منتدى أسواق المال العالمية يختتم فعالياته في أبوظبي

البلوشي: 40 مليار درهم استثمارات الأجانب في الأسهم

Ⅶ أسواق المال المحلية تستقطب المزيد من المستثمرين الأجانب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد راشد عبدالكريم البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، أن هناك نمواً مستمراً في عدد المستثمرين الدوليين بالأسواق المالية الإماراتية ولا يزال السوق جاذباً للمستثمرين من المؤسسات الأجنبية وأن قيمة الاستثمارات الأجنبية بالسوق والأسهم تتجاوز 40 مليار درهم.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية تناولت البيئة التنظيمية وأثرها على ممارسة الأعمال التجارية في منتدى أسواق المال العالمية 2016 الذي اختتم فعالياته في أبوظبي أمس، ونظمه بنك أبوظبي الوطني بمشاركة نخبة من صناع القرار من الإمارات والعالم ومديري الأصول والصناديق السيادية والمصرفيين..

واستقطب ملتقى أسواق المال العالمية السابع أكثر من 1500 مشارك على مدى يومين من أبرز الخبراء والمفكرين والمستثمرين وصناع القرار من دولة الإمارات والعالم.

وأكد مسؤولون وخبراء دوليون أن الاقتصاد الإماراتي من بين الاقتصادات الأقل تأثراً بانخفاض أسعار النفط عالمياً بفضل نجاح الدولة في استثمار الفوائض المالية خلال سنوات ارتفاع أسعار النفط بصورة فعالة وإيجابية ما جعلها أكثر قدرة على مواجهة الأزمات المالية العالمية مع تطبيق سياسات فعالة لتنويع مصادر الدخل أدت إلى تقليص مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 30%.

وأشار المشاركون إلى أن الاقتصاد الإماراتي يتميز بالقوة والتنوع والسيولة العالية التي تكسبه مناعة في مواجهة المتغيرات الطارئة التي تحدث ومنها انخفاض أسعار النفط مع وجود فوائض مالية يتم استثماراها في الصناديق السيادية.

تباطؤ

وقال أليكس ثيرسبي الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الوطني، إن العالم يعاني من تباطؤ ملحوظ في النمو الاقتصادي وانخفاض الأرباح المحتملة للشركات متعددة الجنسيات إضافة إلى وجود عدد كبير من القيود المفروضة على تكوين الثروات على نطاق واسع..

مؤكداً ضرورة توفير مزيد من الدعم والمساندة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الجهود الحكومية لوضع سياسات ذكية ووضع أنظمة مبتكرة تسهم في إزالة الحواجز التي تحول دون تطوير الأعمال والاستفادة من وجود ملياري شاب يعيشون في 48 دولة تُصنَّف اقتصاداتها ضمن فئة الأقل نمواً في العالم.

وتوقع أن يكون النمو خلال السنوات الخمس المقبلة في الأسواق الناشئة لأكثر من ضعف مثيله في العالم المتقدم، مشيراً إلى أن هذه الأسواق أصبحت أكثر ترابطاً وتنوعاً بفضل ما تشهده من انتعاش تجاري وقيام تكتلات اقتصادية جديدة، مؤكداً أهمية توسيع الأسواق وربطها وتحفيز الاستثمار طويل الأجل والتركيز على تفعيل اللامركزية في التنمية الاقتصادية للعمل على تحسين مستويات المعيشة للجميع.

وسلط ثيرسبي الضوء على الحاجة إلى «إصلاح» الصناعة المالية التي تشكل مطلباً أساسياً لاستعادة ثقة الناس في البنوك بعد الأزمة الاقتصادية التي شهدتها عام 2008، موضحاً أن اللوائح التنظيمية الصارمة على رأس المال باتت تثير القلق وتسبب المزيد من التقلبات في السوق.

معايير

و عن مدى استعداد البنوك لتطبيق معايير «بازل 3» قال إنه مطلوب إجراء مجموعة من الإصلاحات التنظيمية الطوعية لمعالجة قضايا كفاية رأس المال في البنوك واختبار القدرة على التحمل ومخاطر السيولة في السوق.

