شحّ السيولة وتراجع الاستثمار المؤسسي وإعادة هيكلة وأزمة الثقة

محللون: 4 عوامل رئيسية وراء ضعف سوق الأسهم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لخص محللون وخبراء أسواق مال الأداء الضعيف للأسواق المحلية خلال الفترة الأخيرة على الرغم من النتائج القوية والتوزيعات السخية للشركات في 4 عوامل رئيسية تسببت في تراجع شهية المستثمرين وعزوفهم عن ضخ استثمارات جديدة.

وقال المحللون والخبراء، الذين استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، إن العوامل الأربعة هي: شح السيولة وتراجع وتيرة الاستثمار المؤسسي وإعلانات بعض الشركات عن إعادة هيكلة رؤوس الأموال وضعف ثقة المستثمرين.

وفى الأسبوع الماضي، انخفض سوق دبي بنسبة 1.27% ليغلق عند 3042.82 نقطة مع هبوط أسهم البنوك والاستثمار في مقابل ارتفاع البنوك، بينما تراجع سوق العاصمة بنحو 0.2% إلى 4697.23 نقطة مع تراجع البنوك والاتصالات.

وذكر المحللون والخبراء أن الأسواق تبحث في الوقت الراهن عن محفزات إيجابية جديدة تشعل شرارة الصعود لا سيما مع وصول غالبية أسعار الأسهم إلى مستويات سعرية جاذبة، مشيرين إلى أن ظهور أخبار ومحفزات إيجابية ستشجع على مزيد من التدفقات المؤسساتية وتدعم على تأسيس مرحلة جديدة من الارتفاعات لا سيما وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من إعلانات الشركات عن أرباحها الفصلية الجيدة.

تراجعات

وقالت المحللة الفنية منى مصطفى عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إن المؤشرات الرئيسية للأسواق المحلية أغلقت الأسبوع الماضي على تراجعات متفاوتة لتستكمل الاتجاه العرضي على المدى القصير.

وأضافت منى أن مؤشر سوق دبي تراجع بعد أن تخلى في منتصف الأسبوع عن منطقة الدعم الفرعية ليغلق عند 3042 نقطة مقترباً من مستوى الدعم الرئيسي الذي نجح في التماسك عنده وهو ما قد يدفعه للارتداد إذا وجد قوة شرائية تستطيع الحد من عمليات البيع خصوصاً على الأسهم القيادية.

وأشارت إلى أن الأسواق لا تزال تعاني من استمرار الانخفاض النسبي بمعدلات السيولة التي لا تزال تترقب ظهور محفزات إيجابية جديدة تشجع المتعاملين على فتح مراكز شرائية جديدة خاصة من محاوله المؤشرات الدخول في حركة عرضية بالقرب من مناطق الدعم الرئيسية وهو ما قد يحدث بمستهل تعاملات الأسبوع الحالي خصوصاً بعد التماسك الطفيف بالأسعار قبيل نهاية الأسبوع الماضي.

وتابعت: في حال تأكيد مؤشر سوق دبي كسر مستوى الدعم الرئيسي، سيتحول إلى نقطة إيقاف خسائر وقد يتجه المؤشر لمستويات سعرية أقل حيث سيكون لديه دعم عند 3000 -2955 نقطة ومقاومة عند 3066 -3122 نقطة.

أداء

وذكرت أن مؤشر سوق أبوظبي استمر في أدائه العرضي طيلة جلسات الأسبوع الماضي، حيث لا يزال يحاول اختراق منطقة المقاومة العنيدة وصولاً لمستوى 4708 نقاط التي تعرض عندها لبعض عمليات البيع قد تخف وطأتها في النصف الثاني من الأسبوع الحالي.

وتوقعت أن يشهد سوق أبوظبي بداية هادئة في أولى جلسات مع استمراره في الأداء العرضي لحين تأكيد اختراق المقاومات عند 4730 –4762 نقطة والتي حال تأكيد كسرها قد ندخل في موجة صعود قوية تدفعه لمستويات أكبر، على أن يبقى الدعم عند 4631 –4580 نقطة.

