مالي أول لدى «مينا كورب» للخدمات المالية، إن التوقعات لنتائج أعمال الشركات المدرجة تبقى متفائلة في الربع الثالث والربع الرابع كذلك على وقع الأداء القوي للاقتصاد الوطني إلى جانب المحفزات الأخيرة التي أقرتها الحكومة وهو ما دعم أعمال وتوسعات الكثير من الشركات وشجعها على زيادة استثماراتها وأنشطتها.

وتوقع قصابية أن تأتي أرباح البنوك في المقدمة على وقع الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة إلى جانب خفض المخصصات، إضافة إلى مساعي الكثير من البنوك لزيادة رؤوس أموالها اتباعاً لقواعد «بازل 3» وهو ما يعطيها مزيداً من القوة.

مشيراً إلى أن هناك عدة بنوك تنتظرها نتائج جيدة خلال العام الجاري وفي مقدمتها «بنك أبوظبي الأول» ولا سيما في ظل توسعاته في السوق السعودي، إضافة إلى «بنك الإمارات دبي الوطني» في ظل مساعيه للتوسع الخارجي.

أهداف

وأشار المحلل المالي الأول لدى «مينا كورب»، أن قطاع الطاقة يعد من أقوى القطاعات بعد ارتفاعات أسعار النفط بفعل قرارات أوبك الأخيرة وهو ما سينعكس إيجاباً على أرباح وإيرادات الشركات العاملة في هذا القطاع، وأيضاً سينعكس ذلك على أداء أسهمها وشهدنا ذلك جلياً من خلال التحركات الجيدة لأسهم الطاقة في الأشهر الماضية وسط توقعات باستمرار هذا الأداء في الأرباع القادمة.

وحول قطاع الاستثمار، قال قصابية إن نتائج شركات هذا القطاع تكون مختلفة وفقاً لاستراتيجية كل شركة وأهدافها التوسعية، لكن بشكل عام فإن الشركات التي تعمل في أسواق خارجية ستحقق عوائد جيدة، وكذلك الشركات التي تستثمر في قطاع التعليم والصحة ستحقق أداء مستقراً.

نشاط

وقدر أيمن القصبي، مدير إدارة التداول بشركة «جلوبال» لتداول الأسهم والسندات، أن تكون النتائج الفصلية للشركات المدرجة جيدة ما سيحفز الأسواق على استعادة زخم النشاط، إلى جانب المحفزات الإيجابية المرتقبة من هيئة الأوراق المالية والسلع مع إطلاقها أدوات وخدمات جديدة في الأسواق المحلية.

وأضاف القصبي إن موسم نتائج الربع الثالث يأتي بعد ارتفاعات قوية حققتها أسواق النفط العالمية وهو ما رفع سقف التوقعات بارتفاع جيد في أرباح الشركات الفصلية إلى جانب تسارع النمو الاقتصادي في الدولة وخصوصاً القطاع غير النفطي وهو ما يدعم نمو الائتمان وزيادة وتيرة الأعمال.

وتوقع القصبي أن تكون نتائج البنوك الأفضل بين الشركات المدرجة في ظل التوقعات بتحسن ملحوظ في معدلات الإقراض ما سينعكس إيجاباً على الربحية والأداء بصفة عامة، ولا سيما مع زيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية استعداداً لاستضافة معرض اكسبو 2020.

ويرجح القصبي أن تتخطى أرباح البنوك المدرجة حاجز 35 مليار درهم خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري بريادة «بنك أبوظبي الأول» و«الإمارات دبي الوطني» و«دبي الإسلامي» وأبوظبي التجاري، بينما يرى أن نتائج شركات العقار ستتفاوت بحسب الملاءة المالية لكل شركة وقدرتها على تحقيق مبيعات جيدة والتوسع في أعمالها مثل «إعمار العقارية» وشركاتها التابعة.

تحديات

وبين مدير إدارة التداول بشركة «جلوبال»، أن الشركات العاملة في قطاع الطاقة والنفط من المتوقع أن تحقق نتائج إيجابية وخصوصاً بعد الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط وفي مقدمتها «أدنوك للتوزيع» و«طاقة».

ولفت القصبي إلى أن بعض الشركات في قطاع المقاولات ما تزال تعاني حتى الآن تحديات إعادة الهيكلة وإطفاء الخسائر المتراكمة، لكنه يرى في الوقت نفسه أن هيئة الأوراق المالية تبذل جهوداً حثيثة بهدف حث تلك الشركات على هيكلة أوضاعها.

ويرى أن الشركات المدرجة في قطاع النقل من المتوقع أن تحقق توازناً في أرباحها بقيادة «أرامكس» و«العربية للطيران»، بينما سيشهد قطاع الاتصالات حالة من الاستقرار على صعيد الأرباح والإيرادات مع ضرورة تركيز شركات الاتصالات على تنويع مصادر دخلها.

محفزات

من جانبه، قال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة «الصفوة مباشر» للخدمات المالية، إن النتائج الإيجابية للشركات المدرجة في النصف الأول من العام الجاري تبشر بموسم قوي في الربع الثالث المقرر الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمة وخصوصاً في ظل المكاسب الأخيرة لأسواق النفط العالمية إلى تحسن المناخ العام للأعمال بعد سلسلة المحفزات الأخيرة التي أقرتها الحكومة.

ويرى رشاد أن الشركات الإماراتية المدرجة على موعد مع موسم جيد للنتائج الفصلية وخصوصاً في القطاع المصرفي الذي يشهد نمواً مستداماً. وبين رشاد أن زيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في دبي استعداداً لاستضافة معرض اكسبو 2020، يعد أمراً جيداً للشركات حيث يؤدي إلى مزيد من التوسع والنمو في الأعمال وخصوصاً في قطاع البنوك والعقارات.

ولا يعتقد رشاد أن أرباح الشركات العقارية ستشهد طفرة في أدائها خلال الربع الثالث لكنه يتوقع أن تحقق «إعمار العقارية» و«إعمار مولز» و«إعمار للتطوير» نتائج إيجابية، وطالب رشاد الشركات العقارية عموماً بضرورة العمل على تنويع مصادر الدخل وترشيد التكاليف والبحث عن بدائل لخفض تكاليف العقود.

ويتوقع رشاد أن تواصل البنوك تحقيق أرباح جيدة على مدار عام 2018 بأكمله مبيناً أن البنوك الإماراتية تعد الأعلى من ناحية الربحية مقارنة بنظيراتها في المنطقة في ظل تمتعها بأرباح وإيرادات قوية وسيولة مرتفعة ولا سيما في ظل اتباعها نهجاً منضبطاً في إدارة التكاليف والمخاطر.

ويرى رشاد أن نتائج الشركات ستكون أكثر إيجابية وخصوصاً أن تلك الشركات تتمتع بملاءة مالية قوية وهو ما سيعزز من زيادة إقبال المستثمرين في الأسواق المالية على اقتناء أسهم تلك الشركات.

محفزات

يتوقع الخبراء والمحللون أن تنعكس نتائج الشركات الجيدة بشكل إيجابي على أداء الأسواق خلال الفترة القادمة ولا سيما أنها عامل محفز للمستثمرين وتحسن معنوياتهم ما يشجعهم على ضخ مزيد من السيولة، مشيرين إلى أن المستثمرين سيتوجهون نحو اقتناء الأسهم القوية التي تتمتع شركاتها بأرباح جيدة.

Email