من جانبه قال ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي، إن السوق يعد مركزاً مالياً محورياً يتميز بالخدمات التي يقدمها لرؤوس الأموال المحلية ومع الاستقرار والأمن السياسي اللذين تتمتع بهما أبوظبي أصبح السوق الوجهة الرئيسة للمؤسسات المالية التي تتطلع لتقديم خدماتها في للمنطقة.

تنوع

وقال الدكتور محمد العريان رئيس مجلس التنمية العالمية للرئيس الأميركي باراك أوباما المستشار الاقتصادي في إليانز، إن التنوع الاقتصادي شكل حائط الصد الرئيسي أمام صدمة انخفاض أسعار النفط مرجعاً نجاح دولة الإمارات في مواجهة هذه الصدمة إلى 3 عوامل أساسية تمثل الأول في الاحتياطيات المالية الدولية الجيدة والثاني مرونة الاقتصاد الإماراتي وسياساتها النقدية والمالية..

فيما تمثل العنصر الثالث في عدم الانكشاف بصورة كبيرة بالقروض الدولية أو الداخلية ما وفر هامشاً كبيراً للجوء لهذه الخطوة إذا اقضتت الضرورة ذلك مستقبلاً.

وأعرب في تصريحات صحفية على هامش الملتقى عن اعتقاده بأن انخفاض أسعار النفط خلال العامين الماضيين زاد من صلابة الاقتصاد الإماراتي ويرفع مناعته بمواجهة الأزمات على المديين المتوسط والطويل.

وتوقع العريان أن تستمر حالة التذبذب في أسعار النفط عالمياً خلال الشهور الستة المقبلة وأن تتجه الأسعار إلى الارتفاع خلال فترة تتراوح بين عام و18 شهراً، معرباً عن اعتقاده بأنه من أسباب طول فترة انخفاض أسعار النفط خلال الشهور الماضية أن دول أوبك لم تتعامل بواقعية ومرونة مع معدلات العرض والطلب في الأسواق.

كما كان يحدث في مراحل سابقة ولم يتم اتخاذ قرارات سريعة بخفض الإنتاج مع بداية واستمرار الانخفاض بنسب كبيرة.

فائدة

كما توقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية مرتين جديدتين خلال العام الجاري بعد أن تم رفعها للمرة الأولى منذ سنوات بـ 25 نقطة أساس في ديسمبر الماضي، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات على تحسن الاقتصاد الأميركي خلال الفترة المقبلة.

وأضاف الدكتور محمد العريان أن الدروس التي خلفتها الأزمة المالية العالمية ما زالت حاضرة، حيث لم يكن تصميم النظام المالي العالمي وقت اندلاع الأزمة ملائماً لمثل هذه الأزمات فلم تكن المعايير واللوائح الإشرافية الحذرة مطبقة بالشكل الكافي ولم تقم الجهات الرقابية بدورها الإشرافي المشدد وتركت البنوك لقوى السوق بشكل عام.

واستبعد حدوث أزمة مالية عالمية جديدة مؤكداً ضرورة اهتمام الدول بإعادة هيكلة اقتصاداتها وتطوير تشريعاتها بحيث يقل الاعتماد على الحكومات بشكل رئيسي في تنشيط القطاعات الاقتصادية مع تطوير الأنظمة الضريبية لتكون أكثر فاعلية ويتم الاستفادة من موارد الضرائب بصورة استثمارية أفضل.

أمن الطاقة

في جلسة حوارية عن عصر انعدام أمن الطاقة وأهم التحديات المقبلة تناولت فاطمة الشامسي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الكهرباء والطاقة النظيفة وتحلية المياه، سياسة دولة الإمارات للانتقال نحو المزيد من الطاقة المتجددة. وتوقع الدكتور دانيال يرغين نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أي اتش اس»، أن تتراوح أسعار النفط بين 40 و50 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من عام 2016‏..

مشيراً إلى انخفاض متوقع بكميات إنتاج النفط الصخري حتى الصيف المقبل بنحو مليون برميل ما قد يدفع أسعار النفط للارتفاع، حيث يضغط هبوط أسعار النفط الخام على منتجي النفط الصخري بالولايات المتحدة مع ارتفاع تكلفة الإنتاج.

Email