نتائج

وقال رائد دياب نائب رئيس قسم البحوث لدى «كامكو» للاستثمار، إن الأسواق تعرضت في الفترة الأخيرة إلى تذبذبات مرتفعة مع انتظار المستثمرين لمزيد من النتائج المالية للشركات عن الربع الأول، مشيراً إلى أن أداء أسهم البنوك كان جيداً بفضل الأرباح القوية للمصارف الوطنية وهو ما قد يسهم مستقبلاً في عودة الثقة وجذب مزيد من السيولة.

وأضاف دياب أن الأسواق في حاجة إلى محفزات جديدة في ظل تراجع شهية المستثمرين على الرغم من النتائج الإيجابية المعلنة حتى الآن من عدة بنوك شركات، لكن يبدو أن هناك حاجة إلى أخبار إضافية وتدفقات مؤسساتية وتدعم وتشجع على التأسيس لمرحلة جديدة من الارتفاعات.

وبين دياب أن الأنظار في سوق أبوظبي لا تزال تتجه إلى مستوى المقاومة عند 4720 نقطة، حيث فشل المؤشر في اختراقه لكن النجاح في ذلك من شأنه أن يدعو إلى المزيد من النشاط الإيجابي الذي قد يؤدي تدريجياً إلى استهداف 4900 نقطة قبل 500 نقطة. وأشار إلى أن نجاح سوق دبي المالي في الإغلاق فوق مستوى المقاومة عند 3150 نقطة خلال الجلسات القادمة يعد إشارة إيجابية من شأنها أن تخفف من الضغوط البيعية وتؤدي إلى استهداف 3220 نقطة.

هيكلة

من جانبه، قال جمال عجاج، مدير مركز الشرهان للوساطة المالية، إن الأسواق المحلية لا تزال تعاني من انخفاض السيولة وضعف التداولات بشكل ملحوظ باستثناء قطاع المصارف الذي ما زال يحافظ على مكاسب جيده لمعظم أسهمه.

وأضاف عجاج أن العامل النفسي هو محور هذه التراجعات إضافة إلى إعلان عدة شركات عن عمليات إعادة هيكلة وخفض رؤوس الأموال لإطفاء الخسار المتراكمة، فضلاً عن أن زيادات رؤوس الأموال المطلوبة لبعض الشركات تسببت في حجز جزء من السيولة وهو ما أثر بشكل كبير على قيم وأحجام التداولات في الأسواق.

وتابع عجاج: على الرغم من وصول الأرباح النقدية عن العام 2017 لمعظم المستثمرين إلا أن إعادة تدوريها بالسوق ما زال محدوداً جداً في انتظار تحسن معنويات المستثمرين، ولذلك نتوقع أن يبقى أداء الأسواق كما هو لحين ظهور محفزات قوية.

تحسن

وقال أيمن القصبي، مدير إدارة التداول بشركة جلوبال لتداول الأسهم والسندات، إن أداء الأسواق المحلية خلال تداولات الأسبوع الماضي سيطر عليه الضعف بسبب حذر وقلق المستثمرين خصوصاً بعد إعلان شركات عن خطط لإعادة هيكلة رأس المال وخفض رؤوس الأموال لإطفاء الخسائر المتراكمة، وأضاف القصبي أن الأسواق نجحت في جلسة الخميس في الصعود وتعويض جزء من خسائرها مع تحسين معنويات المستثمرين مع توالي إعلانات البنوك والشركات عن أرباح قوية، وهو ما نعتقد أن يسهم في دعم أداء الأسواق خلال الفترة القادمة.

وتوقع القصبي عودة التفاؤل في الأسواق خصوصاً بعد الأداء الجيد في جلسة الخميس الماضي وهو ما نتوقع استمراره في الأسابيع القادمة خصوصاً وأن أسعار غالبية الأسهم تتداول حالياً عند مستويات جاذبة، إضافة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مراجعة الأسهم الإماراتية المدرجة على مؤشر الأسواق الناشئة العالمي وهو ما يسهم في زيادة النشاط على بعض الأسهم.

قال أيمن القصبي: من المنتظر أن يحاول مؤشر دبي اختبار نقطة المقاومة عند 3085 وفي حالة كسرها سيتجه نحو 3110 نقاط، بينما من المتوقع أن يصعد سوق أبوظبي مستهدفاً 4780 نقطة في المدى القصير.

 

Email